<!--<!--<!--
الحوار الخاطئ الذي يدور حول من هو الأسوأ " الرئيس الراحل أم الرئيس الأرحل " قد رجّح كفّة الرئيس الأرحل جمال عبد الناصر . . . ونسى المتحاورون أن عبد الناصر هو الذي اختار السادات نائباً له ، بل الأحرى أنه هو وحده الذي بقى إلى جانبه حتى الرمق الأخير ، بعد أن تمت تصفية وإقصاء كل رجالات مصر وأعضاء مجلس الثورة . . . وأن أنور السادات جزء لا يتجزأ من " حركة 23 يوليو " مفهوماً وأسلوباً ، وأنه المتمم لمرحلة عبد الناصر ، مع الفارق بين إنفاق الوارث والدنيا مقبلة ، واستجدائه وقد جدبت الموارد وأفلست الخزائن . ونسى المتحاورون أن السادات هو الذى عين مبارك نائباً له فأكمل مبارك اللعبة ودمر ما تبقى من جملة ما هو مطلوب تدميره وكان هو الفائز فهو لا أصبح أرحل ولا راحل ولكنه أصبح لاعب مخلوع أو مطرود خارج لعبة الأمم التى بدأت منذ انقلاب 23 يوليو حتى حركة 25 يناير ولعبة الأمم هذه لعبة متقنة وسيناريو محكم في الإطاحة برؤساء الدول العربية وهى المعروفة "بـ لعبة الأمم أللأخلاقية في سياسة القوة الأمريكية "[1] تختلف اللعبة والسيناريو من رئيس لآخر ومن دولة لأخرى ومن وقت لأخر وتعنى عبارة " لعبة الأمم " ذاك النشاط الذي بدأته وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن بغية وضع المخططات المناسبة لبسط النفوذ الأمريكي على بلاد العالم عن طريق استخدام السياسة والخداع والحيلة بدلاً من اللجوء إلى إضرام الحرب المسلحة إنها التخطيط السياسي لتوجيه الصراع على مناطق النفوذ في العالم من خلال استخدام أساليب الحرب الباردة وما أكثرها تنوعاً وأوسعها حيلة . وتعتمد هذه اللعبة أو هذا التخطيط السياسي على اعتماد الحيل القذرة والأساليب أللأخلاقية في ما يطلقون عليه تسميةً العمل السياسي الخفي." يقول مايلز كوبلاند في كتابه الشيق " لعبة الأمم " يقول : ولعل أبرز مثال على سلوكنا المزدوج ، وإستراتيجيتنا ذات الوجهين " الأخلاقي واللاأخلاقى " هو تلك الطريقة التي تعاملنا بها مع عبد الناصر ، رئيس الجمهورية المصرية ..... لقد اعتادت حكومتنا على احترام استقلال الدول الأفريقية والآسيوية إلى حد كانت تتغاضى في كثير من الأحيان عن سلوك بعضهم الطائش ما دام ذلك لم يمس مصالحنا بسوء. أما إذا كانت نتائج التزامنا بالمبادئ الأخلاقية خسارة مصالحنا وضياعها فأن موقفنا سيكون العكس، وستكون التضحية، بدون شك، على حساب تلك المبادئ الأخلاقية وليست على حساب مصالحنا. وبصراحة أكثر فعندما كنا نضطر في بعض الأحيان لإزاحة حاكم ما ثبت أن وجوده يقف حجر عثرة في سبيل تنفيذ مخطط لنا في أحد تلك البلدان الأفريقية أو الآسيوية ( وهذا ما كان يحصل فعلاً في مركز " اللعب في واشنطن في أحوال تفرض حتمية وجود جميع أولئك الحكام الأصدقاء منهم والخصوم " ) فإننا كنا لا نتردد في اللجوء لمثل هذه التدابير مهما كانت فداحة المخالفات الأخلاقية . " . إذن فنحن في انتظار اللاعب الجديد ليكمّل لنا باقي اللعبة وغالباً سيكون القادم أسوأ حالاً مما فات أو على الأقل سينفذ ما هو مطلوب منه بشكل يختلف عن سالفه ولكن هو نفس نهجه . فالتاريخ يعيد نفسه ، نسأل الله عز وجل أن يولّى علينا خيارنا فهو نعم المولى ونعم النصير .
[1]- أسرار أزمات سياسية بقيت في طي النسيان، عن شعب يعيش في غمرة الأوهام وآفاق الخيال يستمع إلى الأصوات دونما تعليق. من خلال كتاب "لعبة الأمم"
نفذ مايلز كوبلاند إلى الواقع وكشف النقاب عن كثير من الأسرار وخفايا الأمور والتستر بدبلوماسية ما وراء الكواليس فأظهر سلوك حكام ورجالات السياسة
بصفته وسيطاً طارئاً.
يعدّ هذا الكتاب نموذجاً حياً للتاريخ يهدف إلى إزاحة الستار عن حقيقة ارتباطات الدول الكبرى بالدول المحدودة الإمكانيات التي نجحت أحياناً في إحراز نصر
دبلوماسي على بعض الدول الكبرى وتمكنت مع الأيام في ممارسة دور أكبر من طاقتها في السياسة العالمية. فالقوى الحاكمة تطمح دائماً إلى النزاهة والاستقامة
وإضمار الغدر والخداع وفيه التلاعب بالأمم والشعوب هذا هو جوهر "لعبة الأمم" ، إنه كتاب لا يهدف إلى رصّ الجمل والألفاظ ولكن هدفه الأساسي رفع النقاب عن
لعبة السياسة وعن دمى المسرح السياسي في العالم.
ساحة النقاش