دور التوجيه المعنوي في إدامة زخم المعركة....بقلم : علاء الأديب
...........................................................................
مادامت تونس بقيادتها وشعبها قد أدركت يقينا بأنّها قد دخلت الحرب ضدّ الإرهاب الذي حاول لعديد المرات النيل منها ومن أمن مدنها ومواطنيها.
ومادامت عصابات داعش مصرّة على محاولاتها للسيطرة على هذا البلد الآمن المستقر.
بات من الضروري بأن يفكر الجميع في تونس بتهيأة كافة متطلبات المعركة التي من شأنها تأمين النصر والمحافظة عليه.
وهنا لابدّ من الإشارة إلى دور التوجيه المعنوي الذي لايقلّ أهمية عن دور التعبئة العسكريّة في حالات الحرب .وهو دور فكري تعبويّ مواجه لفكر العدو وتطلعاته الخبيثة. وما من دولة تدخل حربا ألاّ وكان للتوجيه المعنوي دورا فاعلا فيها على ارض الواقع.
ومن المتعارف عليه بأنّ التوجيه المعنوي يقع بالأساس وبالدرجة الأولى على عاتق المؤسسة الثقافية قبل غيرها ونعني هنا بالتأكيد وزارة الثقافة وكافة مفاصلها والدوائر العائدة لها .
ومن ثمّ بقيّة مؤسسات الدولة المعنيّة بهذا الشأن حسب درجة تماسها مع المواطن .كمؤسسات البلد التربويّة التي تقع ضمن مسؤولية وزارة التربية والتعليم.
والمؤسسات الشبابية التي تقع ضمن مسؤولية وزارة الشباب والرياضة.
ومن المهم أو من بالغ الأهميّة وبما أنّ العدو يتخذ من الدين غطاء لأعماله العدوانيّة فعلى المؤسسة الدينية في البلد أن تقوم بدور لايقل تميّزا وحيوية بالتوجيه المعنوي من خلال طرح فكر ديني معتدل تفضح من خلاله الأجندة القبيحة للعدو ولمن تسوّل نفسه مساندته ولو بالأيماء.
ولايفوتنا أن نؤكد هنا على دور اتحادات الشغل التي كانت ومازالت صاحبة الصوت الأعلى في تونس للمطالبة بحقوق المواطنين وشرائح الشعب المختلفة في تفعيل عمل التوجيه المعنوي بين المواطنين وكافة الشرائح التي تدين للإتحاد بالعرفان على مواقفه معها وتبنيه لقضاياهم والمطالبة بحقوقهم . وهذا ما سيضيف إضافة كبيرة للعمل النقابي ودوره في كافة الظروف الصعبة التي تواجه البلد.
ومن هنا الى دور المؤسسة الصحية التي تتمثل بوزارة الصحة وكافة المشافي العائدة لها وضرورة ديمومة جهوزيتها وجهوزية فرق التوعية الصحية فيها لما يمكن أن يقوم به اعداء تونس للإضرار بصحة المواطنين من خلال اعمال خبيثة يلجأ اليها نتيجة للضربات الموجعة التي تلقاها أخيرا من قبل القوات المسلحة والمواطنين في بن قردان.
إنّ تونس التي تقاتل الإرهاب الآن بأوسع نطاق وبحرب مفتوحة بحاجة لتظافر جهود الجميع ابتداء من تلاميذ المدارس وانتهاء بأعلى مستويات القيادة فيها.
والكلّ في تونس العظيمة أمام خيارين لاثالث لهما..
أما أن نعيش بتونس حرة كريمة
وأما أن نموت مشردين بلا وطن يأوينا...لاسامح الله
والعبرة للمتقين.