مرّ أعرابي بأبي الأسود الدؤلي وهو واقف على باب داره فسلم عليه، فقال له أبو الأسود كلمة مقولة: ما شأنك يا أعرابي؟ فقال الأعرابي: ائذن لي بدخول بيتك، قال أبو الأسود: وراءك أوسع لك، فقل له: هل عندك شيء يؤكل؟ قال أبو الأسود: نعم، فقال الأعرابي: إذن فأطعمني، قال له: عيالي أحق به منك، فقال الأعرابي: ما رأيت والله ألأم منك، قال أبو الأسود: والله لست ترى نفسك.

 

 
ودخل أيوب بن القرية على الحجاج، وكان فيمن أسر من أصحاب عبدالرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي، فقال له الحجاج: ماذا أعددت لهذا الموقف يا أيوب؟ قال أيوب بن القرية: أعددت ثلاثة صفوف كأنها ركب وقوف: دنيا، وآخرة، ومعروف، فقال الحجاج: والله لبئسما منيت به نفسك يا ابن القرية، أترى أني ممن تخدعه بكلامك وخطبك، والله لأنت أقرب إلى الآخرة مع موضع نعلي هذا.

 

قال أيوب: أقلني عثرتي وأسغني ريقي، فإنه لابد للجواد من كبوة، والسيف من نبوة، والحليم من صبوة، فقال الحجاج: والله لأنت إلى المنتصر أقرب منك إلى العفو، ألست القائل وأنت تحرّض حزب الشيطان وعدو الرحمن (تغدّوا بالحجاج قبل أن يتعشى بكم)، وقد نقلت هذا للغضبان بن القبعثري؟ فسكت ولم يَحِر جواباً.

جيء للمنصور ببعض الخارجين عليه وقد ظفر به أسيراً، فقال له المنصور: أخبرني يا هذا مَن مِن أصحابي كان أشدّ إقداماً في مبارزتك؟ قال: إني لا أعرف وجوه أصحابك مقبلين، وإنما أعرف مدبرين، فقل لهم يدبرون حتى أدلّك إلى أيهم كان أشدّ فراراً.

وقيل إن عمارة بن حمزة كان مشهوراً بالكبر والإعجاب بالنفس، فدخل على المهدي يوماً ولما اطمأن به المقام نهض رجل في المجلس كان المهدي قد أوعز إلي ليتهكم بعمارة، فقال: مظلوما يا أمير المؤمنين، قال المهدي: من ظلمك؟ فقال الرجل: عمارة هذا غصبني ضيعتي (وكانت من أحسن ضياع عمارة)، قال المهدي: قم واجلس مع خصمك يا عمارة، فقال عمارة: يا أمير المؤمنين ليس هذا خصمي، فإن كانت الضيعة له فلست أنازعه فيها، وإن كانت لي فقد وهبتها له، ولا أقوم من مجلس شرفني به أمير المؤمنين.

عروة بن حزام:

أحقّاً يــــــــا حمامة َ بطنِ وج

بهذا النّوحِ إنَـــــــّكِ تصدُقينا

غلبتُكِ بِالبُكَـــــــــاءِ لأَنَّ لَيْلِي

أواصلهُ وإنـــــــــــّكِ تهجعينا

وَإنــــــــِّي إنْ بَكَيْتُ حقـــــــاً

وإنّـــــــــكِ في بكائكِ تكذبينا

فلستِ وإنْ بكيتِ أشدَّ شوقاً

ولكنِّي أســــــــــــــرُّ وتعلنينا

فَنُوحِي يا حمَامة َ بطنِ وَجٍّ ................ فقدْ هيّجتِ مشتاقاً حزينا

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,239