تعتبر فاكهة النُقل (Nut fruits) من أهم مجاميع الفاكهة التي تنتشر زراعتها في مناطق مختلفة من العالم والتي تضم أنواع عديدة من الفواكه وهي ( الفستق ، الجوز ، اللوز ، البندق ، البيكان ، الكستناء والكاجو ) ، وتتميز أفراد هذه المجموعة بطعمها الدهني وذات نكهة مميزة خاصة بالنوع والصنف ، إضافة الى ارتفاع نسبة البروتينات فيها ، والذي يجمع بينهم هو أن الجزء ذا القيمة الغذائية الذي تستهلك من أجله الثمار هو البذرة ، وان البذرة في جميع انواع فاكهة النُقل والمكسرات تكون محاطة بغلاف صلب يعرف بالصدفة ، وكلمة النُقل (Nut) تعرف بأنها عبارة عن ثمرة جافة ذات بذرة واحدة جدارها صلب لا ينشق عند النضج ، وتنشأ عن مبيض علوي ذو غرفة واحدة نتيجة للالتحام كربلتين او أكثر .
تحتوي فاكهة النُقل والمكسّرات على فوائد غذائية وطبية جمة لصحة الانسان ، نتيجة لاحتوائها على العديد من العناصر مثل الكالسيوم ، المغنيسيوم ، الزنك ، الحديد ، الفوسفور ، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات ( B ، B1 ، B2، B6 ) ، فضلاً على أنها تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات ونسبة من الماء ، وعلى الرغم من احتوائها على دهون إلا أنها تعد دهوناً غير مشبعة تساعد بدورها على خفض نسبة الكولسترول في الدم ، كما تحتوي على نسبة جيدة من الألياف الغذائية .
ولأشجار النُقل متطلبات مناخية قد تختلف عن بقية أشجار الفاكهة المتساقطة الاوراق الاخرى ، فالأشجار لها إحتياجات معينة من الساعات الباردة للخروج من دور الراحة والبدء بموسم النمو في الربيع ، وفي حالة عدم توفر هذه الساعات الباردة يتأخر تفتح براعمها الزهرية وبالتالي يتأخر إنتاج الاشجار ويقل حملها ، وأن إرتفاع او انخفاض درجات الحرارة يمكن أن تسبب ضرر بالغ للأشجار ، حيث أن الحرارة المرتفعة تسبب جفاف الاوراق وتساقطها وإصابة الاشجار بالأمراض مثل لفحة الشمس ، اما الحرارة المنخفضة فيمكن أن تؤدي الى قتل البراعم الزهرية والنموات الحديثة فيقل إنتاج الاشجار .
تنمو اشجار النُقل في مدى واسع من انواع الترب لكون أن الاشجار لها مجموع جذري قوي يتغلغل عميقا في التربة حتى في حالة كونها فقيرة ، كما أن لجذورها القابلية على التكيف للنمو في الوسط الذي تعيش فيه ، كما ويمكن لها أن تتحمل جفاف التربة او زراعتها في الاراضي الجافة ولكنها تجود في الترب الرملية الخفيفة او المزيجية ، جيدة الصرف والتهوية ، ذات مستوى منخفض من الماء الارضي .
تحتاج أشجار النُقل للعديد من عمليات الخدمة البستنية التي تجرى سنويا مثل التقليم والتربية ، التسميد ، الري ، خف الثمار ومكافحة الافات وغيرها ، مما يتطلب من العاملين في البستان معرفة وإتقان كيفية ووقت اجرائها لكي ينعكس ذلك بصورة إيجابية في نمو الاشجار وبالتالي الحصول على انتاج مرتفع ذو نوعية جيدة .
يتم اللجوء الى إكثار أشجار النُقل جنسيا بواسطة البذور لغرض انتاج شتلات بذرية يتم تطعيمها لاحقا بالأصناف ذات الصفات المرغوبة ، ولكن اكثر الطرق المستخدمة في إكثار الاشجار هي الطرق الخضرية كالتطعيم والتركيب والترقيد والأقلام .
تبدأ معظم أشجار النُقل بالإنتاج بعد حوالي 3 - 4 سنوات من زراعتها في المحل الدائم خاصة الناتجة من طرق الإكثار الخضري ( التطعيم والتركيب والترقيد والإقلام ) ، وتصل الاشجار الى الانتاج التجاري بعد حوالي 10 سنوات من زراعتها ، ويمكن أن يصل عمر الاشجار لأكثر من 100 عام وتصبح معمرة .
وعند نضج ثمار فاكهة النُقل قد تتساقط طبيعيا فيتم جمعها من الارض او قد تستخدم طرق عديدة لجمع الثمار منها هز الاشجار او ضربها بالعصي ولكن غالبا يفضل الجني الميكانيكي في جمع الثمار.
ولفاكهة النُقل العديد من الاصناف التي ينتشر زراعتها في العالم والتي تختلف فيما بينها بمواصفات الثمار ( حجمها وشكلها ولونها ) ، ويجب أن تحتوي بساتين فواكه النُقل على الاصناف الذكرية والأنثوية ذات الصفات المرغوبة وخاصة فيما يتعلق بموعد تزهيرها ، وقبل البدء بزراعة الاصناف في البستان يجب ان تتوفر فيها بعض الصفات الجيدة والتي تضمن لاحقا الحصول على انتاج عالي ذو نوعية جيدة ، ومن اهم هذه الصفات ( ان تتلائم الظروف البيئية مع نمو الصنف وإنتاجه للثمار ، يكون الصنف مبكر الانتاج ، ينتج الصنف كميات كبيرة من الثمار ذات حجم كبيرة ونوعية جيدة ، ان تكون نسبة اللب الى القشور عالية وان يكون الصنف مقاوم للأمراض) . ونتيجة لحدوث ظاهرة العقم الذاتي او عدم التوافق الذاتي او الخلطي بين أغلب أشجار فاكهة النُقل لذا يجب توفير الاصناف الملقحة الجيدة في البستان لضمان حصول التلقيح الخلطي .
المصدر :
العلاف ، أياد هاني اسماعيل ( 2017 ) . فاكهة النُقل والمكسرات وصفها النباتي - خدمتها - إنتاجها – أصنافها / دار المعتز للنشر والتوزيع / الاردن .
ساحة النقاش