احبار الطباعة Printing Inks

 

يرجع استخدام الأحبار الى سنة 2500 قبل الميلاد ،حيث استخدم المصريون والصينيون الأحبار في الكتابة والرسوم. وقد شهد القرن التاسع عشر مولد عدد كبير من صناع الأحبار المتخصصين،ويعزى ذلك بشكل جزئي الى ان الطحن اليدوي قد تم استبداله بالطواحين الدوارة ذات السيور الناقلة للحركة.

وفي عام 1850 م وحتى يومنا هذا اجتمعت عوامل كثيرة كان لها الأثر الكبير على تقنية صناعة الأحبار ،اذ أن الاختبار المحدود في المواد الخام المتاحة لصانعي الأحبار الأوائل قد تداخل مع تأسيس صناعة الراتنجات والصبغات التي بنيت على اكتشاف البترول. وقد شهد عام 1924م استخدام TiO2 لأول مرة لما له من قدرة تبييضية متميزة وماله من عتامة.وبعد ذلك بسنة قليلة وضعت صبغات ال PNTA وصبغات الفتالوسيانين معايير جديدة لقوة الألوان والخواص التثبيتية.

  ان هناك عدة آلاف من الراتنجات المختلفة والمذيبات والصبغات متوفرة الآن لصنّاع الأحبار، ولم تعد صناعة أحبار الطباعة مقتصرة على مزج أسود الكربون وزيت بذرالكتان فحسب بل أصبحت صناعة علمية ينفق عليها الملايين ،وتستجيب باستمرار للمطالب المتجددة. وفي عصرنا هذاأصبح بالأمكان نشر المعرفة على نطاق واسع ، وأصبح نقل خبرة الماضي الى الأجيال المتعاقبة أمرا ممكنا"،وكل ذلك بفضل استخدام الأحبار مع الأوراق .

وقد ذكر الحبر (المداد) بالقرآن الكريم قال تعالى في كتابه العزيز : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) وقد اشار سبحانه وتعالى في موضع اخر في كتابه العزيز فقال: (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم) وانه رغم شيوع التلفزيون والأقمار الصناعية في الفضاء ورغم نقل الرسائل الكترونيا ودخولنا بعالم الانترنت فان المجتمع مازال يتجه الى الكلمة المطبوعة والصورة،كوسيلة أوضح وأسهل وأدوم من أجل الدراسة أو من أجل التعليم . وتعتبر صناعة أحبار الطباعة اليوم قطاعا متكاملا من صناعة الفنون الطباعية، يتميز بالتقنية المتقدمة وبدرجة عالية من التخصص .

وفي الواقع ، فان القائمة يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية ، اذ أن هناك استخدامات جديدة يتم اكتشافها واضافتها باستمرار. ان أحبار الطباعة عبارة عن طلاءات ملونة يجري استعمالها خطيا على سطح ما بواسطة طريقة ميكانيكية ، وتكون عادة واحدة من طرق الطباعة . وبما أن هناك العديد من الطرق الطباعية ، فان الأحبار يمكن أن تقسم حسب طريقة الطباعة المستخدمة : فهناك طريقة الطباعة الليثوغرافية (الأوفست) وطريقة الطباعة بحروف بارزة (الغائرة) وطريقة الطباعة الفلكسوغرافية والطباعة المسامية وغيرها.......... ان صناعة أحبار الطباعة المستخدمة حاليا (ولاتشمل أحبار الكتابة وعمل العلامات وأحبار الأختام )تتطلب عديدا من المهارات والتقنيات . فالحبر مركب كيميائي أساسا ، والأنواع المختلفة منه لها خواص محددة ويصنع الحبر من العديد من المواد الطبيعية والمصنعة وذلك في مصانع حديثة ذات كفاءة عالية تعتمد على أحدث الآلات بواسطة الكمبيوتر بالاضافة الى خبرة حرفيين مهرة من اثني عشراختصاصا .

ولذلك فان صناع الحبر الآن لابد أن يستعين بالكيميائيين والفيزيائيين والمهندسين وفنيي الألوان والعمال المهرة وعلماء الأبحاث . أن أحبار الطباعة هي منتجات مصنعة وفقا لطلبات المستهلك ويقدر أن هناك على وجه التقريب مليون تركيبة جديدة تحضر كل سنة ، وأن هناك من 4 الى 5 ملايين تركيبة محفوظة بالملفات ويعتمد نجاح أوفشل أي شركة مصنعة للأحبار على قدرتها على صياغة تركيبة للحبر تلائم المستهلك. فكل تركيبة جديدة هي أساس منتج جديد يتطلب معالجة فردية تشمل حساب التكلفة والترويج وتدوين السجلات . ويشكل هذا عامل تنافس يتطلب من كل صانع أحبار أن يحرص على عدم تسرب المعلومات الخاصة بتركيبته .

وتتكون أحبار الطباعة من مزيج من ثلاثة مكونات أساسية هي : 1- مادة حاملة . 2- صبغة. 3- مادة مجففة. وهناك مكونات أخرى تضاف لكي تكسب الأحبار مميزات خاصة . والمادة الحاملة تقوم بدورها في حمل الصبغة وكمادة لاصقة تساعد الصبغة في أن تثبت نفسها الى السطح .وكقاعدة أساسية فان كلا من آلة الطباعة ونظام التجفيف يحددان نوع المادة الحاملة المستخدمة . أما الصبغات (عضوية وغير عضوية) فهي التي تقوم بتزويد اللون الصلب في الأحبار . وسنضرب أمثلة عن الصبغات المستخدمة في احبار الطباعة وصيغها في مكانها المناسب ......... كما أن الصبغات تحدد كثيرا من الخواص المحددة للأحبار مثل الشفافية أو المقاومة الحرارية والكيميائية ، وتعتبر المواد الشمعية والزيوت المعدنية والمواد الراتنجية والمواد المشتتة وغيرها من الأضافات المتنوعة التي تكسب تركيبة الحبر مميزات خاصة به . وتستخدم على وجه التقريب 5000 مادة خام مختلفة في تركيبات الأحبار ، ثمانون بالمئة منها مواد بتروكيماوية ، وخمس عشرة بالمئة مشتقات من صناعة الأخشاب .وتدل أرقام المكتب الأمريكي للاحصاء على أنه يوجد في الولايات المتحدة حوالي 200 شركة لصناعة أحبار الطباعة تنتج أحبارا في 500 مصنع تقريبا موزعة على أنحاء البلاد .

ان صناعة أحبار الطباعة تتطلب شبانا أذكياء ،سواء ممن تدربوا في الجامعات أو المعاهد أو المدارس الثانوية وسوف يجد خريجوا الكليات الذين تعلموا الكيمياء في معامل أحبار الطباعة مجالا خصبا لمعارفهم المتخصصة، وقد برزت القدرات الابداعية والانتاجية للفتاة الخريجة التي تخصصت في الكيمياء خاصة في مجالات التحليل الكمي والنوعي ، وفي مجالات ضبط ومراقبة جودة الألوان ودقة التميييز البارعة لديهن ودقة مراقبة المقاييس ..... ويعتبر الطلب على أحبار الطباعة مستمر في كل يوم من أيام السنة وصناعتها ليست موسمية ، ولاتعرف الكساد ، ويتمتع موظفوها بأجور عالية .حيث ان المنتجات التي يعملون على ابداعها وتسويقها يطلبها قطاع عريض من الصناعات الأخرى ............

المصدر: arabchemistry.net

ساحة النقاش

الجزيرة للطباعة والنشر

algazerapress
الجزيرة للطباعة والنشر كانت ومازالت كعهدها دائما مركز من أهم مراكز الطبــاعة الحــديثة فـى مصر والعالم العربى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

119,753