محمد الحلواجي
تعد الفواكه الطازجة من أفضل سبل الحماية من أمراض الصيف؛ نظراً لسهولة هضمها وسرعة امتصاص الأمعاء للمواد السكرية والأحماض والأملاح والكالسيوم فيها، والعصائر الطازجة هي المستخلصة من الفاكهة بلا أية إضافات أو مواد حافظة، أمّا العصائر المصنعة والمشروبات الغازية، فهي أكثر ضرراً على الصحة من أي شيء آخر، بالإضافة إلى أهمية تناول الفواكه والخضراوات والزبادي والأكلات والوجبات الخفيفة الباردة المنعشة في الصيف الحار.
(الشارقة) - ينصح الشيف السوري نهاد أمينو كبير الطهاة بأحد المطاعم، بتناول الأكلات الباردة التي تحتوي على الخيار واللبن، والأكلات الخفيفة ومختلف السلطات كسلطة التبولة وسلطة الفتوش والسلطات الخضراء وسلطة الفواكه، بالإضافة إلى الحرص على تناول الفواكه الطازجة المبردة والعصائر الطبيعية والفواكه الباردة بشكل عام مثل البطيخ الأحمر والتفاح الأخضر والبرتقال، ووصولا إلى الزبادي والمثلجات والبوظة العربية والآيس كريم.
وجبات باردة
كما ينصح الشيف أمينو بتناول الأكلات والوجبات الباردة مثل “مسقعة الباذنجان” والخضراوات المطهوة على البخار والخضراوات الطازجة، ومطبقة الخضار ومجدرة العدس والشاكرية باللبن واللبنية وكبة اللبن والشيش برك”، وأكلة “المكمور” التي تتكون من عدة خضراوات مطبوخة ومختارة حسب الرغبة مثل الباذنجان والطماطم والثوم والبصل والكوسة والبطاطس، بحيث تكون مطهية بدرجة ثلاثة أرباع، وهناك المقبلات الباردة مثل الحمص والحمص باللحمة والباباغنوج.
أما علي ترحيني، صانع العصائر المتخصص بأحد المطاعم المطلة على القصباء بالشارقة، فيقول: إن صنع العصائر والكوكتيلات وسلطات الفواكه يتميز باللمسة الشخصية والقدرة على الابتكار أحيانا، والالتزام بمقادير ونسب دقيقة محددة في أحيان أخرى، ومن المهم جعل شرب العصائر الطبيعية عادة يومية سواء في فصل الصيف أو في سائر الأيام العادية، بدلا من تناول المشروبات الغازية الضارة والعصائر الصناعية التي تحتوي على كمية كبيرة من الألوان والنكهات الاصطناعية والسكر المضاف، فالعصائر ليست فقط طيبة المذاق أو منعشة في أيام الحر ولكن لكل عصير فوائد عديدة للجسم، فالعصائر ذات قيمة غذائية عالية وهي مصدر جيد للسكريات والفيتامينات والعناصر المعدنية.
سلطة الفواكه
أما سلطة الفواكه فتعد طبقا مثاليا لغناه بالبروتين والفيتامينات الضرورية والمعادن والأحماض الدهنية والإنزيمات، كما تعتبر سلطة الفواكه من المكملات الغذائية خاصة إنها تحتوي على أعلى نسبة من الماء والأملاح المعدنية التي تغذي البشرة والأمعاء، ومن المستحسن تناول سلطة الفواكه قبل تناول وجبة الغذاء حتى تكون الاستفادة اكبر من أخذ أكبر نسبة من الأملاح المعدنية وفيتامين “ألف”.
ويتطرق علي ترحيني إلى فنون تحضير سلطة الفواكه فيقول: يمكن تجديد هذا الطبق في كل مرة، من خلال إضافة مكونات جديدة من فواكه مختلفة في كل مرة يتم فيها تحضير سلطة الفواكه لتكون أكثر جمالا وسلاسة في الأكل من خلال إضافة بعضا من عصير كوكتيل الفواكه بعد الانتهاء من تحضيرها أو في وقت تناولها.
وفي فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، يحتاج الجسم إلى الأغذية المنعشة، التي تساعده على مقاومة الحرارة، وتفيده في نفس الوقت ولا تقتصر الأغذية على الطعام فقط، بل تتضمن كذلك السوائل التي يمكن تناولها للتخفيف من تأثير الحرارة المرتفعة على الجسم، وينصح خبراء الصحة والتغذية بشرب كمية كبيرة من الماء، والعصائر الطبيعية المختلفة، لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم عن طريق التعرق.
وينصح الخبراء كذلك بالإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، لتعويض الفيتامينات والأملاح التي يفقدها الجسم، وبالنسبة للأطفال وبخاصة ما إذا كان الطفل لا يحب تناول الكثير من الماء، فيمكن استبداله بالحليب البارد المخلوط بالفواكه أو آيس كريم الفواكه.
أغذية مقاومة للحرارة
يعد البطيخ فاكهة الصيف الأولى، حيث يحتوي على كميات كبيرة من الماء، مما يمنح شعورًا بالترطيب والبرودة، كما يحتوي كذلك على ليكوبين، وهي مادة تحمي خلايا البشرة من أضرار أشعة الشمس. أما البرتقال فيحتوي على حوالي 80 % من حجمه ماء، ولهذا يساعد عصير البرتقال البارد على ترطيب وإنعاش الجسم، كما أن البرتقال غني بالبوتاسيوم، ما يجعل تناوله شديد الأهمية، حيث يعوض فقد الجسم للبوتاسيوم أثناء التعرق، في حين يحتوي عصير الفراولة والتوت البري على الفلافونويد، وهو عنصر مقاوم فعال ضد عدد من الأمراض، كما يزيد من تدفق الدم إلى البشرة، ما يحسن من مظهرها وبنيتها وملمسها . وينصح الخبراء بتناول الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، لاحتوائها على مادة الكاروتين، التي يحولها الجسم إلى فيتامين “ألف”، وهو ما يؤدي لحماية الجسم من أشعة الشمس الضارة، كما يقلل الكاروتين الحساسية للأشعة فوق البنفسجية الضارة، ويصلح البشرة القشرية والجافة، ويقوي مناعة البشرة، أما اللبن الزبادي فيحتوي اللبن ومركبات البروبايوتيك، وهي بكتيريا نافعة تحافظ على حركة الجهاز الهضمي، ويساعد البروتين الموجود في اللبن على الشعور بالشبع، مما يشجع على عدم تناول وجبات كبيرة عالية السعرات الحرارية.
أما عصير الليمون بالنعناع المثلج فيجمع ما بين فائدة النعناع للجهاز الهضمي، ويلعب دورا هاما في تهدئة الأعصاب، في حين لا تقل فوائد الليمون أهمية، كون الليمون مرطب ومنعشة للجسم، وملطف لشدة الحرارة والظمأ، ومقاوم لحالات الصداع وإجهاد الحر.
لا لمشروبات السكر والكافييه
على كل من يشعر بالظمأ في الصيف تناول المشروبات المنعشة، شريطة أن تكون درجة حرارتها توازي حرارة الغرفة، وتفسر الخبيرة الألمانية لورا جروس ضرورة ذلك، كون المشروبات المثلجة تحفز الجسم على إنتاج الحرارة ولا تنعشه، كما توصي الاستشارية الألمانية بتناول الماء أو العصائر المحتوية على الصودا أو الشاي، لافتةً إلى أن الماء المضاف إليه بعض شرائح الليمون أو النعناع مثلاً، يعمل على إنعاش الجسم، أما المشروبات التي تحتوي على السكر أو الكافيين فتشكل عبئاً على الدورة الدموية إلى جانب إرباكها لعملية الهضم، كما لا تعمل هذه المشروبات على إطفاء الشعور بالظمأ، بل على زيادته.
نصائح لتناول العصائر
يجب شرب 230 مللي لتر من العصير الطبيعي كحد أدنى يوميا.
◆ محاولة أن يكون العصير الذي نشربه غنيا بأكبر قدر ممكن من الفائدة وبعيدا عن الإضافات.
◆ الانتباه إلى أن عصير الفاكهة يرفع نسبة السكر سريعا في الدم لذلك على المصابين بمرض السكري أخذ الحذر.
◆ عدم خلط عصير الفاكهة والخضار سويا في كأس واحدة ما عدا التفاح والجزر فيمكن خلطهما مع أي شي آخر.
◆ تساعد الفواكه على حفظ التوازن في نسبة الحموضة في الجسام وشرب كوب من العصير الطبيعي يوميا كفيل بذلك.
◆ العصير مناسب للأطفال، حيث يتميز العصير بسهولة هضمه، خاصة للأطفال غير القادرين على المضغ جيدا أو الذين لا يستطيعون التأقلم مع الألياف الموجودة في الخضراوات والفواكه.
◆ وأخيراً العصير ليس أداة سحرية لاستعادة الصحة ولكنه يستطيع دعمها.
ساحة النقاش