المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي

الصمت العربي

وكبرياء الجرح

 

الإهـــــداء

 

إلى ابنتي : مي

 

إليك ألحاني ،

أعزفها على أوتار قلبي الحزين .

 

أبوك

مسعد

البداية

 

مليون عابر

مليون ألف ...

قد رثوا وطني ... ،

الممزق بالخناجرْ ..

مليون ألف ...

جسدوه قصائدا ..

كتبوه ملحمة ...

ترددها الحناجرْ ..

مليون ألف ...

قد أقاموا من جماجمهم ...

منابرْ ..

ودموعهم ... بحر ..

يخضب موجه .. ،

حدق المحاجرْ .. ،

         *   *   *

نبراتهم ثكلى ...

يمزقها الحنين .. ،

وتارة مصلوبة ..

فتموت من خجل الحديث ..

لها الضمائرْ ..

مليون ألف .. ،

قد أضاعوا موطني .. ،

قتلوه في عمق الضمير .. ،

وجسدوه مراثيا .. ،

حملت إليه صدى البشائرْ .

      *   *   *

مليون ألف ... لو أفاقوا ...

من سبات قصيدهم .. ،

سيعود في وهج الضحى ..

بيت يلطخ بالعذاب ...

جداره لا لن يصاغرْ ..

فإلى متى ... فإلى متى .. ؟

يا سادة الكلم المميت ...

به نكابرْ .

    *   *   *

هبوا ... ،

فقد هب النشيد ...

على شفاه الثكل .. ،

والأطفال ...

تشعل في مآقيها المجامرْ .

رفضت عصافير الحدائق .. قبلكم ..

فتجسدت في الأرض ..

آلاف البيادر .

بيعوا ثيابكمُ .. ،

تعرّوا من غبار القول ...

ولتحرقْ ...

على نار الرصاص ..

لنا الدفاترْ .

   *    *    *

ألآن ...

يا مليون ألف .. ،

قد تمزقت القلوب .. ،

وحطم الهول المعشش ...

في سماء الخوف ..

آلاف المتاجرْ .

فلتعبروا ...

فلتعبروا بلد الشهيد .. أحبتي .. ،

فلتعبروا ...

وتجسدوا أشعاركم ..

وهجا .. ،

يضيء الدرب ...

يا مليون عابرْ .

      الرياض 1971

البداية

 

 بيتي زنبقة الصخر الظامئ

 لا تقتلــوا قلبــي .. بلومــة عـاذرِ

 لا تشنقــوا حبي .. ببســمة غــادر

 لا تحرقـــوا عمري . . بنار لواعجـي

 لا تسلبــوا منـي . . . إرادة قـــادر

 لا تقتلـوهـا . . . يا أحبــة إنهــا ..

 نور وليــد .. . في الظــلام الداجــر 

 ليلى يعذب . . . والنجـــوم تضمخـت

 بدم الشهيــد . . على ثرانـا الطاهــر

 ليلِــي تضرجــه الدمــاء وبــدره

 يسبـى بكــف الغــادر المتكابـــر

            *   *   *

 بيتـي . . . وكم علقــت يداي ببابــه

 متأرجحـا . . . لا لن يكـون لتاجـــر

 بيتـي . . .  وكم درجت طفولـة عزتـي

 فـوق الحصاة . . . وكم قـرأت دفاتـري

 بيتـي . . . وشباكـي ونخلـة جـدتـي

 والكـرمة الخضـراء . . . ظل ستائـري

 بيتي . . . وفيه مـع الزمان مشاعــري

 دفنـت تحيـت ترائـب . . . وحجائــر

 بيتــي . . . وفيه مــن الحياة عزيمتي

 مشوبـة . . .  مــن نار عــزٍّ غابـر

            *   *   *                              

 بيتي . . .  ولست بطامع . . .  في غيره

 أهـواه بيتي . . . يا عــرين قســاور

 بيتـي  . . . زنابـق راقصات في الثرى

 يشــربن . . من مـاء الفؤاد الناظــر

 بيتي . . . ربابـة والـدي . . أنغامهــا

 زفّت إلى سمـع الزمـان . . . الغابــر

 بيتي بقايا مفــرش . . .  ووســـادة

 وسجائـر . . . لفـّت بإصبـع ماهــر

 بيتــي . . بقايا بيدر . . . وسنابـــل

 وصغــار قبّرة . . . ونـوح نواعــر

            *   *   *

 بيتـي . . أغان " للعتابا " والهــوى

 " والميجنا " في صبح عزٍّ . . عامــر

 بيتــي  " أراغيلٌ و نايات " الدُنــا

 تـروى حكايات الزمــان القاهــــر

 بيتـي . . .  أناشيد الرعاة .. وزهــرة

 الـــوادي العميـق . .. الغائــر . .

 جسدتها للحُـب . . . ثوبا صارخــــا

 وصقلتها للموت . . . صقل خناجــري

 أنشودتي . . .  ترتيلة السمــار للأحباب

 فـي الــوطن الحبيب . . . الصابــر

            *   *   *

 أنشـودتي و " الناي . . . والأرغول "

 للثــوار ملحمة . . . ونار مجامــري

 وربابة الشيخ المحطـم لـن تمـــوت

 أحبتي . . . ستظل قيــد مكابـــر ..

 ستظــل مشنقة . . . تشــد حبالهــا

 " والناي ". . .  " رشاشا " كبحر هادر

 ستظل . . . مادامت حوافــر خيلهــم

 تجثـو على قلبي . . . وفوق محاجـري

 سيظل " رشاشي " . . . وصوت مدافعي

 أهــزوجة الشادي . . . ولحن الثائــرِ

            *   *   * 

        1972

البداية

 

 أعطني بضع رصاصات رفيقي

أعطني . . . بضـع رصاصات رفيقـي

واقتفي . . . في الليل من بعدي طريقي

ماتت الآمال في نفسـي . . . ولكــن

لن يموت الحق . . .  مادامت عـروقي

كلـها نبض . . . وفـي قلبــي حياةٌ

أقسم التاريخ . . . لم تسـلب حقـوقي

أنشـد التاريخ في عيـدي . . . وغنى

لحن أيامي . . . على الماضي العـريق

لم يزل في النفس . . . ذكـرى مولدي

فأعطني . . . بضـع رصاصات رفيقي

            *   *   *

أعطني " الـرشاش " يا صاحِ ودعني

أمتطي الإقدام . . في ساح الحريـــق

أعطني العزم . . .  الذي أضحى سلاحي

وأجعل الدين . .  شروقا في شروقــي

لا تخف مني . . . إذا سمـت الــردى

أو مناني الموت . . . في كوخ وسـوق

أو غدت في الأرض . . . أشلائي تباحُ

لا يُرى منها سـوى لمع البريــــق

فأتني ريحا . . . وإعصـــارا يدوي

وأعطني . . . بضع رصاصات رفيقـي

             *   *   *

أعطنيها . . . في الجبال الشامخـــات

أعطنيها . . . في دجـى الوادي العميق

أعطنيها .. . فـي ربى يافا . . . وحيفا

في سفوح القدس . . .  في اللج الغريق

ثورتي قامـت . . . ولن نرضى لهــا

أن تموت اليوم . . . فـي المهد المحيق

شعلتـي تأبـى . . . بـألا تنطفـــي

أو يباع الحق . . في سوق الرقيـــق

صرخة يبقى . . . ولن يبقى سواهــا

مدفعي الرشاش . . . في كفي الرشيـق

مدفعي ديني . . . وإخـلاصي وصدقـي

فأعطني . . . بضع رصاصات رفيقــي

             *   *   *

يا بلادي . . . يا روابينا اللواتـي . . !

خلتها . . . تبكـي على بعـدي السحيق

يا ديارا . . أنت أهلي . . أنـت روحي

فيك أحيا . . . أرتـوي حبي الحقيقـي

يا كروما . . راعها هجري وسهــدي

يا بساتيني . . . التي منها رحيقــي

اذكريني . . . إنني ما زلــت دومــا

صخـرة حبلى . . . علـى هام الطريق

إنني . . . ما زلت في أرضي جــذورا

فاعطني . . . بضع رصاصات رفيقــي

             *   *   * 

إنني شعــب . . . وعمــلاق ينادي

قـد لحمنا الزحف . . . بالزحف الدفيق

انظري الأبطال . . قــد ضحوا وضحوا

فتلظــت . . . جذوة الصبــح الرقيق  

انظري الأيتام قــد أمسوا أســـودا

كاسرات .. همهــا يـوم التـــلاق

انظري . . . يا مهــد أجدادي وعزِّى

واشهدي المسرى . . من البيت العتيق

قـد أتاك الفيصل المغوار . . . يدعـو

فانهضي . . . من سكرة الموت المعيق

واحضنينا يا " فلسطيــن " وغنــي

مرحبا بالعرب . .  في القـدس العريق

          *   *   *

          1972 م

البداية

 

    من ذكريات الماضي

 

عبثا أعانق في المنـام … مدامعــي

وخيال طيفك . .. لم يزل في أضلعــي

متجسِّمــا … فـي صــورة أزليـة

رُسمت على روح الفؤاد ... بأدمعــي

قــد كنــت مرآة لكل جميلـة . . !

فتجسـدت صور الحسان . . بمضجعي

غيـد لعبـن .. بكل أمـرد عاشــق

فسلبنـه حســن الجنـان الألمعــي

أمـا فـؤادك . . . يـا ربيبـة قلبنـا

قد بات يشدو . . . في مرابع مسمعـي

              *   *   *

عبثا .. . أعانق في المنـام فــؤادي

وأنا أقامـر . .  في الهـوى بفـؤادي

ضاعت خـزائن ثـروتي . . . وتبددت

كتبـدد الغيـم الكئيـب . . . بـــواد

أفلسـت يا قلبي . .. ولست بخائــف

أن أكتفي بعد الهوى . . بسهـــادي

عيناي قد تبلى . .. ويجــرح خاطري

ألما ... ولكنْ . .. لن يموت مــرادي

سأظل . . . أبحث فـي النجـوم لعنـي

ألقى . . . التي ذبحــت لـذيذ رقادي

           *   *   *

عبثـا . . . أعانق في المنــام منامي

عبثـا . . . أقلب في الــدجى أحلامي

عبثـا . .. أعاودها الحديث ومهجتـي

ذابــت . . . على نعش اللقاء الدامي 

عبثـا ... أصـدق كلْمـة محمومـة

أزرت بهــا قلبي . .. مــع الأيـام

عبثـا … أحــدق فـي الجدار لأنني

يوما .. . شغلت لرسمها ... أقلامــي

وتحطمت كـل الرسوم . . .  لأجلهــا

وتمزقت . . من حبها . . . أقدامي .. !

             *   *   *

عبثـا . . .   يناديني الضمير فأنثنـي

خوفـا لأيـام . . . تمــر خوالــي

قد بعتها . . . منذ التقينا .. لأنهـــا

باعـت فــؤادا . . مفعمـا بــدلال

ولفظـت . .. من قلبي الجريح حروفها

وعزمـت . ..  دوما لن تمر ببالــي

لكنني وَلــِه . . . أعـذب بعدهـــا

إن يسلها العشاق . .. لسـت بســال

           *    *    *

كانت . .. ولا زالت  تنير خواطــري 

حبّا . . . فأحرق في اللظى أحوالــي

           *   *   *

                    1975

البداية

 

  إلى خادم الحرمين الشريفين

جلالة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز

 

ويح القوافــي . .  يا عيـون زمانــي

 ماتت بنات الشعـر . . . جـف لسانــي

وتحطم القــلب المعذب .. فــي الدجـى

حزنـا فجـاد الدمـــع . . . بالجريـان

حــدث ألـمّ بخاطري . .. ومشاعــري

فتفجـــرا حممــا . .. وذاب كيانــي

خطـــب أجــل مـن الممات بعينــه

أوَ هل يكون . . مع الممــات  . . ثـوان

خطب . . أهزّ القــدس . . زلزل ركنهـا

وتألمــا . . . من هولــه الحرمـــان

خطـــب . . تمزقت القلــوب لوقعــه

والـدمع يسكــب . . . مائـر الغليــان

              *   *   *

يا خادم الحـرمين . . . لســتُ بقــادر

أن أجعــل الكلمـات . . . طــوع بناني

" سينا " يمزقها الحنيـن " وقدسنــا "

تبكي . . . وصــوت النوح  في الجولان

" يافا " تئـنُّ بقيدهـا فانهض لهــــا

من تحت تــرْبك . . . يا مليك زمانــي

" حيفا " تنـادي . . . والجبال حبيســة

آهٍ . . لقيــد الظلـم . . . والعـــدوان

إن البــراري . . . قــد تجهم تربهــا

واسود وجـه الكون . . . بعــد ثــوان

أين الذي . . إن قال هيــّا .. . أقدَمــوا

ودعــا لرفــع الـدّين . .. والبنيــان

قد شاد . . . في العصـر القتيل  شوامخـا

وبنــى المنابــر . .. داعي الديـــان

               *   *   *

أرسـى دعائــم نهضـــة علميـــة

فيهــا العلــوم تفيــض بالعرفـــان

أحيا الصحارى . . .  كي يذيـب شحوبهـا

وتفوح منهـا . . . نسمـــة الريحــان

والترب . . حــوِّل في يديه . .. مصانعـا

والنفـط  منبثق . .. كمـا الطوفــــان

هــذا سلاح العــرب .. . أفتك حــربة

بالعلـــم ملتحــم ... وبالقـــــرآن

               *   *   *

يا خادم الحــرمين . . . لستُ مبالغـــا

إن قلتُ . .  هُــزّ لرحلك ... الثقلان .. !

يا خادم الحــرمين . . . كنتَ لأمــــة

خيـر الصنيع .. . وأنـتَ أنـتَ البانــي

يا خادم الحــرمين . . . أنّى أبحـــرت

منك السفين . .. فــذاك . . جــلّ مكان

                *   *   *

خلفت . . . للوطن العزيز . . . مشاعــلا

وبراعمــا . . . فيها الــورود . . أغان

خلفت . .  للحرمين ليثــا . . . لم يـدع

صــوتا لمظلـــوم . .. ولا جوعــان

خلفت . .  للحرمين . . . جـل حماتهـــا

أُســدا . . . تزمجـر فـي ذرا عــدنان

هـذي أيادينـــا . . تبايــع خالـــدا

وأخـــاه " فهدا " قائـد الأوطـــان

فانعم مليكي .. . بالجنان . . وطــبْ بهـا

نعم القــرار . . وبئس فعــل الجــانِ

             *  *  *

              1975

البداية

 

براءة الطفولة

    مهداة إلى طفلتي " مي " بعد ولادتها بأشهر

 

نامت كأجمل طفلة . . . قد ضمها حضن الوجودْ

نامت كأودع قطة . . . نامت على أوتار عـود

نامت فنمت لتوها والكون تملؤه الــــورود

وصدى ترانيم الطفولة .. . داعب القلب الودود

فيه الكلام قصيدة . . . لا ناي يعزف لا وعـود

 

                *   *   *  

كلماتها لغة العنادل . . . عندما تعلو الشجــر

كلماتها سحر يســل . . . تصبه أيدي القـدر

كلماتها ترتيلة القديس . . . في جوف السحـر

كلماتها أنشـودة تحلـو . . . لدى كل البشـر

لكنني لـم أفهم الكلمـات . . . إلا بالنظـــر

نامت فنام الكون من حولي . . وقد سهر البشر

               *   *   *

وجلست أنعم بالخيال . . . يهزني صوت البكاء

 أنغام عود خلته . . . بل كان أشهى من دعاء

فيه البراءة والسكينة والـوداعة والصفـــاء

ودموعها أغلى القصائد تستضاء بها السمــاء

جلست تداعبني بأنغام الطفــولة في نقـــاء

ترنو إلىّ بمقلتين . . . يحوطها عشب ومــاء

 لله در طفولة . . . فيهـا البراءة والضيــاء

              *   *   *

               1975

البداية

 

أغنيات من شواطئ سور

من قلب الأمواج التثرى ...

من تحت شجيرات الأرزْ .. ،

من عمق الأعماق المكلومة ...

عبر أنين الجرحى ..

في أرض الدفء...

حُرقت أعشاش السنّور ..

داستها أقدام التنين ..

قُتلتْ ... ذُبحتْ .. ،

والبعض .. تفجر كالبركانْ ...

جُدر حطمها الطغيانْ ..

نُسفت بضمير همجي البنيانْ ..

بأصابع قد صنعت من نارْ ..

بضمائر جردها الرحمنْ ..

عرّاها الخالق من حب الخيرْ ..

يسقيها ماء الشيطانْ ...

يا للعار ... !

قد ذُبح الخيرْ ...

    *   *   *  

علق كالطير المذبوحْ ...

مشدود كالشاة المنحور ..

بسكين الجزارْ ...

يا للعارْ ... !

ما كنت بأسعد حظا ..

من رجل مقتولْ ...

أو طفل أنقى ...

من تلج الأقدارْ ..

أطهر من كل الطهرْ ..

أجمل من شمس العمرْ ..

سطعت في مارس أيارْ .

      *   *   *

ما كنت بأسعد حظا ...

من أم طعنتْ ...

في الأحشاءْ ...

فقدت كل الأشياءْ ..

حتى خمار الوجه المحصن لم يسرقْ ..

في زمن الرومْ ...

في عهد زبطرية .. وامعتصماهْ .. !

لو يفقد شيء من هذا ...

لم تُسلب أم الإسلامْ ...

لم تهتك أعراض الأسرى .. والقتلى ..

في حرب الأقزامْ ...

     *   *   *  

لكنّــــي ...

والقلب المتخن بالأحزانْ ...

يقتله الألم المشنوقْ ..

والصدر تمزق ..

من شدّ الطوقْ ...

أصرخ يا أمم العالمْ ..

يا هذا الجسد اللامحسوسْ ..

يا حجرا في قعر محيطْ ...

يكفى مهزلة ..

يكفيكم لعبا بدماء الناسْ ..

       *   *   * 

  أرواح الشهداء الأشرافْ ..

أضحت في شرع العالم .. ،

فرس رهانْ ..

أمست في صالات الرقص .. ،

ورق قمارْ ..

حتى الأعراف انتُهكتْ ..

صلبتْ .. ‍!

شُنقتْ .. !

ماتت كل الأعرافْ ..

ماتت كل ضمائركمْ ..

لم يبق في قلب المرء .. ،

سوى الأنفاس

لُعبا أصبحتم يا سادهْ ...

آلاتٍ تحرق أجساد الناسْ ...

أجسادا تنخر من داخلها ..

تعفن ... تنتن .. ،

جردها الخالق .. ،

من كل الإحساسْ ..

أين ضمائركمْ .. ؟

أين ... وأين .. ؟

عبثا يا قلبي المسكين .. ،

يا سيفا في عين زماني ..

يا غصنا من باقي شجيراتي .. ،

قد توج قبري .. 

     *   *   *

عبثا أن تكتب أو تصرخْ ..

عبثا أن ترسم صورا للقتلى ..

في يوم الأرضْ ...

بل عبثا ... أن تجعل منك الأيام .. ،

رصاصا في العيد الآتي .. ،

         *   *   *

آهٍ يا وطن الأحرارْ ..

يا أطهر أرض دنسها العالمْ .. ،

يا طيفا في صدر الأقوامْ ..

باعوك بأبخس ثمن ... ،

بل لا تكفى تلك الأثمان ..

حتى جعلوك اللعبة للأطفالْ ...

وطهارتك القدسية ..

دُفنت مع جثث القتلى ..

يطمسها ركام الأقذارْ ..

       *   *   *

صبرا يا وطن الأحرارْ ..

لم تُخمد أنفاس الثورة ... ،

في جوف البركانْ ..

فالأرض الحبلى بالأحزانْ ..

يأتيها مخاض ... ونفاس ..

مع كل رصاصة غدر .. ،

يولد إحساسْ ...

وتعود الخيل الشرقية ..

من عمق العمقْ ..

تنبت من بطن الأرضْ .. ،

تحمل " سعدا " و " وليدا " ..

تحمل " عمرا " ..

تحمل إكليل الزيتون الأخضر ..

في عيد النصرْ .

       *   *   * 

      1983

البداية

 

      قلب بلا أشرعة

من مرفأ العينين . . .  قلبك يبحــــرُ

وربيع حبك . . . شاطئ لا يحســــر

والذكريات عـن المودة . .  بيننــــا

لجج يجسدها الخيال . . .  وأنهــــر

ما زلــت أصبـو . . . ما بقيت تشوقا

حتى تعودي يا شــراع . . فأبحـــر

ضاعــت مع الأيام . .. أجمل فرحــة

وشفاك أعذب بسـمة . . لا تنكــــر

يا هـذه . . . إنّي يطوقنــي الهــوى

 فأنا الأسيـر . . . وأنت أنت الآســر

          *   *   *

رقـي لصب . . .  قــد تمـزق قلبـه

والسهــد أبـلاه . . . وقلبك أكبـــر

ما كنـت . . ممن تستباح دموعــــه

حــُزنا . . إذا عــزّ الرفيق فأعــذر

لكنهــا صــور اللقـاء . . بداخلـي

أشبـاح ليل . . أرقتنـي . . فأذعـــر

ما زلــت أنتظــر الشراع . . . فإنـه

 أملي الذي . . . أحيا عليه .. وأصبــر 

           *   *   *

عـودي معذبتــي . . . فتلك خميلتـي

أنت الرحيق الحلو . . . أنت الأزهــُر 

أنت العبير . . . إذا الغصون تراقصـت

أنت الطهارة . . . من سمـاء تمطــر

أنت الكيان . . . وليس حبّـك نـــزوة

إن الحياة . . . بدون حبـّك تهجـــر

أحببتها شِعـرا . . .  كصمـت قصائدي

ورسمتها حبـّا. . وحبـّـك أطهـــر

أحببتها نغمــا فكـنت " قثـــارة "

أوتارها قلبــي . . . ولحنك يسحــر

            *   *   *

أحببتها الكون الــرحيب . . .  بـورده

والطير تحبس . . . إن غدوت وتأمــر

أحببتها أمـلا . . . ينير جوانحــــي

وشعاع صبح باســم . . . لا يهــدر

يا سالبا منّــي الفؤاد . . . ترحُّمـــا

لا تقتلــي روحـا . . . بدونك تهــدر

مـذ كنت أحلـم . . . أن يُتوج حبنــا

وأنا أعـذّب . . . في لهيـب يسعــر 

ما كان عهــدي . . . أن يُظن ببسمـة

ريانة تحيـي الفــؤاد . . . فيبـصـر

لكنهــا الدنيا . . . تفـــرق تــارة

فعلام نبكـي الحــظ . . . أو نتذمــر

يا وردة منهــا الأريج . . .  يلفنــي

بوشاحه الزاهي . . .  وثوبك أخضــر

ما زلت في سمع الزمان . . .  قصيـدة

يشدو بهـا الحادي . . .  وطيفك أسطـر

ما زلت . . .  فـي حضن الطبيعة أيكـة

في ظلها . .  يحلـو اللقاء . . . ويعـذر

ما زلت . . أنت الروح . . تبحــر تارة

في عمـق أعماقي . . .  وحينا تصهـر

فترقبي أنّى أعـــود ... فإننــــي

أعــددت أشرعتي . . . فإنّي مبحــر

*   *   *

 1983

البداية

 

مرحبا بالرحيل

اذرفي الدمع يا حبيبتي .. ،

وخضبي الوجه ... ،

والأكف والشعرْ ..

واحرقي ما لديك من قصائدي ..

ومزقي دفاتري ...

كل شيء مزقيه..

فما تنفع الذكرْ ...

اليوم موعد الرحيل .. يا حبيبتي . ،

اليوم أحمل جعبتي ..

وألملم الأحزان في كفي .. ،

وفي وجه الألوف من البشرْ ..

تنمو السنابل .. ،

والأزاهر .. ،

والبنادقْ ...

تنمو البيارقْ ...

في الجبال ..،

وفي الهضاب .. ،

وفوق أغصان الشجرْ ..

في السفح ..

في الوديان ... ،

في عين الزمان .. ،

وفي الصدور ..

في كل المدرْ ..

يتفتح الأمل الجريح ...

كوردة الليمون ..

كالأقحوان .. ،

مع البيع المنتظرْ ..

    *   *   *

إنّي سأرحل يا أخيّة ...

إنني حقا رحلتْ ..

مع السنين اللاّئي هيجن الحنين ..

وبنات أحلامي تموت ... ،

وعيني أدماها السهرْ ..

        *   *   *

منذ ولادة حبنا ...

من ألف آلاف السنين .. ،

هناك في كل الروابي الخضر ...

في حضن الخمائل .. ،

والحدائق .. ، والزهَرْ ..

دفنت أمانيُ النفوس .. ،

ولم يزل في القلب ذكراها ..

وفي ضوء القمرْ .

إنّي سأرحل .. يا أخيَّة ..

مع دياجير الظلامْ .. ، 

وفي العيون .. الشوك مزروعٌ .. ،

وفي كل القلوبِ ..

الحزن يزرعه القدرْ ...

        *   *   *

لا تحزني ...

أنت الأمل ..

أنت الشعاع يلفني ..

أنت النقاء ...

يزيل أدران الوجلْ ..

أنت الربيع .. ،

وفي ربيع العمر ...

ندفن حُبّنا ..

فالنفس أكبر أن تُذلْ ..

أنت البراءة في الطفولة ...

أنت ملهمتي النشيد ...

مع الرحيل ..

وفوق هامات الرجال ...

تُشد أعناق البنادقْ ...

والبيارقْ ... ،

والصورْ ..

   *   *   *

وعلى الرصيف ... ،

آلاف من الأمم ...

التي جاءت تودعني ... ،

تغنّى بالنشيد ... ،

وصوت نيران البنادق ..

في مسامعنا أغاريد ..

تشد على أيادينا ... ،

تودعنا ..

تذكرنا ...

بأن الأرض والأبناء ...

ملحمة .. نرددها .. ،

    *   *   *

ولن ننسى ..

ستبقى في عيون الشمس ..

ذكراها ... ،

وفي عمق الفؤاد ... ،

الجرح ينزف ... يا فؤاد .. ،

ولا مفرْ .

*  *  *

 1984

البداية

 

 آهٍ من ريم طوقني

ظبي . . . فـي القلـب تَوقــــُّدُهُ

يضنيني الشــوق . . . ويبعـــده

أرقـب فـي الليل . . . تقربــــه

فيصـد . . . ويحلــو تجــــدده

مـــذ كنا صغـــارا . . . أعشقه

لحنــا . . . دنيــاي . . . تـردده

ونما في النفــس . . . لنا أمـــل

يرويـه الحــب . . .  ويخـــلده

            *   *   *

نام العــــذَّال . . . وأيقظنـــي

همْـس المحبـوب . . . وموعــده

يا قمــرا . . . فـي روح كيانــي

يســري في العيـن . . . توقــده

أنتظــر الفجــر . .. فتسعدنــي

منـك البســمات . . . وتســعده

هلاّ . . . قــد حـــان تعــانقنا

والصدر . .. يــروق توســــده

والعطــر . .. يــداعب أنفاســي

وأريج الــورد . .. يعضـــــده

          *   *   *

والخصــر . . . يعانقـه الغصــن

فيميــل عليـه . . . يهدهــــده

والوجـــه . . . تبارك خالقــــه 
بدر . . . أدهشنــي تـــــورده

حَــوَر في العين . . . تملكنـــي

فـي اللـجِّ الأزرق . . . مرقـــده

والأنف إبـاء . . . مــع شمـــم

يفخر . . . والأصـــل يؤيــــده

ورضـاب . . . يثمـل شاربــــه

فينام . . . ويصحـــو عــــُوَّدُه

          *   *   *

والـرتل الناصع . . .  منظــــوم

عقدا في الجيـــد . . . يجـــوِّده

 والشعر الفاحـــم . . رفـــَّاف

 كالليـــل . . . النجــم يبــدده

 والجيـد الشفاف . . . يجرحــــه

ماء . . . مـن زمــزم مـــورده

هَيَــف في القد . . .  يراقصنـــا

طـــربا . . . والريــح تــؤوده

 إن مـــال يمينــا . . . جاوبـه

نهـــد في الصدر . . . يقيـــده

            *   *   *

أو مــال شمالا . . . يأسرنــــا

نغم فــي الأيك . . . يـــــردده

بض الأطـــراف . .. أناملــــه

أقــلام للفـــن . . . تســـوده

دنـــِف . . . عينـاه ستفضحــه

وَلـِهٌ في العشـق . . .  معـــربده

سلـــب الأحــلام . . . وأورثـي

داءً . . . فــي القلــب أكابـــده

آهٍ مــن ريـــم . .. طوقنـــي

واهـــا من شادٍ . . . أطــــرده

            *   *   *

كـم لـي فـي العشــق . . . أردده

ينشــدني الحـب . . . وأنشـــده

لكنــي اليـــوم . . . أناشـــده

أن يرحــم قلبـا . . . يرصـــده

لـولا الخــلّاق . . . لأصبحـــت

عبــدا للنجم . . . فأعبـــده .. !

*  *  *

1985 م

البداية

 

الصمت العربي وكبرياء الجرح

يا ابنة الشرق ...

يا نبضة الروح ... 

في الوريد ..

كم غفونا ..

كم تعنى الجسم ...

من حمَّى القيودِ ..

أتخنتنا الجراح ...

هدّنا النزف ..

والنفوس محزونة ...

في كل عيد ..

هزَّنا البؤس ...

والفقر .. والذل ... ،

وانحنينا ..

لكل غادر جحود ..

   *   *   *

ماتت الأمانيُّ الكبار ...

في النفس .. ،

وجف في القلب ..

نبع القصيد ..

ما كتبت الشعر ... ،

من أجل الشعر ..

لكنها ثورة ... ،

وانتفاضات الشريد ..

ما عشقت النشيد ..

ربة الشعر .. ،

ولكن ...

محنة الظلم ..

فجرت فيض النشيد ...

    *   *   *

فجرت في النفس ...

بركان شوق .. ،

واهتزازات تشدني ...

للزمان المجيد ..

وهدهد الروح ...

أغنيات وجد ... ،

وذكريات ...

لفها الدهر ..

من بعيد ...

  *   *   *

لم يزل في النفوس ... صداها

رجع ناي ... ،

وارتجافات الثكالى ...

من تباريح الزمان العنيد ...

والزمان ...

هو الزمان ..

لا جديد ..

فمتى يولد الشرق ...

من جديد ... ؟

   *   *   *

يا ابنة الطهر ... ،

والعفة .. ،

والنبل ..

أنت في كل صبح ..

شعاع من جليد ..

أنت رمز الوفاء ... ،

والمجد ... والعز ..

والعطاء من غير منة ... ،

أو وعيد ...

أنت حلم الشباب .. ،

والشيب ... والحيارى .. ،

وفيض خاطري ..

فهل من مزيد .. ؟

أنت أجمل السنابل ...

في ربوع الشرق .. ،

بل أرق الصبايا ..

في بحار الغيد ..

   *   *   *

عشقت في العين ..

زرقة السماء .. ،

وكل جدول ...

ينساب في الوريد ..

ألفتُ في الطبع ...

وداعة الأم ..

تحنو على طفلها ...

الرضيع الوليد ...

عشقت فيها ...

حنطة الوجه .. ،

وارتعاشة اليدين .. ،

بل عشقت ...

كبرياء الخدود

  *  *  *

فهل بعتنا ...

يا ابنة الشرق ..

زغردة الحب ...

تنساب في تجاويف النجود ..

هي كبوة القلوب ... ،

ولن تدوم .. ،

وفي النفوس ..

قبضة من حديد ...

كل يوم ..

نودع الذل .. فيه .. ،

ونصحو ..

من بقايا الحقد ... ،

والليل المريد

كل يوم ...

نشيّع الحزن ... فيه ..

فهو للنفس ..

ميلاد الوجود ..

  *   *   *

فانهضي أمة الشرق ... ،

وابعثي ..

في ربيع الشباب ...

فوح الورود ..

واحضني كل شبل ..

في ذرا المجد ...

فالمجد ..

غاية النفوس للخلود ..

هذه قبلتي ...

ومضة العين .. ،

ومنية القلوب ...

من وحي المجيد ..  

تشرئب الرقاب ...

ضارعات ..

في كل فجر ..

والنشيد العذب ...

ترتيل الحميد

   *   *   *

قد سقاها الوحي .. ،

فانتفضت ذراها .. ،

ثورةَ الإسلام ..

في وجه الحقود  .

كم لجرح فى فلسطين ...

ينادى .

كم يئن .. ،

إنها القدس ...

في رصف الحديد .

دنس الأقزام ...

حرمة قبلتي .. ،

وانتهاك العرض ...

من شرع اليهود .

*   *    *

يتموا الأطفال ...

 في رَأْْدِ الضحى .. ،

واستباحوا القدس ..

في حمق عنيد .

بدلوا الأفراح ...

 في عرسي .. ، عويلا ..

والمغاني ..

مع جنازات الشهيد .

لن يطول القيد ...

في كفي .. ،

ولكن ... !

من حبال القيد ..

نجدل للخلود ..

راية التحرير ... ،

في أسمى علاها ...

كي يعود الصمت ..

شلال القصيد .

لن يطول القيد ...

أمة يعرب ..

وفي الأرحام ..

آلاف الأسود .. !

*   *   *

    1986 م

البداية

 

أيلول في أرض ميونخ

 

أيلول .. ما أبشع صوتكْ ...

ما أحلك ظلمتك السوداءْ .. ،

أشباحك تعبث في قبري ..

تسبي أجساد الموتى .. ،

وتحاور أعين أطفالي .. ،

تسرق منّي أكفاني . . .

         *   *   *

لن يسلب أيلولٌ رشاشي .. ،

فيداي الواجفة العجفاء .. ،

ممسكة في عنق الموتْ ...

أصرخ رغم خفوت الصوتْ ..

أصرخ يا شعبي التائه ...

في لجج الموتْ .

              *   *   *

آها .. يا أيلول الدامي ..

يا سارق منّي أيامي .. ،

يا كاسر سيفي القاني ...

وحصاني أدماه السوطْ .. !

             *   *   *

مهلا يا شهر الويلاتْ ...

مهلا يا غارسْ ... ، 

في قلبي .. ،

كل الحسراتْ ...

مهلا يا ساقي الأطفال ...

كؤوس الذل .. ، مع النكباتْ .

أزهار حدائقنا الخضراء ..

قد ذبحت في شهر ماتْ ...

قتلت في أيلول الأسود .. !

شنقت بحبال الآهاتْ .. !

              *   *   *

 أدماها جرح الليلْ ...

كل الزهرات اندثرتْ ...

في جنح الليلْ ..

ذبلت في الفجر براعمها ...

في شهر الويلْ ..

حتى الأشجار الباسقة ... ،

انكسرت في فصل الصيف ..

قطعت في ريح هادئة .. ،

من حدّ السيفْ ..

            *   *   *

قد ثارت ريح الجبناءْ ..

قد عصفت شهوات الحمقى ..

فَلْتـُـنثر أزهار الليمونْ ...

ولْتقلعْ أشجار الزيتونْ ...

كي تلقى في نهر دماءْ ..

              *    *    *

ومضى أيلول الأسود ..

في عام ماتْ ...

وجلسنا نرسم لوحة حزن .. ،

عن كل الأشياء القتلى ..

نرسمها حينا بالكلماتْ ..

كلا ... ،

بل ننقش دوما بالطعناتْ .

نكتب عن قطط تاهتْ ...

في وادي الخوفْ .

لا تعرف أين تنامْ ...

أمست لاجئة مثلي .. !

فقدت للتو منازلها ...

فقدت حتى جنسيتها .. !

             *   *   *

ضاعت هاتيك الزهراتْ ...

تاهت في بحر الأمواتْ ...

وأنا أيضا .. ،

ما زلت أسير .. ،

بدون هويهْ ..

بدون حياهْ ..

ويدي لا تملك غير الخنجرْ ..

يلمع في ليل أحمرْ ..

لتراه ذئاب وحشيهْ .

*   *   *

وبهذا نرسم لوحة حزن ..

المصدر: م الدكتور مسعد زياد
almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 308 مشاهدة
نشرت فى 5 يوليو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

97,017

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن