بولا أسطيح - خاص النشرة <!--EndFragment-->
مستندة على خطة التدريب القتالي الصادرة عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، انطلقت القوات البرية والبحرية والجوية في سوريا يوم السبت الماضي بمناورات وصفت بأنّها "الاضخم منذ 20 عاما" للتصدي لما قالت أنّه " هجوم معاد مفاجئ".
وفيما تعددت القراءات لابعاد وأهداف هذه المناورات، توافق المراقبون على ان النظام السوري يوجّه من خلالها رسالة مزدوجة للداخل والخارج مفادها أن النظام السوري لا يزال متماسكا بالرغم من كل الانشقاقات التي حصلت وتحصل وآخرها انشقاق العميد مناف طلاس كما عرض للعضلات للقول بأن اي تدخل عسكري غربي سيقابله تصد سوري فعال.
بالمقابل، قرأت قوى المعارضة السورية بالمناورات وما رافقها من تصعيد بمستوى الخطاب السياسي الرسمي السوري "مسعى أخيرا من قبل النظام للقول بأنّه لا يزال قويا ومتماسكا فيما هو بالحقيقة ينهار تدريجيا ولم يعد قادرا حتى على التصدي لهجمات الجيش السوري الحر، فكيف اذا ما جاءته الهجمات من الغرب والناتو".
العميد عبد القادر: لا قيمة لكل الدفاعات الجوية التي استعرضتها سوريا في حال شن عدوان غربي عليها
"هي مناورة دعائية وعرض عسكري هدفه سياسي"، هكذا يختصر الخبير الاستراتيجي والعميد نزار عبد القادر المناورات العسكرية التي يجريها النظام السوري، معتبرا أن الهدف الاساس منها رفع معنويات جنوده والتخفيف من الصدمة الناتجة عن انشقاق العميد مناف طلاس الذي كان معروفا كالأخ التوأم للرئيس السوري بشار الاسد. ويرى أنّ النظام يسعى أيضًا من خلالها للايحاء لمؤيديه بالداخل بأنّه لا يزال يقوم بواجباته الوطنية ويؤدي وظائفه كاملة.
ويعتقد العميد عبد القادر ان ما شجع الأسد على القيام بالمناورات في هذا التوقيت بالذات هو خروج عدد من المراقبين للقول بأن سوريا ليست ليبيا وهي قادرة على التصدي لاي هجوم أجنبي لامتلاكها لدفاع جوي فعّال ولترسانة واسعة من الصواريخ، وبالتالي يحاول النظام اليوم ومن خلال هذه المناورات استعراض ما تحدث عنه في وقت سابق هؤلاء المراقبين ولفت النظر لدفاعات ساحلية قادرة على التصدي لأي انزال على الشاطىء السوري. ويقول: "هذه الصور وهذا التحليل قد يكون موجها للمواطن العادي ولكن ليس للخبراء الذين يعون تماما أن لا قيمة لكل الدفاعات الجوية التي استعرضتها سوريا في حال شن عدوان غربي عليها باعتبار أن التكنولوجيا التي لدى أميركا ودول أوروبا متقدمة جيلين أو 3 عن التكنولوجيا التي لدى سوريا فالأنظمة التي تعتمدها ليست سرية وهي معروفة بتردداتها وتقنياتها".
ويؤكد عبد القادر أنّه "وفي حال شاركت الولايات المتحدة الأميركية بأي عمل عسكري ضد سوريا فهي قادرة فورا على شل وتعطيل كل الرادارات والموجات السورية وبالتالي لن يكون للدفاعات الجوية السورية اي دور تلعبه الا الدور الدعائي الحالي".
العميد قرقوطي: في حال استشعر الأسد بالخطر فهو لن يتردد باطلاق صواريخ يصل مداها حتى 4000 كلم تطال أوروبا
بالمقابل، يرى العميد زياد قرقوطي المشهد السوري بطريقة مختلفة كليا، اذ يؤكد أن ما استعرضته سوريا ليس الا جزءا مما تمتلكه من قدرات عسكرية، معتبرا انّها هدفت من خلال المناورات الى ارسال رسالة مزدوجة للداخل والخارج مفادها بأنّه اذا فكر الحلف الاطلسي بالتدخل في سوريا انطلاقا من الشواطىء السورية فلدى النظام ما يكفي لاغراق أي قطعة عسكرية من أي جهة أتت وبالتالي هو توجه للمعارضين بالداخل قائلا: "لا تظنوا أن أحدا من الخارج قادر على دعمكم عسكريا".
ويتوقع العميد قرقوطي أن يستخدم النظام في حال شن أي عدوان على سوريا اسلحة فتاكة لم يكشف عنها بعد ستؤدي حتما لحرب اقليمية كبيرة، موضحا أن الأسد وفي حال استشعر بالخطر فهو لن يتردد باطلاق صواريخ يصل مداها حتى 4000 كلم تطال أوروبا. ويضيف: "كما أن الاسد سيطلق الصواريخ على المراكز الاسرائيلية في الجولان".
ويستبعد قرقوطي في الوقت عينه أن تتجرأ أميركا على القيام بعمل عسكري جديد في المنطقة بعد خسارتها في العراق وافغانستان، لافتا الى ان الملف النووي الايراني يتجه للحلحلة ما سينعكس ايجابا على النظام السوري.
ساحة النقاش