إعداد
أياد هاني اسماعيل العلاف
استاذ مساعد / قسم البستنة وهندسة الحدائق
كلية الزراعة والغابات / جامعة الموصل / العراق
تنحصر زراعة أشجار المشمش في المناطق الخالية او الاقل تعرضا لحدوث الانجمادات في الربيع ، كذلك في المناطق التي تتعرض للبرد القارس في فصل الشتاء ، وتتخللها فترات من الدفء ، إضافة الى زراعته تنحصر ايضا في المناطق ذات الربيع او الصيف ذو الرطوبة العالية ، وتؤكد الدراسات بان أشجار المشمش يمكن أن تنمو بشكل طبيعي في المناطق المرتفعة نسبيا عن سطح البحر والمعتدلة الحرارة ، لذا لا تجود في المناطق الباردة ولا في المناطق الاستوائية ، وتختلف أصناف المشمش بمتطلباتها من ساعات البرودة اللازمة لكسر طور الراحة والبدء بموسم النمو ، فمثلا بعض الاصناف تحتاج الى حوالي ( 100 – 200 ساعة باردة ) مثل صنف زاغينية ، في حين تحتاج بعض الاصناف التجارية المشهورة مثل الصنف رويال الى حوالي ( 700 – 1000 ساعة باردة ) .
وتعتبر أشجار المشمش اقل تحملا لإنخفاض درجات الحرارة شتاءا مما عليه الحال بالنسبة للخوخ ، كما أن تفتح ازهارها بصورة مبكرة قد يزيد من احتمالية تعرضها لللإنجمادات الربيعية المتأخرة والتي بدورها قد تسبب تلف الحاصل ، لذا يفضل عدم انشاء بساتين المشمش في المناطق التي لا تنخفض فيها درجات الحرارة كثيرا في الشتاء ولا تتعرض للإنجمادات الربيعية المتأخرة ، وفي هذا الصدد وجد بأن البراعم الزهرية تكون أكثر حساسية للبرد من البراعم الخضرية ، حيث تتلف البراعم الزهرية عندما تتفتح على حرارة (- 3 °م ) تحت الصفر المئوي ، أما درجات الحرارة الملائمة لنمو الاشجار صيفا وتكوين البراعم الثمرية ونمو الثمار ونضجها بشكل جيد فتتراوح بين ( 20.6 – 23.9 °م ) ، خلال الفترة الممتدة من التزهير الكامل وحتى جني الثمار ، وفي حالة ارتفاع درجات الحرارة أكثر من معدلاتها فأنها ستؤدي الى حدوث أضرار في نمو الأشجار والثمار .
وعلى الرغم من قدرة أشجار المشمش لمقاومة الجفاف بدرجة جيدة الا ان توفر الرطوبة الكافية في التربة يضمن النمو الجيد للأشجار عندما تتوفر في مناطق زراعتها حوالي 400 ملم / سنويا من الامطار الساقطة والتي تكون موزعة بشكل جيد على مدار السنة ، أما اذا كانت كمية الامطار الساقطة غزيرة خاصة خلال فترة التزهير فتكون مضرة لأنها تسبب عرقلة طيران الحشرات المفيدة في عملية التلقيح وكذلك لغسلها حبوب اللقاح ، كما أن ارتفاع الرطوبة النسبية تساعد على انتشار الامراض خاصة مرض العفن البني والعفن الاخضر .
ولضوء الشمس الدور الكبير في سير العمليات الفسلجية في المشمش خاصة في تلون الثمار ، حيث وجد بان الثمار المعرضة لضوء الشمس تتلون بدرجة افضل من الثمار المظللة ، كما انها تكون اسرع نضجا وذو نوعية جيدة ، ويمكن تحقيق وصول اشعة الشمس بدرجة كافية لاغلب الثمار على الشجرة من خلال إجراء عملية تقليم وتربية الاشجار بإزالة الافرع المتشابكة والمتزاحمة والتي تظلل الثمار فتمنع وصول ضوء الشمس اللازم لتلونها .
ويفضل عدم زراعة أشجار المشمش في المناطق المعرضة لهبوب الرياح القوية والتي تسبب تساقط الازهار والثمار العاقدة حديثا ، إضافة الى انها تؤدي الى الاختلال في التوازن المائي للأشجار المزروعة خاصة في حالة كون الرياح شديدة وجافة ومقترنة بإرتفاع درجات الحرارة ، كما أنها قد تعيق من طيران الحشرات المساهمة في عملية التلقيح وتقلل من نشاطها .
ويختلف طول موسم النمو ( عدد الايام من التزهير الكامل وحتى نضج الثمار ) لأصناف المشمش إذ يتراوح بين 80 – 100 يوم .
التربة الملائمة للنمو :-
تنجح زراعة أشجار المشمش في نفس الترب التي تكون ملائمة لزراعة أشجار الخوخ والاجاص الياباني تقريبا ، والتي تمتاز بكونها صفراء ثقيلة ، أو الخفيفة الخصبة ، الجيدة الصرف والتهوية ، الخالية من الأملاح الضارة ، ويكون مستوى الماء الارضي فيها منخفضا لان ارتفاع الرطوبة في التربة تؤدي الى الأصابة بمرض التصمغ ، ولا تنجح زراعة المشمش في الاراضي القلوية أو الطينية الثقيلة الغدقة ، كما لا تناسبها الأراضي الرملية الكلسية او الطينية الكلسية التي يكثر فيها الحصى والحجارة ، وان الاشجار تكون حساسة لبعض املاح التربة وخاصة كلوريد الصوديوم .
ساحة النقاش