<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

الطفولة هي صانعة المستقبل . وأطفال اليوم هم كبار الغد الذين ستئول إليهم شئون المجتمع ، وتحمل أعبائه والمساهمة في دفع عجلة بنائه وتقدمه . ويعد الخوف من الخبرات الانفعالية المألوفة في مرحلة الطفولة المبكرة . فبالرغم من تقدم الطفل في فهم الأشياء التي كانت تبدو غريبة عليه وتزايد معرفته بها . فهو يواصل خوفه في هذه الفترة من مثيرات خيالية كالعفاريت و الأشباح والحوادث والحيوانات والمخاطر ولذا فإن خياله يزيد من إحساسه بالأشياء المخيفة .

ومشكلة الخوف عند الأطفال مكتسبة عن طريق التقليد ، فقد يسمع الطفل من أخ له أنه يخاف في الظلام أو يخاف من بعض الحيوانات وقد يرى أمه تخاف من الصراصير أو الفئران أو الكلاب مثلا وعندئذ تنقل إليه العدوى ويخاف مثلهم وعدوى المشاعر تنتقل إلى الأطفال بسهولة وخاصة ممن يحبهم ، كما أن الطفل قد يتعلم الخوف من القصص والحكايات التي تحتوى على بعض الشخصيات التي تخيف الأطفال وترعبهم أو من مشاهدة بعض الأفلام المخيفة التي لا تناسب أعمارهم ، وقد يتعلم الطفل من تكرار العقاب والإيذاء ممن يمثلون السلطة ويصبح الطفل جبانا . ويظهر الخوف لدى جميع الأطفال ، باعتباره رد فعل انفعالي لمثير موجود بشكل موضوعي حيث يدركه الفرد على أنه مصدر خطر لكيانه الجسمي وقت الخطر ،  ولكن إذا تعدى الخوف الحد الطبيعي أصبح سلوكا مشكلا . ويلعب الآباء دورا حيويا في نشوء مخاوف الأطفال وفي تدريب الطفل على استخدام وسائل بنائية أو وسائل هدامة لمواجهة مخاوفهم . وصحيح أن تهديد الطفل ( بالرجل الغول ) أو ( رجل البوليس ) قد يكون وسيلة سهلة للحصول على توافق الطفل ولكنها مصادر كامنة لمخاوف التي تعوق الطفل ، ولذلك يجب على الآباء وغيرهم عدم استخدام  الخوف كوسيلة للتربية لكي تمنع المخاوف غير المرغوبة ، كما يجب على من يتعاملون مع الأطفال التخلص من مخاوفهم الذاتية ، كما يجب عليهم أن يكونوا قادرين على توجيه ومساعدة الطفل عندما يتعلم مخاوف معينة من أقرانه ولذلك فعلى من يتعاملون مع الطفل أن يفعلوا ما في وسعهم للعمل على الحفاظ عليه من تعلم مخاوف تعوق تكيفه ومساعدته في نفس الوقت على بناء مخاوف معقولة ومرغوبة فيما يتعلق بالأخطار العامة . وتنشأ المخاوف من خبرات سببت آلما لدى الطفل وعادة ما يخاف الطفل من المواقف المشابهة ، وربما تنشأ المخاوف من إحساس عام بعدم الكفاءة والقلق وعدم الأمن وقد يرتبط الخوف بأحداث بعيدة قام بها الطفل أو ترجع جذورها لأنواع ومن الصراع في نفس الطفل ، وهي نوع من أنواع المخاوف المرضية فيخاف الطفل من الأشياء التي تخيف مثل الخوف من الأماكن المفتوحة و الأماكن المرتفعة ، القطط والكلاب والرعد والظلام .. الخ . ويمكن علاج الخوف لدى الأطفال عن طريق التعرف على الأسباب والظروف والمثيرات والدوافع المكبوتة ، وإتاحة مناخ نفسي سليم داخل الأسرة التي يعيش فيها الطفل ، و إشاعة جو مملوء بالحب والعطف والهدوء والاتزان الانفعالي ، وتوجيه الأطفال وتربيتهم وإشباع حاجتهم من عطف وحنان وتقدير واحترام ، خاصة في فترة الطفولة المبكرة . حيث أن الخبرات الاجتماعية السليمة والعلاقات المبكرة التي تتوفر للطفل في الأسرة في السنوات الأولى من حياته ، تقوم بدور هام في تكوين وبناء شخصيته وتشكيل سلوكه ، وتوافقه النفسي وصحته النفسية .

المصدر: مجلة النفس المطمئنة السنة العشرون - العدد 80 – يناير

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,412,417