الرئيسية | معاً
اطبع الصفحة    ارسل لصديق    اضافة تعليق


المخاطر الكبرى

  بقلم   د. عمرو الشوبكى    ١/ ٢/ ٢٠١٢

معركة الشعب المصرى مع «مبارك» تختلف عن معركة الكثيرين مع المجلس العسكرى، فالأولى كانت من أجل حكم ديمقراطى مدنى يعيد للمواطن المصرى كرامته بما يعنى رفض أى حكم عسكرى أو دينى، والثانية هى ضغوط مشروعة من أجل الإسراع فى تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب.

البعض حوَّل الخلاف على الوسيلة والتوقيت إلى معركة حياة أو موت، والبعض الآخر دخل معركة ضد العسكر لا ثمن فيها خاصة حين تجىء من ناس كانوا يرتعدون من مخبر فى الداخلية أو كانوا جزءا من «منظومة البيزنس» فى العهد السابق، وفجأة أصبحوا يطالبون برأس المشير بعد أن أصبح كثير من المعارك التى يخوضها البعض بلا ثمن إلا الضمير الوطنى والاستقامة الأخلاقية.

نعم هناك كثير من الشباب دافع عن قناعته بإخلاص حتى لو أخطأ وحتى لو اختلفنا معه، لكن هناك كثيرين ممن ركبوا موجة الثورة يدفعون كل يوم العديد من الشباب نحو معارك ستخصم من رصيدهم بين الناس وتختزل مهارتهم فى الاحتجاج دون تقديم أى بديل.

والمؤكد أن أخطاء المجلس العسكرى لا تحصى فى إدارة المرحلة الانتقالية، إلا أن ما يحسب لتقاليد المؤسسة العسكرية يجب ألا ننساه فى غمرة النقد المشروع لأداء المجلس، فماذا كان سيكون عليه حال البلاد لو أصبح الجيش ملتقى سياسياً ثورياً كما يطالب بعض الثوار، فتقف بعض فرقه مع الثورة وأخرى ضدها وينهار تماسكه وانضباطه الداخلى، كما جرى فى اليمن وليبيا وسوريا.

لقد عبر الجيش هذا الخطر وانحاز إلى الشعب وليس بالضرورة الثورة، لأن الجيوش الثورية هى الجيوش الفاشلة فى التاريخ مثل جيش القذافى أو بعض الجيوش فى أفريقيا التى كانت أقرب فى أدائها للميليشيات الشعبية، فحين نشهد فى المنطقة جيوشاً منقسمة ودولاً يتم إسقاطها ومسؤولية أمريكية مؤكدة عن جريمة حل الجيش العراقى

 - يصبح الحفاظ على كرامة هذا الجيش وتماسكه هدفاً لكل مصرى وإبعاده عن السياسة والحكم مسؤولية كل وطنى.

والمؤكد أيضاً أن البعض ينسى أنه لم توجد تجربة تحول ديمقراطى فى العالم (باستثناء جزئى فى البرتغال) أشرف عليها الجيش، ففى العديد من بلدان أمريكا اللاتينية كان الجيش يحكم، وناضل الشعب من أجل إسقاط حكمه كما جرى فى شيلى مثلا،

وفى أوروبا الشرقية كان الاتحاد الأوروبى وأمريكا الراعيين لتجارب التحول الديمقراطى، وفى مصر أخطأ المجلس العسكرى فى الكثير،

 ولكن لولا وجود المؤسسة العسكرية متماسكة ومنضبطة لما كان يمكن إجراء انتخابات تشريعية نزيهة بفضل تأمين الجيش لها وكان من المستحيل على الشرطة بوضعها الحالى أن تؤمنها، وسيظل دوره أساسياً لتأمين انتخابات الرئاسة وضمان تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب.

خطر أن يختل تماسك الجيش حقيقة، حين يضطر بعض ضباطه وجنوده للرد على هذا الكم من الشتائم الذى يسمعونه كل يوم (فقط أتمنى أن يستمع البعض للشتائم التى تعرضوا لها، ومعهم العاملون فى التليفزيون أمام ماسبيرو لمعرفة خطورة الموقف)،

 وهل يرغب بعض من يحرض شباب القوات المسلحة على قادتهم أن يشاهدوا وقفات احتجاجية داخل الجيش يقوم بها شباب الضباط والجنود كما يجرى فى كل مصر فنقضى على تقاليد مؤسسة عظيمة لصالح خطاب مراهق لا يعى خطورة اللحظة التى نمر بها.

إن أخطاء المجلس العسكرى لا تحصى وطريقته «المباركية» فى إدارة شؤون البلاد كانت وبالاً عليه نفسه، وتشكيل لجنة مستقلة لتقصى الحقائق تعرف من المسؤول عن سقوط الشهيد الشيخ عماد عفت وعن إصابة أحمد حرارة وغيرهما

- لا تنفى أن مصر عليها أن تتحمل ٤ أشهر صعبة من أجل الحفاظ على تماسك جيش وبقاء دولة، لأن فى يدنا أن نبدأ ونحن نقتص لحقوق ألف شهيد لا البكاء على ٦٠٠ ألف قتيل كما جرى فى العراق.

alaaperfect

alaa abou shama

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2012 بواسطة alaaperfect

ساحة النقاش

علاء الدين على أبوشامة

alaaperfect
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته م . علاء أبوشامة - مصرى - 54 سنة - أعمل فى مجال الخبرة الأستشارية فى مجالات عديدة :- إدارة الأعمال - التسويق - الأقتصاد - الأستثمار - دراسات حدوى المشاريع – الدراسات السياسية و الأقتصادية – الثقافة و الفكر يسعدنى ان أتشرف بمعرفتكم و »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

36,919