<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

هناك بعض التسميات اتفق العلماء عليها لبعض العصور ، فمثلا القرن السابع عشر سمى بعصر النور والقرن الثامن عشر سمي بعصر العقل ، والقرن التاسع عشر سمى بعصر التقدم والقرن العشرين سمى بعصر القلق ، فلماذا أطلقت هذه التسمية على القرن العشرين بأنه عصر القلق ؟؟

وذلك لأن الانسان افتقد فيه الأمن والطمأنينة .. وتعددت المصادر التي تهدد أمنه وهدوءه وراحة باله بالرغم من التقدم المادي الذي حققه ، والاكتشافات العلمية الباهرة في هذا القرن ، حيث أصبحت لدى هذا الانسان أجهزة وأدوات تمكنه من الحياة الاجتماعية المرفهة ، ولكن لا تمكنه من الحياة السعيدة الهادئة

وصدق الله العظيم إذ يقول في سورة طه " ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126) فالإنسان قد قطع شوطا في سبيل فهم الطبيعة المحيطة به وأصبح الانسان سيدا للطبيعة ، رغم أنه ليس أقوى الكائنات الحية وقد تمكن هذا الانسان بفضل استخدام عقله وتفكيره ان يصل الى معرفة الكثير من القوانين التي تمكنه التحكم في حركة العالم الطبيعي ونفس هذا الانسان لم يستطع ان يكتشف القوانين التي تحكم عالمه الخاص أي "عالمه النفسي" الداخلي وحياته النفسية فهو صحيح تقدم طبيعيا ولكنه لم يتقدم نفسيا فقويت عضلاته وقوي جسمه ولكن لم تقوى أخلاقه بل ضعفت ، ولذا أصبحت تسمى بقضية أزمة الانسان المعاصر وتتلخص هذه القضية في أن الانسان تقدم ماديا وفنيا ولم يتقدم نفسيا وخلقيا .

وأصبح هذا الانسان يعاني من صراع نفسي شديد ، وأدى هذا الصراع الى عجزه عن فهم نفسه ، وعن التنبه لهذه الطاقة العدوانية الكامنة في أعماقه النفسية والتي تعتبر السبب في وجود العدوات بين الأفراد داخل المجتمع ، والحروب بين الدول والمجتمعات .

وهذا ما تثبته حركة الحياة الآن ، فمثلا نجد قيما مثل التعاون والوفاء والإيثار ولكن لم يعد لها مكانا في تعامل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض ، وزادت العزلة وزاد التوتر بين أفراد الأسرة الواحدة ، فوصلت الى درجة الإحساس بالشعور بالاغتراب النفسي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع والأسرة وفقد الانتماء ، وزادت نسبة المتعاطين للمخدرات ، وزادت حالات الادمان ، وبذلك زادت نسبة المترددين على المستشفيات النفسية والعقلية ، وبذلك زادت حالات الانتحار ، هذا كله دفع الانسان المعاصر الى محاولة فهم ما يدور داخل نفسيه وفهم دوافعه ودوافع الآخرين ن التي تحكم التفاعل الاجتماعي وأصبح هذا الانسان مشوقا لأن يعرف الكثير عن نفسه وعن الآخرين ليبعد عن نفسه حالات الضيق والقلق حتى يحصل على الطمأنينة ويحسن التعامل مع الآخرين داخل المجتمع ، وحتى يتوافق مع نفسه ومع الآخرين داخل المجتمع ، ويحثث التوافق والتكيف المنشود.

وصدق الله العظيم اذ يقول في سورة محمد (سيهديهم ويصلح بالهم (5) .

المصدر: د.ابراهيم محمد المغازي قسم علم النفس – كلية التربية ببورسعيد – جامعة قناة السويس

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,288,601