كتبته : هناء بنت عبدالعزيز الصنيع 


بسم الله الرحمن الرحيم


الثقيلة...عندما تزورك تأتي في وقت غير مناسب ، دون استئذان، لا تدرين إلا وهي داخل منزلك..

والله سبحانه وتعالى علمنا أدب الإستئذان
( إن مجرد الإستئذان لا يبيح الدخول ،فإنما هو طلب للإذن فإن لم يأذن أهل البيت فلا دخول ويجب الانصراف دون تلكؤ ولا انتظار..

لقد جعل الله البيوت سكناً لأهلها،تطمئن نفوسهم ويأمنون على عوراتهم وحرماتهم ، ويلقون أعباء الحذر والحرص المرهقة للأعصاب ، لذلك فلا يدخلها أحد إلا بعلم أهلها وإذنهم وفي الوقت الذي يريدون وعلى الحالة التي يحبون أن يلقوا عليها الناس)(1).

•••

المرأة الثقيلة لا تكلف نفسها أخذ موعد للزيارة مع أننا في ثورة الاتصالات...!!

فهي إن رأت نفسها فارغة تظن أن الناس كلهم مثلها ،فتأتي في أوقات تربك فيها من تزورهم ،
فمنهن من ستذهب لموعدها في المستشفى بعد انتظار دام أسبوعين او أكثر فتضطر لإلغائه ونحوه من الارتباطات الهامة التي تفسدها الثقيلة بدخولها المفاجيء.

ذهبت إحداهن لزيارة جارتها دون موعد ، فلما دخلت وجدتها تستعد للإختبار في الجامعة غداً فأصيبت الاثنتان بحرج شديد..

( أحياناً في تعاملنا مع غيرنا ربما أسأنا لأوقاتهم من حيث لا نشعر وأحياناً يغيب عن أذهاننا أن من مسؤوليتنا المحافظة على أوقات الآخرين أو على الأقل احترامها..
ومن صور تلك المحافظة : افتراض الخلاف حول تحديد الأولويات ،فما نراه مهما لدينا قد لا يكون كذلك لديهم بل حين يبقى الخلاف قائماً فالقضية تتعلق بصاحب الوقت ،فرأيه أولى أن يعتبر..

وحين يعتذر لنا بالانشغال فتقديرنا لانشغاله وقبولنا لعذره يمثل صورة من صور احترام وقته،وكيف نلوم من اعتذر عن استقبالنا وهو حق شرعي له، وقد أدبنا القرآن بهذا الأدب {وإن قيل ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم..}النور:28.

والرجوع الأزكى ينبغى أن يصحب بالتقدير للإعتذارلا الانصراف بالسخط واللوم)(2)

•••~

تكثر من الزيارة فقد تزورك مرات متتابعة دون دعوة منك..!
ولا علاقة مودة وانسجام ..!

وفي كل مرة تطيل الزيارة دون أن تطلبي منها ذلك..!
فتمكث وقتاً طويلاً يزعج أهل المنزل ويقطعهم عن شؤونهم .. 
حتى يملوا من كثرة زيارتها وطولها ...

وقد قيل (كثرة الزيارة تورث الملالة)

فهي تعتقد أن الحياة كلها أكل وشرب وتزجية أوقات في أحاديث لا تنتهي،وأن الإنسان ليس عنده أعمال تحتاج لوقته وجهده، فتضيع على نفسها وعلى غيرها فرصة النجاح في الدنيا وتحقيق الأهداف قبل انتهاء الحياة السريعة.

• تستخدم هاتف منزلك للإتصال على هواتف محمول’ وتطيل الحديث لتجعلها مفاجأة حلوة لك عندما ترين فاتورة الهاتف..!

• تأتي الى الولائم دون أن يدعوها أصحاب الوليمة..!
وإن كانت مدعوة تحضر معها ثلاثة من معارفها لم تتم دعوتهن..!

وعندما تحضر إلى وليمة في بيتك فإنها لا تفكر بمساعدتك البتة من باب المجاملة مع أنها قد تكون قريبة وليست غريبة..

فلا ترفع كأساً ولا تمسك طفلاً فهي ثقيلة كـاسمها ..

ويا ليت النساء الثقيلات يمسكن أطفالهن فقط عن العبث والإفساد بمنزل المضيفة لكفى به إحساناً ، لكنهن يردن من صاحبة المنزل أن ترعى أولادهن،وفي الوقت نفسه تطهو لهن الطعام!
ويمكثن في بيوت الناس إلى آخر الليل.

للأسف لا مكان للنظام في حياتهن }|~

( • إن من الأدب مع أوقات الآخرين 
أن يبادر المرء بالاستئذان متى ما انتهى من حاجته أو شعر أنه قد أطال بما فيه الكفاية
إذ قد يجد الإنسان حرجاً من أن يطلب من زائره الانصراف وهو ربما كان ينتظر انصرافه على أحر من الجمر.

• التوازن
عموماً مطلوب فعلى المسلم أن يعطي من وقته لإخوانه وعلى المسلمين أن يحافظوا على أوقات إخوانهم)(3).

**
*
و الأولى بالمسلمات
أن يعدلن سلوكهن ليصبحن خفيفات النفس مرغوبات وهذا مطلب شرعي يؤجرن عليه وينلن به المنازل الرفيعة عندما ترتفع أخلاقهن وطباعهن فيسعدن بصحبة الأخريات، وتتحسن علاقتهن بهن،وتسودها المودة والمحبة ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (..لا تؤذوا المسلمين..)(4).
•••~
.........................
(1)آداب البيوت في الإسلام،إبراهيم الحمد.
(2)تأملات في العمل الإسلامي،محمد الدويش.
(3)تأملات في العمل الإسلامي،محمد الدويش.
(4)أخرجه الترمذي، واسناده حسن.

المصدر: صيد الفوائد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 18 أكتوبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,274,515