خضع الثوب العربي أو اللباس العربي للظروف المناخية التي يعيشونها، من بر وبحر، وصحراء وبساتين، ونسجوا أثوابهم بأيديهم، وتفننوا في ألوانها وأشكالها، وإن كان عالم الأزياء قد تطور مع تقدم آلات الخياطة، فإن للعرب بصمة مميزة في عالم الأزياء، خاصة مع تفاعلهم مع مختلف الحضارات الأخرى، عن طريق الفتوح الإسلامية التي وصلت حدود الصين، ومع وجود طريق الحرير.

 

ما يدعو للدهشة والاستغراب في عالم الأزياء اليوم تلك المصطلحات المستعملة مثل: موضة، وفساتين، وديزاين، ميش، وشيفون وغيرها من الكلمات التي لا تمت للعربية بصلة، وتحتاج إلى ترجمة للعربية.

 

قال العرب عن الثوب إذا كان منسوجاً على نِيْرَيْن فهو مُنيَّر - فإذا كان يرى في وَشْيِهِ ترابيعُ صغارٌ تشبه عيون الوحش، فهو مُعَّينٌ، فإذا كان مخطّطاً، فهو معضَّدٌ ومشطب،

فإذا كانت فيه طرائق، فهو مُسَيَّرٌ، فإذا كانت فيه نُقُوش وخطوط بيضٌ فهو مُفَوَّفٌ، فإذا كانت خطوطه كالسهام فهو مُسَهَّمٌ، فإذا كانت تشبه العَمَد، فهو مُعَمَّدٌ، فإذا كانت تشبه المعارج، فهو مُعَرَّجٌ، فإذا كانت فيه نقوشٌ وصورٌ كالأهلة، فهو مُهَلَّلٌ.

فإذا كان موشى بأشكال الكعاب، فهو مُكَعَّبٌ، فإذا كانت فيه لُمَعٌ كالفُلُوس فهو مُفَلَّسٌ، فإذا كانت فيه صور الطير فهو مُطَيَّرٌ، فإذا كانت فيه صور الخيل فهو مُخَيَّلٌ.

والثوب مشرَّقٌ إذا كان مصبوغاً بطين أحمر يقال له الشَّرقُ، وثوب مُجَسَّدٌ إذا كان مصبوغاً بالجِساد (الزعفران)، وثوب مُبَهْرمٌ إذا كان مصبوغاً بالبهرمان (وهو العصفر)، وثوب مورَّس إذا كان مصبوغاً بالوَرْس (وهو قريب من الزعفران يزرع في اليمن)، وثوب مُزَبرقٌ إذا كان مصبوغاً بلون الزبرقان (القمر) وثوب مُهرى إذا كان مصبوغاً بلون الشمس.

قال الشاعر:

رأيتك هَـــــــرَّيت العِمامة بعدما

عَمِرتَ زمــــــــاناً حاسراً لم تُعمّمِ

كان السادة من العرب تلبس العمائم المهرَّاة وهي الصُّفرُ.. وبعضهم زعم أنها من الهراة البلد.

وكانت العرب تفتخر بلباس الرأس وتعده ضرورة للرجل والمرأة، وكان الرجال يلبسون العمائم فهي "تاج في الليل وعِزّ في النهار".

وقال بشار بن برد في الأثواب:

وخــــــــذي ملابس زينة ومصبغات هــــــــــــن أنورْ

وإذا دخلنا فادخلي في الحمر إن الحسن أحمرْ

حمد بن خليفة أبو شهاب:

إليك يشدني ســـــــــر خفي بــــواعثه الجمال اليعربي

وأخلاق ينمقها حيــــــــــــــــاء كنبت الروض باكره الندي

فأصبح في مهب الريح قلبـــــي يلـــف به الطريق اللولبي

أجيبيني هل الحب انتقاص لعزتنــــــا فيرفضه الأبي

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 15 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,921