تقرير د/ ايمان الشربينى 

نعيش فى هذه الفترة مرحلة متغيرة على مصرنا الحبيبة وعلى اخلاقنا التى تعودنا وتربينا علليها منذ سنوات عديدة باحترام الكصغير للكبير واحترام الابناء للأباء واحترام الاخ لأخية لكن اصبحنا فى مهب الريح من خلال ما طرأ على المجتمع من تغيرات نتيجة المسلسلات والافلام ووسائل التواصل الاجتماعى والاغانى السوقية والعديد من الاسبا الاخرى وكان المجتمع المصري حتى وقت ليس ببعيد متمسكًا بالقيم المجتمعية والدينية، ومنها احترام الكبير، والعطف على الصغير، والنخوة، والشرف، واحترام الكلمة، والإيمان بالمساواة، والعدالة الاجتماعية، وغيرها من الفضائل التى كانت تزيد أبناء المجتمع تماسكًا وثقة بالنفس، وتوفر لديهم الإحساس بالطمأنينة والأمن.. ولكن ولأسباب كثيرة، حدث الخلل في منظومة القيم الأخلاقية المصرية، بل يجوز لنا أن نقول إن تلك الأخلاق قد انهارت بالفعل، ولم يصبح لها وجود، خاصة مع منتصف القرن الماضى.

إن من أبرز هذه الأسباب التراجع الحاد في الكثير من القيم؛ مثل قيمة العلم، وقيمة العمل، وقيمة التدين، وقيمة الوقت وقيمة الأمانة، ومن أهمها غياب دور الأسرة، خاصة فى الاهتمام بالتنشئة الصحيحة، ومراقبة الأبناء، وغرس القيم الدينية والخلقية، وانشغالها بالبحث عن لقمة العيش، وترك الأطفال فريسة لوسائل التواصل الاجتماعي، والذي اعتبره "اللص الخفي"، والتوغل داخل عالم افتراضي يستلقون منه قيمًا منهارة وفاسدة، فقد ساعدت تلك التكنولوجية على عزل الأبناء عن آباءهم، بالإضافة إلى أصدقاء السوء.

كما أن غياب دور المدرسة في التربية والتعليم الصحيح، وانحصار المدرس في البحث عن الدروس الخصوصية، وتحويل منظومة التعليم إلى منظومة اقتصادية بحتة، أفقدت الطالب احترامه للمدرس والمدرسة، وشعر وكأنه يمتلكه بفلوسه، فقد تخلت وزارة التعليم منذ فترة من الزمن عن دورها الأساسي والأول وهو التربية، وظلت على التعليم حتى انهار تمامًا، ولا يوجد لدينا لا تربية ولا تعليم.

 بالإضافة إلى انهيار المنظومة الأخلاقية، والذي تقوم به وسائل الإعلام، والتي تميزت في بث القيم المنهارة والبرامج غير الأخلاقية من خلال المسلسلات والأفلام، والتركيز على تجارة المخدرات والجنس غير الشرعي والترويج لسلوكيات فاسدة برغم من أن دورها أساسي ومكمل للأسرة والمدرسة.

أن دور العبادة لها أهمية كبيرة جدًا، من حيث تقويم سلوك الناس، وكيفية حسن المعاملة، وتقبل الآخر والاختلاف معه ثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا، وبث روح الأمانة والانتماء للأسرة والمجتمع والدولة، وعدم الغش، والمشاركة الاجتماعية والتكافل والتطوع ومساعدة المحتاج، ولكنها للأسف أصبح دورها تلقينيًا فقط، ولتك الأسباب هدمت الثوابت المصرية وأفقدتهم الثقة في بعضهم بعضًا.

 أن هناك عدة أسباب جعلت القيم الأخلاقية تنهار داخل المجتمع المصري، وعلى الرغم من وجود أديان تنظم تلك القيم فإننا تركناها ولم نتعامل بها وهناك دول لم تتدين بأي أديان، ولأنها تتعامل بروح الدين فتتقدم وتزدهر ونحن نتراجع، ومن تلك الأسباب غياب القدوة داخل الأسرة ثم المدرسة، ثم دور العبادة، ثم وسائل الإعلام فتنهار المنظومة بأكملها.

 أن منظومة القيم لابد أن تبدأ داخل المدرسة وتؤكد عليها الأسرة، ثم يأتي دور وسائل الإعلام الهادفة، ويليها دور العبادة، ولابد من اختيار خطيب المسجد على أساس ثقافي وتعليمي،  كبير ويكون مؤهلًا لمخاطبة جموع المصلين، والذين تختلف ثقافتهم ومستوى تعليمهم، لافتا إلى أن الخطيب لابد أن تحتوي خطبته على القيم الإنسانية واحترام الآخر، واحترام ممتلكات الآخرين، وحسن معاملة الجار، والعديد من مكارم الأخلاق حتى نعود إلى سابق عهدنا.

 أن مشكلة الإنسان المصري تكمن في شعوره الدائم بالظلم؛ بداية من الأسرة، وحتى المجتمع الخارجي كله، والمتمثل في العمل، وصولًا إلى إحساسه بالظلم الواقع عليه من الحكومات المتعاقبة السابقة، ولذلك المجتمع المصري لن ينجح إلا إذا انخرط في عمل جماعي، وابتعد عن العمل الفردي.

  أن بداية انهيار القيم الأخلاقية تبدأ من الأسرة والتعليم، كما يعود للانهيار الثقافي الذي يعاني منه المجتمع المصري منذ أكثر من ثلاثة عقود، مشيرًا إلي أن السمة الأساسية التي أصبحت تسيطر على الشعب المصري هي اللامبالاة، والتي جعلت المواطن يقف موقف المتفرج عند حدوث أي موقف سلبي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 319 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2023 بواسطة akherkalam

موقع اخر كلام

akherkalam
موقع اخر كلام صحافة حرة والخبر فور حدوثة رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير :محمد الصبروت /ت 01225288308-01004211282 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

308,226