العدد3 لسنة 2016
مدينة في النسيانِ
بقلم : عامر الساعدي
كنتُ أصغِي لِصوتٍ يرنُ بأَعماقِ ، يَدفعنِي أنْ أبقَى بقلَبِ المدينة ، لأشهدَ آخرُ أيامِها ، وداعاً لِهذي المُدن في نُومِها ، حينَ نامَتْ على الظلَمِ متخمةُ الشّراب ، أثورُ إذا أحسستُ بالجُوعِ ، أو طالَنِي العُرى والذلّ قَهراً ، أمسي معَ نفسي ملتحفاً قاع القناعةِ ، كطوقٍ مِنَ الأمنياتِ بذاكرةِ سائح يََشمُ الأرض ، ما زلت في تجويفِ الأعصابِ ، أسكن مُدن الرعشةِ ، هذا الغثيانَ هو بذرةِ النسيانِ ، القلب أعرجُ يمشي فوقَ الرجفةِ ، أضحكُ حينَ أرى شظايا الحلم المكسور ، تقفزُ مِنْ جوفِ الصورة في آخرِ الماضي ، أتأملُ الصورةُ كحصانٍ مكسور الساقين منغمس في ضجيجِ اللذةِ ، أشعرُ أنني أتفاوضُ مع حزنِ المدينةِ ، بردَها يقرصُ الشفتين ذات الجسم البلوري الذي تدمرَ بينَ حلمين ، مدينة تكشف بطنِها المليئةِ بالأقزام ِ، تُعريَ ساقيها تبكي ، تقذفُ أحطاباً كانت دفءُ العمرِ ، أغافِل حُزني في دهليزِ الضوضاءِ ، أشرب كولا ، انفخُ بالونٍ أحمر ، ثمَ أطلقه في عشوائيةِ الفوضى ، ثمَ أقطعُ تيار الغوغاء عن ذاكرتي ، ألملِمُ ما تبقى مِنْ ذكرياتِ المدينةِ في مظروفٍ أبيض ، كي أرسلهُ بحضنِ الســــــــوادِ..