تقرير د/ ايمان الشربينى

حالة من الفزع يعيشها المجتمع المصرى من خلال ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعى من مشاكل واشاعات وحروب نفسية حيث اصبحت وسائل التواصل الاجتماعى خطر ثل مرض السرطان حيث تم تدمير عقول الشباب وخراب معظم الاسر المصرية وتفكك العلاقات الاسرية والاجتماعية بسبب وسائل التواصل الاجتماعى وأصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي اليوم اكثر ما يفعله اغلب الشباب في يومهم، فهي جزء لا يتجزأ من حياتهم، الأمر الذي كان له تأثير واضح على سلوكياتهم والذي قد يكون تأثر إيجابي وقد يكون سلبي أيضاً.

فأما بالنسبة للتأثير الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي على الشباب، فيتمثل في دور هذه المواقع المختلفة التي تتمثل ال Facebook وTwitter وInstagram وSnapchat  وغيرها من المواقع التي لها دور كبير في اظهار المواهب الجيدة لكثير من الشباب ممن يعانون من التهميش والتجاهل في حياتهم الواقعية ممن يعانون من مشاكل جسدية او عقلية، بالإضافة لدور هذه المواقع في تشكيل صداقات كثيرة وعديدة، والتعرف على ثقافات الآخرين، واشخاص من بلدان أخرى، ايضاً يتمثل الدور الإيجابي لهذه المواقع في حياتي الشباب، بتوفير فرص عمل لهم عبر الانترنت وفقاً لما يناسبهم، وإمكانية التعبير عن انفسهم بالطريقة التي يفضلونها، ولا يقتصر الأمر على هذه النقاط بل هناك العديد من الإيجابيات التي أنطوت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالنظر للجانب المظلم لمواقع التواصل الاجتماعي، نرى الجانب السلبي منها والذي زاد بشكل كبير وفعلي في السنوات الأخيرة، في ظل الاستخدام المفرط لها، حيث أظهرت الدراسات وجود علاقة كبيرة بين الاستخدام الزائد والمستمر لمواقع التواصل الاجتماعي والاكتئاب، فهناك رابط كبير بين استخدام هذه المواقع المفرط مع الاكتئاب حيث يجعل الجهاز العصبي في حالة تأهب للقتال الدائم والجدال او الهروب، الأمر الذي يزيد من  اضطرابات الحركة ونقص التركيز والاكتئاب والمعارضة الدائمة، بالإضافة لمحاولة تقليد ما يرونه على السوشيال ميديا سواء كانت فكار تناسبهم ام لا او ما يمكننا تسميته بالتقليد الأعمي من أغاني وملبس وحتى المأكل والمشرب، والرغبة في السفر، والحصول على كل شيء، والذي قد لا يكون حقيقي وربما زائف، وقد يتعدى الامر لأن يتم النقاش بالمعتقدات الدينية والأفكار، فنجد كبار الشخصيات يناقشون في هذه الأمور بثقة تامة، غير آبهين بإمكانية رفضها من قبل البعض، ولكن نجد ان ذلك قد يؤثر على فكر من يتابعوه سواء كانوا يتبعوا معتقده ام لا، الأمر الذي يشكل جدلاً كبيراً وتأثيراً واضحاً على أفكار وآراء الشباب.
لم يقف تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب بل أثر على المجتمع ككل، فظهرت هذه الآثار جلية وواضحة حتى على العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، فعلى الرغم من ان لها تأثير إيجابي نوعاً ما مثل إيجاد وسيلة للتواصل بين افراد الاسرة المسافرين او المغتربين، ولكن التأثير السلبي كان له الدور الأكبر، حيث قللت وسائل التواصل الاجتماعي التواصل الحقيقي والفعلي بين أفراد الأسرة الواحدة في البيت الواحد، فسببت الانطوائية بين افراد الاسرة خاصة المراهقين منهم، وإدمان الانترنت فتجد ان بعض افراد الاسرة يستخدمون الانترنت ويتواصلون مع الآخرين أكثر مما يتواصلون مع افراد اسرتهم، بالإضافة لتدني المستوى الدراسي والفشل الدراسي نتيجة للاستخدام المفرط للإنترنت واهمال الدراسة، ولم يقف الأمر عند هذه السلبيات بل قد يتطور لان يجعل الافراد المفرطين في استخدام الانترنت ذو طباع وعادات سيئة بفعل ما يشاهدونه على الانترنت التي تكون احياناً بلا رقابة من الوالدين، ولا ننسى انه قد يؤثر بشكل كارثي على جميع افراد الاسرة فقد يكون كل من يستخدم الانترنت معرض لسرقة بياناته الخاصة والتي قد تعرضه للابتزاز الالكتروني والتهديد، ما قد يجره لفعل أمور سيئة خوفاً من النتائج في غياب التوجيه والرقابة الاسرية الصحيحة، حيث أثبتت الدراسات انه على الأقل4 اسر من بين  6 يتعرض بعض افراداها للابتزاز الالكتروني.
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين
تعتبر فترة المراهقة من اكثر الفترات حساسية وتأثيراً على الفرد، فيمر بها بتغيرات فيسيولوجية ونفسية وكلية تأثر به وبشخصيته وبتشكيلها، لذلك وجب توفير جو أسري مناسب للمراهقين لما له من دور كبير في تشكيل شخصيته وتنميتها، وفي الجانب الآخر مراعاة الظروف التي يمر بها واعطائه مساحته الخاصة ولكن بحدود ويجب ان تكون الحدود أكثر ما يكون على استخدام الانترنت، لما له من تأثير كبير جداً في بلورة شخصية المراهق والتأثير عليها وخاصة بالسلب اذا ما زاد استخدامه عن الحد.
وتؤكد الدراسات ان هناك علاقة وثيقة بين استخدام المراهقين للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الكبير و زيادة الاكتئاب والقلق لديهم، حيث تظهر الدراسات ان هناك تأثير واضح بالتأثير على صحتهم العقلية، ففي دراسة أجريت على مجموعة من المراهقين الذي تتراوح أعمارهم ما بين 14و17 ممن يستخدمون الانترنت ما يزيد عن 7 ساعات في اليوم فهم معرضون اكثر للأمراض العقلية والاكتئاب القلق والمشاكل السلوكية والنفسية المختلفة، ويجب ان تتم معالجتهم، بينما تقل المشاكل عند من تقل عدد ساعات استخدامهم للإنترنت.
يعتبر الأطفال من الفئات الحساسة التي تتأثر بأي شيء من الممكن ان تراه او تسمعه، ففي هذه المرحلة تتم بلورة شخصيتهم وافكارهم وكل طباع حياتهم القادمة، لذا كان لابد من الاهتمام بها اهتمام شديد من قبل الأهل وكل من له دور في تكوين شخصية الطفل في هذه المرحلة مثل المدرسة، ولعل لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير كبير عليهم فتارة يكون إيجابي وأخرى سلبي، حيث تتمثل الإيجابيات في استخدام السوشيال ميديا للطفل في حال تم مراقبته اثناء استخدامه لها فيما يلي:
  • يساهم استخدام الانترنت للأطفال والسوشيال ميديا في حال كان استخدام جيد يحسن من آرائهم وافكارهم ويصقل مهاراتهم في التواصل.
  • يزيد من إمكانية تواصلهم مع العائلة.
  • يساهم الانترنت عموما ومواقع التواصل الاجتماعي بالأخص على تطوير تطبيقهم للتكنولوجيا وزيادة المهارات التقنية والعملية.
  • توفر للأطفال مساحة للحرية في التعبير عن الراي والنفس.
اما الجانب السلبي فربما يكون تأثيره اشد وأكبر على الطفل وسلوكياته وتشكل طريقة حياته خاصة أنه في مرحلة حرجة من حياته فلا يستطيع ان يميز الخير من الشر والجيد من السيئ، فيستطيع أي شخص ان يؤثر به، ويمكن ان يقلد أي شيء يراه او يسمعه دون ان يفهم اذا ما كان صحيح ام خاطئ، وتتمثل سلبيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الاطفال في:
  • قد يقع الأطفال نتيجة للاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي ضحية للابتزاز الالكتروني والذي قد يجرهم لافعال خطيرة وقد تكون مميتة، فقد يدفعهم للانتحار نتيجة لذلك، وتؤكد الدراسات ان 6 من بين 10 أطفال يستخدمون الانترنت بدون رقابة أهلهم قد يتعرضوا للابتزاز الالكتروني، ما يشكل خطراً حقيقياً وكارثياً، اذا لم يكن بإشراف الاهل ومراقبتهم خاصة للأطفال.
  • قد يؤثر استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل الدراسي للأطفال، ما قد يجرهم للفشل الدراسي او تدني مستواهم الدراسي بشكل عام، الذي يعتبر مشكلة حقيقية.
  • يعتبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال مضيعة للوقت، ففي حين انه من الممكن ان يقوموا بممارسة الرياضة او الرسم، او اللعب مع الأصدقاء، او أي أنشطة تنمي من قدراتهم ومواهبهم وصحتهم العقلية والجسدية يستخدموا الانترنت في أشياء لا طائل منها.
  • قد يؤثر استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على إصابة الطفل بأمراض نفسية خطيرة، منها التوحد او الاكتئاب، او الانطوائية وغيرها من المشاكل التي قد يصعب علاجها لاحقاً.
  • قد يكون استخدام الطفل للإنترنت مضراً فعلاً، فقد يدخل لمواقع سيئة وضارة تؤثر على أفكاره وسلوكياته التي تكون طور التشكل في هذه المرحلة.
يمكننا ان نقول ان مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فمن جانب لها العديد من الإيجابيات التي تعتبر مزايا رائعة وتوفر الكثير على الانسان، ومن جانب آخر فقد تكون لها سلبيات أيضاً والتي قد تؤدي لنتائج خطيرة، ومن أهم إيجابيات السوشيال ميديا ما يلي:
  • يمكنك ان تعرف اخبار العالم أجمع وانت تجلس في مكانك بكل سهولة ودون البحث كثيراً، تطبيقاً لعبارة جعل العالم قرية صغيرة.
  • إمكانية التسوق والتبضع والحصول على ما تريد من منتجات بالإضافة لسهولة الترويج لكافة منتجاتك التي تريد بيعها على الانترنت او مواقع التواصل الاجتماعي.
  • التواصل مع الأقارب والمعارف والأصدقاء في أي وقت ومكان طالما انك متصل بالإنترنت.
  • تساعد في عملية التعليم والتعلم، ولاحظنا أهميتها بشكل كبير في ظل جائحة كورونا حيث كان التعليم بأكمله عن بعد، وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دور مهم جداً.
  • البحث عن فرص العمل المناسبة، من خلال البحث ومتابعة مواقع وحسابات التوظيف المختلفة
سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي
في ظل الاستخدام الكبير للسوشيال ميديا، والذي شجع ذلك تطور الأجهزة والهواتف الذكية التي تساعد في استخدام الانترنت بشكل كبير وتسهل على الجميع استخدام في كل وقت ومكان وزمان دون أي قيود او حدود، وبالتأكيد فإن لكل ذلك أضرار وسلبيات كثيرة وعديدة، ومن ابرزها:
  • المشاكل و الأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب، والأرق، والعزلة الاجتماعية، والانطوائية..الخ
  • يؤثر استخدام السوشيال ميديا على قلة الإنتاج في العمل بشكل واضح وكبير، من خلال اللهو على هذه المواقع واضاعة الوقت في التواصل مع الأصدقاء وغيرهم ونسيان العمل.
  • بالإضافة لانها تؤثر على الصحة الجسدية للإنسان، من خلال التأثير على الجهاز المناعي للإنسان، ففي دراسة لجامعة ميلان الإيطالية أكدت فيها ان قضاء اكثر من 14 ساعة يومياً يؤثر سلبياً على صحة الانسان فقد يسبب في ارتفاع ضغط الدم.
  • التأثير العام على مزاج الانسان، من خلال ما يراه ويقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي والتي قد تسبب له تغيرات وتقلبات في حالته المزاجية.
  • نشر الأخبار الكاذبة والزائفة.
  • تنتهك مواقع التواصل الاجتماعي خصوصية مستخدميها، من خلال السماح لهم بمشاركة صرهم وفيديوهاتهم، بالإضافة لإتاحة الوصول للموقع الجغرافي GPS.
  • عرض مواد غير أخلاقية واباحية، بغض النظر عن سن المستخدم، الأمر الذي قد يكون خطر بالنسبة لاستخدام الأطفال او المراهقين.
ما أن للسوشيال ميديا تأثير واضح على أغلب مناحي ومجالات الحياة التي نعيشها اليوم، فالأمر منطبق على التحصيل الدراسي للطلبة، فأكدت الدراسات ان هناك علاقة وطيدة بين استخدام السوشال ميديا وتدنى التحصيل الدراسي، فكلما زاد استخدام هذه المواقع زاد بدوره تدني التحصيل الدراسي للطلبة، نظراً لانشغال عقل الطلبة في هذه المواقع، والتأثير على وقتهم بشكل كبير، بالإضافة للتأثير على الصحة العقلية التي تلعب دور مهم في التحصيل الدراسي وتدنيه بشكل واضح وملموس.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 106 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2024 بواسطة akherkalam

موقع اخر كلام

akherkalam
موقع اخر كلام صحافة حرة والخبر فور حدوثة رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير :محمد الصبروت /ت 01225288308-01004211282 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

298,851