ﻭﺑﻌﺪ ﻃـــــــــــــــــــﻮﻝ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ...
ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺃﻧﺠﺒﺎ ﻃﻔﻼ ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻴﺶ
ﻓﺎﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ
ﻭﺇﺫﺍ ﺯﺍﺩﻭﺍ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺣﺮﺓ ﻃﻠﻴﻘﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ
ﺗﺸﺎﺀ
ﻭﺍﻭﻋﺪﺗﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ
ﻭﺳﺎﻓﺮ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻭﻟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺷﻬﺮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ
ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ
ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﺎﺣﻮﻧﺔ ﻗﻤﺢ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻞ ﺟﻴﺪ
ﻭﺳﺮ ﻣﻨﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﺎﺣﻮﻧﺔ ﻟﻨﺸﺎﻃﻪ
ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﺎﺣﻮﻧﺔ
ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻻﻥ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ ﺃﻭﻋﺪﺗﻨﻲ ﺑﺄﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ
ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﻫﻨﺎﻙ
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﺎﺣﻮﻧﺔ
ﺍﺷﺘﻐﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﺎﻣﺎ ﺁﺧﺮ
ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﻮﺩ ﺍﻷﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺃﻫﻠﻬﺎ
ﻭﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻲ ﺃﻋﻮﺩ ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺎﺑﻲ ﻋﺸﺮﻭﻥ
ﺳﻨﺔ
ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺍﻋﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﺄﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺳﺘﺘﺮﻛﻪ
ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﺎﺣﻮﻧﺔ ﺛﻼﺙ ﻗﻄﻊ ﺫﻫﺒﻴﺔ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﻣﻠﻚ ﺧﺬﻫﺎ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻜﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻚ
ﺍﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻗﺮﻳﺘﻪ
ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ
ﻛﺎﻥ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ
ﺗﻌﺎﺭﻓﻮﺍ ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﻟﻮ
ﺑﻜﻠﻤﺔ
ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻭﻳﻀﺤﻚ
ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ ﺍﻧﻪ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ - ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻀﺤﻚ ﻫﻜﺬﺍ
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻳﻨﺼﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﺎﺷﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﺡ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺃﺑﺪﺍ
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ : ﻷﻥ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﻛﻢ ﻳﺄﺧﺬ
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ : ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻳﺄﺧﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﺫﻫﺒﻴﺔ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﺇﻧﻨﻲ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﻴﺮ ﻫﻞ ﺳﺄﺻﺒﺢ
ﻓﻘﻴﺮﺍ ﺃﻛﺜﺮ
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻗﻄﻌﺔ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻛﻔﺎﻧﻲ ﺍﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ
ﻭﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﻭﻣﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ : ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻒ ﻭﺻﻤﺖ
ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻢ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ
ﻋﺠﻮﺯ ﻓﻈﻴﻊ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ
ﻳﺄﺧﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﺫﻫﺒﻴﺔ
ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻟﻮ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﻌﺠﻮﺯ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ - ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﻮﺭﺍ ﺗﺤﻮﻡ
ﺍﺫﻫﺐ
ﻭﺍﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﺻﻤﺖ
ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻢ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ
ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺭﺃﻳﺖ ﻧﺴﻮﺭﺍ ﺗﺤﻮﻡ ﻭﻟﻢ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﻭﻟﻮ ﻟﻤﺮﺓ
ﻷﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﺳﺄﻋﻄﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﻭﺑﺪﻭﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﻴﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ
ﻭﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﻌﺠﻮﺯ
ﺍﺧﺬ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻋﺪ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻚ ﺣﺘﻰ
ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻭﺻﻤﺖ
ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺛﻢ ﻭﺩﻋﻮﺍ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺍﻓﺘﺮﻗﻮﺍ
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺘﻪ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﻧﻬﺮ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻳﻌﺼﻒ ﻭﻳﺠﺮ ﻓﻲ ﺗﻴﺎﺭﻩ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﻭﺍﻷﺷﺠﺎﺭ
ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻭﻝ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻟﻪ
ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ ﺧﺒﺰﺍ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺄﻛﻞ
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎ
ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﻓﺎﺭﺳﺎ ﻭﺣﺼﺎﻥ ﺍﺑﻴﺾ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ - ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻛﻴﻒ ﺳﺄﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ
ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺟﺮﻓﻪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻣﻊ ﻓﺎﺭﺳﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﺍﻣﺎﺕ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﻬﻢ ﻭﻏﺮﻕ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺰﻝ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﺟﻠﻪ ﺗﺴﻜﺐ ﻣﺎﺀ
ﺍﻣﺴﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭﺭﻛﺒﻪ ﻭﺑﺪﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﺴﺮ ﻟﻠﻌﺒﻮﺭ
ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﻋﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ
ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻗﺮﻳﺘﻪ
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺷﺠﻴﺮﺍﺕ ﻛﺜﻴﻔﺔ
ﺭﺃﻯ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﺴﻮﺭ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﺤﻮﻡ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺄﺭﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ
ﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻯ ﺛﻼﺙ
ﺟﺜﺚ ﻫﺎﻣﺪﺓ
ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﺪ
ﻭﻟﻤﺎ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﻗﻄﺎﻉ ﻃﺮﻕ
ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ
ﺛﻢ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺘﻘﺎﺳﻤﻮﺍ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ
ﺑﺎﻟﻤﺴﺪﺳﺎﺕ
ﺍﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﻭﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻪ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺪﺳﺎﺕ
ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺳﻴﺮﻩ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ
ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﺳﺄﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ﻷﺭﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ
ﺯﻭﺟﺘﻲ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻭﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻀﺎﺀﺓ
ﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ﻓﺮﺃﻯ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻗﺪ ﻏﻄﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ
ﻭﺟﻠﺲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺭﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻠﺸﺒﺎﻙ
ﻓﺎﺭﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﺔ ﻟﻘﺪ ﺃﻗﺴﻤﺖ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﺘﺰﻭﺟﻲ ﻏﻴﺮﻱ
ﻭﺗﻨﺘﻈﺮﻳﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻮﺩ
ﻭﺍﻵﻥ ﺗﻌﻴﺸﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ ﻭﺗﺨﻮﻧﻴﻨﻲ ﻣﻊ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ
ﺍﻣﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻀﺔ ﻣﺴﺪﺳﻪ ﻭﺻﻮﺏ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﺬﻛﺮ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺪ ﺣﺘﻰ ﺧﻤﺴﺔ
ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﺳﺄﻋﺪ ﺣﺘﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﺑﻌﺪ
ﺫﻟﻚ ﺳﺄﻃﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﻭﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ... ﺍﺛﻨﺎﻥ .. ﺛﻼﺛﺔ ... ﺃﺭﺑﻌﺔ
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﻏﺪﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻷﺑﺤﺚ ﻋﻦ
ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺄﻥ ﺃﻋﻴﺶ ﺑﺪﻭﻧﻪ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ
ﺛﻢ ﺳﺄﻝ : ﻛﻢ ﺳﻨﺔ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﺎﺑﻪ
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻡ : ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ
ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻓﺖ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺎﻓﺮ ﺃﺑﻮﻙ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻙ ﺷﻬﺮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ
ﻓﻘﻂ
ﻧﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻟﻮ ﻟﻢ ﺍﻋﺪ ﺣﺘﻰ ﺧﻤﺴﺔ
ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻟﻌﻤﻠﺖ ﻣﺼﻴﺒﺔ
ﻟﺘﻌﺬﺑﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺑﺪ ﺍﻟﺪﻫﺮ
ﻭﺻﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ : ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ
ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻈﺮﺗﻤﻮﻩ
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﻋﻤﻞ ﺃﻱ ﺷﻴﺊ ﻧﺮﻳﺪﻩ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﻨﺪﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ