أحياناً ينتاب كثيراً من السيدات الحوامل القلق الكبير بسبب تأخر موعد الولادة يوما أو يومين عن الوقت المحدد الذي حدده الطبيب في وقت سابق، مما يجعل الحامل في حيرة من أمرها، وتتساءل: لماذا لم تحصل الولادة ؟ وتبدأ في التشكك في حساباتها، ويزيد في حيرتها أقوال الأقارب والجيران الذين يقدمون لها نصائح في غير محلها في كثير من الأحيان، مما يضاعف قلقها وحيرتها. هل فعلاً يمكن أن تتأخر الحامل في ولادتها الطبيعية عن موعد معين؟ وما هي الأسباب؟ وما هي الأضرار المحتملة على الأم والجنين إن حدث ذلك؟
تساؤلات يجيب عليها الدكتور سامح العزازي، استشاري جراحة النساء والولادة، ويوضح أن هناك احتمالا ألا يتم بدء مخاض الحامل في الوقت المحدد على وجه الدقة، وهو عادة قليل الوقوع، والدليل على ذلك أن هناك 95% من الحوامل لا يلدن في الموعد المقرر لهن، فقد يتأخر موعد الولادة يوم أو يومين، وهذا لا يشكل خطرا حقيقياً على الطفل، لكن إذا تأخر موعد الولادة أكثر من ذلك، وأكملت الحامل مدة الحمل المقرر وهو 42 أسبوعا يستوجب الفحص والتعرف على مسببات ذلك، فمعدل الحمل عادة ما بين 38 - 40 أسبوعاً، وهناك حوالي 10% من السيدات قد يتجاوز الحمل لديهن الأسبوع 42، وأنه يجب عمل شيء ما حتى يبدأ المخاض حفاظا على حياة الجنين، مما يدفع الطبيب إلى البدء بتحريض الولادة، أو تحفيزها، وهو ما يسمى في التعبير الشائع “ الطلق الاصطناعي”. والطلق الاصطناعي هو في النهاية شبيه بالطلق الطبيعي، إلا إنه يتم بواسطة الأدوية المساعدة التي من شأنها إثارة تقلصات الرحم”.
أما عن أسباب تأخر الولادة الطبيعية، يقول الدكتور العزازي:” هناك عدة أسباب محتملة لتأخر الموعد المرتقب للولادة، أهمها الاضطرابات الهورمونية، والاضطرابات النفسية التي قد تتعرض لها السيدة الحامل، لذلك يجب معالجة الحامل بالرؤية والحكمة والإقناع، ورفع معنوياتها وإشاعة البهجة والسرور في نفسها وتهيئتها ومساعدتها كي تجابه الحياة بنظرة تفاؤلية، أثناء أشهر حملها وحتى يحين وقت ولادتها وتتخطى مرحلة الحمل والولادة بأمان ومن ثم تلد بسهولة. لكن قد يكون هناك خطأ في حساب يوم الولادة، أو يوجد أسباب وراثية أو عوامل هرمونية، والطبيب يمكن أن يحدد ذلك من خلال متابعات الحامل”.
أما عن المشاكل التي عادة ما تصاحب الولادة المتأخرة، فقد يلاحظ الطبيب قلة نسبة السائل الأمينوسي بعد الأسبوع 41 من الحمل مما يعرض الحبل السري للضغط أثناء الولادة وهذا يؤدي إلى الإقلال من كمية الأكسجين الواصلة إلى الجنين، أو وجود مادة الميكونيوم وهي عبارة عن إفرازات براز من الطفل وقد تسبب التهابات رئوية إذا تم استنشاقها بواسطة الطفل. ولذلك فإن الطبيب بعد الولادة لابد أن يقوم بعمل تشفيط للطفل مباشرة. كما أن التأخر في الولادة يسبب زيادة وزن الطفل مما يسبب ضغط على رأس الجنين أثناء الولادة ويسبب له المتاعب، لهذا يفضل إجراء ولادة قيصرية في هذه الحالة. ومن ثم يجب التأكد أولاً من صحة حساب مدة الحمل وعمل موجات فوق صوتية لعمل حسابات الجنين ومطابقتها بعدد الأسابيع، و فحص عنق الرحم دورياً بعد الأسبوع 40 من الحمل لبيان هل يبدأ في الاتساع أم لا. وبعد ذلك يتم إجراء ولادة طبيعية عن طريق إجراء توسيع لعنق الرحم بمواد طبية ، وإذا لم يتم اتساع عنق الرحم بعد ذلك فإن الطبيب يلجأ إلى الولادة القيصرية خاصة إذا كان حجم الجنين كبيراً. وعادة ما يلاحظ أن الطفل المولود يكون كبيراً وطويلاً ذو عظام رفيعة وغير مغطى بالمادة البيضاء الموجودة في الأطفال المولودين ولادة طبيعية، وقد يولد هؤلاء الأطفال بأظافر وشعر طويل وجلد القدمين واليدين مجعدا، لكن يعيش معظمهم حياة صحية دون مشاكل إذا تمت متابعتهم جيداً أثناء الولادة.
ساحة النقاش