ووجد بحث علمي أن العقاب البدني يجعل الأطفال أكثر عدوانية ويؤثر في نموهم الذهني وقدراتهم الإدراكية.

وأظهرت الدراسة عن الأطفال، وعدد من الدراسات الأخرى تابعت مجموعة أطفال من مرحلة الطفولة وحتى البلوغ، أن الضرب قد يجعلهم أكثر انعزالية، وأن أولئك الذين تعرضوا للعقاب البدني في عمر سنة واحدة أصبحوا أكثر شراسة وتراجع نمو قدراتهم الإدراكية، مقارنة بمن يتم تقريعهم شفاهة فقط.

 وبينت دراسة منفصلة أن معاقبة الأطفال بدنياً في سن الخامسة وحتى 16 عاماً، يطور لديهم ظاهرة السلوك الاجتماعي الشائن، وبواقع ثلاثة أضعاف، عن أقرانهم ممن لم يتعرضوا للضرب.

وشملت الدراسة الأمريكية، 2500 عائلة لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وعامين وثلاثة أعوام، قام خلالها الباحثون بتسجيل حالات تعرضهم للضرب واستخدام أنظمة معتمدة لقياس سلوكياتهم ومهاراتهم الذهنية.

وتعرض ثلث الأطفال في عمر سنة للضرب -  وجرى تحديده كضرب خفيف باليد في المؤخرة مرتين أسبوعيا في المتوسط، وثلاث مرات لأقرانهم في سن عامين.

وأظهرت النتائج أن تعريض الأطفال لمزيد من الضرب في عمر سنة واحدة يجعل تصرفاتهم أكثر عدوانية عند بلوغ الثانية، وتدنت درجاتهم في اختبارات مهارات التفكير عند بلوغ الثالثة.

وقالت د. ليز برلين، الباحث العملي في "مركز سياسة الطفل والأسرة" بجامعة نورث كارولاينا الامريكية: "نتائجنا تظهر بوضوح أن الضرب يؤثر في نمو الأطفال".وشارك في الدراسة المنشورة في دورية "تطور الطفل" عدد من الباحثين في جامعات أمريكية مختلفة. وأكدت برلين أن التقريع لم يؤثر على أي من سلوكيات الطفل أو تطور قدراته الإدراكية".

"الانترنت" والاكتئاب

ووجدت دراسة أخرى أن بعض الأطفال والمراهقين عرضة أكثر من سواهم للإدمان على "الإنترنت"، ورجحت احتمالات حدوث ذلك بين الأطفال "العدوانيين" ومن يعانون من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي Social phobia.

ورغم أن تعريف "الاستخدام المطول للإنترنت" كإدمان ليس بتشخيص رسمي، إلا أن عوارضه المحتملة تشمل قضاء ساعات طويلة في الابحار في الشبكة العنكبوتية بشكل يتعارض وأداء المهام اليومية واتخاذ القرارات.

وفي دراسة نفذتها "مستشفى كاوسيونغ الطبي الجامعي" في تايوان شارك فيها 2293 تلميذاً من طلاب المرحلة السابعة، استغرقت عامين، أصيب 10.8 في المائة بإدمان "الإنترنت"، بحسب مقياس معين يحدد درجات الإدمان، حيث يتفاوت تعريفه.

وتفاوت تعريف الإدمان، إلا أن أعراضه المعتمدة في الدراسة قضاء ساعات طويلة (أكثر من الوقت الأصلي المعتزم) الإحساس بالعجز عن خفض ساعات الاستخدام، الانهماك الكامل في أنشطة الشبكة العنكبوتية الواسعة، فضلاً عند الإحساس  بالضجر والقلق عند التوقف لأيام عن استخدام الإنترنت.

ولاحظ فريق البحث أن الإصابة بالعدائية والرهاب الاجتماعي، يقترنان عموماً مع إدمان الأطفال للإنترنت، وأن الصبيان هم الأكثر عرضه من الفتيات، لهذا الخطر، وأن كل من يتجاوز استخدامه للشبكة العنكبوتية 20 ساعة أسبوعياً، تتزايد لديه احتمالات الادمان.

وقال مايكل غيلبرت، من "مركز المستقبل الرقمي" في "جامعة ساوث كارولاينا": "إن نتائج الدراسة ليست بالمفاجئة". مضيفاً: "الدراسة تشير إلى أن الأطفال المفرطي النشاط، أو أولئك الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، يجدون متنفساً في الشبكة، نظراً لتلهفهم للتحفيز الدائم وسريع الوتيرة المتوفر في الإنترنت".

ويلفت مختصون إلى أن إدمان "الإنترنت" أكثر انتشاراً في دول آسياً، فقد كشف مسح صيني أجري العام الماضي، أن أكثر من أربعة ملايين مراهق يقضون أكثر من ست ساعات يومياً في تصفح "الإنترنت".

وفي حين تشير الأرقام إلى عدم شيوع هذا النوع من الإدمان في الولايات المتحدة، حذر أطباء أمريكيون من أنه قد يصبح من أكثر أمراض الطفولة المزمنة في أمريكا.

ويذكر أن علماء تطرقوا مؤخراً إلى ظاهرة الإدمان على استعمال موقع Facebook بعد ملاحظة أن هذا الولع له آثار جدية على حياة الفرد، بحيث يفقده الصلة بالواقع المعاش ويؤثر في عمله وعلاقاته بالمحيطين به.

وقالت المعالجة النفسية الإكلينيكية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، جوانا ليباري: "يمكننا مقارنة Facebook بفيلم "ذا ترومان شو" حيث يعيش المرء حياة رغيدة من دون منغصات في عالم مفبرك بالكامل».

الضغوط المدرسية وانتحار المراهقين

وأفاد تقرير أن 14 مراهقا اقدموا على الانتحار في عام 2006 في تايوان من بينهم 10 بسبب الأعباء الدراسية والعلاقات العاطفية. وانتحر جميعهم ما عدا واحدا فقط، بالقفز من مبانٍ مرتفعة.

وجاءت الإحصائيات كجزء من دراسة لأسباب وفيات صغار السن أجرتها لجنة من الخبراء في المستعمرة البريطانية السابقة. وتهدف الدراسة لتحديد مواطن القصور في تربية النشء في المدينة البالغ تعداد سكانها 7 ملايين نسمة ، وإيجاد سبل لتفادي مثل هذه الوفيات. وخلصت الدراسة إلى أنه من بين 107 من الأطفال والمراهقين توفوا عام 2006، كانت 61 حالة وفاة لأسباب طبيعية، و20 حالة نتيجة للحوادث، فضلا عن انتحار 14 ، ووفاة 12 آخرين نتيجة اعتداءات أو مشكلات صحية أو أسباب غير معروفة.

وقال البروفيسور دانيل شيك، الذي قام بفحص البيانات الخاصة بحالات الانتحار: "إن المراهقين أكثر إقداما على الانتحار لأسباب تتعلق بالعلاقات العاطفية عن البالغين، ولذا فهم يحتاجون لمزيد من التوجيه فيما يتعلق بكيفية مواجهة فشل العلاقات العاطفية".

وألقت الدراسة أيضا بالضوء على مشكلة بقاء صغار السن "بمفردهم في المنازل" حيث أن ثلاث من بين كل أربع حالات انتحار بالقفز من المنازل من ارتفاع عالٍ كانت لهؤلاء الذين تركوا بمفردهم.

المصدر: مجلة بلسم لشهر ايلول 2010 العدد 423

ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,347,001