لطالما تساءلت النساء الحوامل المدمنات على شرب القهوة أو الشاي أو أكل الشوكولاته أو غيرها من الأطعمة الغنية بالكافيين عن أثر ذلك على أجنتهن، وعلى سلوكيات مواليدهن لاحقاً، باعتبار أن الكافيين يندرج ضمن المنبهات التي من شأنها التأثير على سلوك المستهلك ومزاجه.
خمس سنوات
أظهرت دراسة نُشرت نتائجها في النسخة الرقمية للعدد الأخير من مجلة «طب الأطفال» أنه لا داعي للنساء الحوامل أن يقلقن بشأن انتقال استهلاكهن الكافيين إلى مواليدهن. وتوصل باحثون إلى هذه النتيجة بعد أن أجروا دراسةً شملت 3,439 طفلاً مولوداً لنساء يصل معدل أعمارهن 32 عاماً، ويجمع بينهن قاسم مشترك وهو الإكثار من استهلاك الكافيين عبر شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية. وتمت متابعة هؤلاء النساء منذ بلوغهن الأسبوع السادس عشر من الحمل.
وبعد الكشف على هؤلاء الأطفال عقب ولادتهم، انتظر الباحثون خمس سنوات ليُعاودوا الكشف عنهم حتى تتسنى لهم معرفة ما إذا كان استهلاك أمهاتهم للكافيين يظهر في سلوكهم على شكل صعوبات عاطفية أو مواجهة مشكلات في التواصل مع الأقران، أو على شكل فرط الحركة أو قصور الانتباه، أو ما إذا كانوا يعانون مشكلات سلوكية عامة. ومن الناحية الافتراضية، لم يظهر هناك أي فرق يُذكر بين أبناء الأمهات اللاتي كُن يُكثرن من استهلاك الكافيين، وأبناء الأمهات اللائي استهلكن كميات أقل من الكافيين والمنبهات. ووجد الباحثون أن 5% من المجموعتين كانوا يعانون من مشكلات عاطفية، و8% منهم كانوا يعانون من فرط الحركة وقصور الانتباه.
بيانات وتقييمات
درجت العادة على أن ينصح أطباء النساء والتوليد الحوامل بالتقليل من تناول الكافيين نظراً لأن دراسات سابقة أشارت إلى أن من شأن الكافيين الرفع من مخاطر الولادة المبكرة أو إبطاء نمو الجنين وزيادة معدل ضربات قلب الجنين، هذا علماً أن دراسات أخرى توصلت إلى نتائج جدلية متباينة وغير متفق عليها حول الموضوع ذاته.
ولكن التجارب المخبرية التي أُجريت على الحيوانات أبانت أن الكافيين يصل إلى دماغ الجنين، وأن بإمكانه من ثم التأثير على تطوره وسلوكه. وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتقييم معدل استهلاك الكافيين مرةً واحدةً فقط. ولم يُتح لهم ذلك معرفة ما إذا كان هذا المعدل تغير على مدار مراحل الحمل المختلفة. وتجدُر الإشارة إلى أن البيانات التي استقيت من إجابات النساء في الاستبيانات التي وزعت عليهم لم تكن تشمل الكافيين الذي تحتويه الشوكولاته أو مشروبات الطاقة أو الأدوية. أما البيانات الخاصة بسلوكات الأطفال، فقد تم الحصول عليها من التقييمات التي خضعت لها الأمهات.
ساحة النقاش