حديث السواتر( القرار الصعب)
......................................
لم يكن إلاّ آمرا لخمسين جندي موزعين على عشر مواضع في كلّ موضع عشر جنود. مسلحين برشاشات خفيفة ومتوسطة .
سمع الجنود هتافات القوة المهاجمة فأبلغوه.استطلع المهاجمين بمنظاره .أكثر من الفي مهاجم لم تتجاوز اعمارهم الخامسة عشرة بملابس مدنيّة رثّة غير مسلحين بغير السكاكين والعصيّ .صدرت له الأوامر بفتح النار عليهم.تردّد لأنه لم ير فيهم غير اطفال لابفقهون الحرب . أعيد له اصدار الأمر بفتح النار حيث اجتاز المهاجمون خط الحذر .
الأمر بات قضية قاتل أو مقتول. وماهي الا دقائق يمكن للمهاجمين ان يتمكنوا من جنوده ذبحا. الرحمة هنا لامكان لها والإنسانيّة تخلع عن نفسها بردة السموّ . إنها الحرب.
أعطى الأمر لجنوده بإطلاق النار فتطايرت رؤوس وتشظت أشلاء .ليسوا الاّ اطفال زجّ بهم لمحرقة .مات جميعهم في الصباح واكلت الذئاب والكلاب اجسادهم في المساء وماتبقى منهم فكان من حصّة الذباب. لم تغب عن باله تلك الصورة ومازال محتفظا بها رغم انتهاء تلك الحرب لأن الأيام تعيد نفسها.
علاء الأديب
حديث السواتر.
18-1-2017