إن التفاح Apple (Malus domestica) عرف في بلاد وادي الرافدين منذ بدء استيطان الإنسان في نهاية الإلف الخامس قبل الميلاد وخلال الأجيال المتعاقبة لم تعط الأهمية في زراعته إلا في ستينيات القرن الماضي إذ كان هنالك عناية واضحة في استيراد بعض الأصناف الأجنبية والقيام على إكثارها في العراق . إن ثمار التفاح لها أهمية اقتصادية كبيرة ولاسيما في البلدان ذات الإنتاجية العالية إذ يشكل موردا اقتصاديا مهما في الدول المصدرة لما تتصف به الثمار من قابلية نقل وتخزين لمدة طويلة كما إن ثماره غنية بمادة البكتين وتحتوي على الكثير من الفيتامينات والبروتين والكاربوهيدرات .
للتسميد الكيمياوي دور كبير في تحسين نمو اشجار الفاكهة من خلال ضمان وصول العناصر الغذائية الكبرى المهمة كالنتروجين والفسفور والبوتاسيوم وبشكل قابل للأمتصاص من قبل الأوراق حيث تعد من ضروريات نمو أشجار الفاكهة ومنها التفاح .
ويعتبر عنصر النتروجين أحد أهم العناصر الأساسية التي يحتاجها النبات حيث يعمل على تسريع وتحفيز النمو الخضري للنباتات ويقوي المجموعة الجذرية لها ، ويقع النتروجين ضمن المجموعة الأولى من العناصر الأساسية اللازمة لنمو النبات والتي تدخل في تركيب معظم مكونات الخلية وتشكل الجزء الأهم من المركبات الكاربونية الداخلة في تكوينها مثل البروتين والأحماض الامينية والأحماض النووية (RNA وDNA) والنيوكليوتيدات والمساعدات الأنزيمية والهرمونات النباتية.
ويأتي عنصر الفسفور بالمرتبة الثانية بعد النتروجين من ناحية الكميات التي يحتاجها النبات وهو من العناصر الضرورية لنمو وتطور النبات ، وهو ضروري لانقسام الخلايا ويدخل في تركيب الأحماض النووية والمركبات الحاملة للطاقة وبعض الأنزيمات ويسرع من التكوين المبكر للجذور ويزيد من نموها وانتشارها في التربة.
كما يلعب عنصر البوتاسيوم دورا كبيرا في العمليات الفسلجية والحيوية في النبات وله دور واضح في التأثير على امتصاص اغلب العناصر المعدنية كالنتروجين ويؤثر على فعالية الأنزيمات ويساعد على تمثيل السكريات ونقلها وهو ضروري لاستكمال عملية التركيب الضوئي ولتكوين ونقل البروتينات وهرمونات النمو النباتية وتمثيل الطاقة .
ويلعب البورون دور كبير في نمو وحاصل أشجار التفاح حيث يدخل في تركيب الأغشية الخلوية وتنظيم عمل وانتقال الأنزيمات والهرمونات وخاصة الاوكسين (IAA) ، ويؤثر البورون أيضا في نشاط عملية التركيب الضوئي كما يقوم بتنشيط نقل السكريات والماء إلى داخل النبات وبالتالي يساهم في عقد الثمار ،
في حين أن الزنك ينشط عدد من الأنزيمات منها Carbonic anhydrase الموجود في الكلوروبلاست والذي ينظم الرقم الهيدروجيني وبذلك يعمل على حماية البروتينات من تغيير طبيعتها ، وأنزيم Starch synthase الضروري في تصنيع النشا وتحتاج إليه النباتات في تكوين الحمض الأميني Tryptophan الذي يتكون منه الهرمون إندول حمض الخليك (IAA) ، الضروري لإستطالة الخلايا وله تأثير في أيض الأحماض النووية (RNA و DNA ) .
اما الكالسيوم فيدخل في تركيب الجدر الخلوية ويؤثر في تطور الخلايا المرستيمية وله دور كبير في الاغشية الحيوية للخلية النباتية ويساعد في تكوين بروتينات النبات وتكوين العقد الجذرية وعامل مساعد في عمل العديد من الانزيمات .
إعداد
أ.م. أياد هاني العلاف
قسم البستنة وهندسة الحدائق
كلية الزراعة والغابات / جامعة الموصل
ساحة النقاش