الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فدائما مايردني هذا السؤال من العامة عند بدء رمضان واستفتاح الصيام وجواباً للسؤال:
أقول أن هناك أربعة وسائل تعين على تحقيق الإستفادة من الصيام وهي كالتالي:


أولا/المكوث في المساجد
ومن أجل هذا كان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد، يقولون: نحفظ صيامنا.
وفوائد المكوث في المساجد كثيرة معلومة خاصة في هذا الموسم الفضيل ومن أجل الفوائد حفظ الصيام من الجرح والتنغيص ،والتفرغ للعبادة والطاعة بعيدا عن العلائق والخلائق

ثانيا/ الحذر من مكدرات الصيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :
من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) رواه البخاري
واعلم يارعاك الله أن مما بليت به أمة الإسلام في هذه الأزمنة المتأخرة مايسمى بالقنوات الفضائية أو الأطباق الهوائية وأقسم بالله_يمينا لا أحنث فيه_أن من يتابع قنوات الفساد والمجون ويهدر وقته في ملاحقة المسلسلات الهابطة من محطة لأخرى أنه لن يستفيد من رمضان البتة
وقد بلغني أن عدد المسلسلات العربية الجديدة التي ستعرض هذا العام على الشاشات قد نيف على المائة والله المستعان .
فاحرص ايها الأخ الكريم على صيانة صيامك وحفظ حسناتك
واعلم أيها الأخ الكريم أن من حفظ هذه الاربعة فقد أحرز دينه:
اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات فتنبه لها جيداً..

ثالثاً/اجتنب الفضول.
وأعني به هنا القدر الزائد عن الحاجة من المباحات فإن كثرة فضول المباحات تقسي القلب وتبلد الذهن وتثقل البدن وكن على حذر شديد من فضول أربعة أمور:
النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس، فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة

رابعاً/التخطيط والترتيب.
فالذي يعمل بدون تخطيط يكل والذي يجتهد بدون ترتيب يمل فضع لنفسك وردا يوميا في التلاوة والصدقة وسائر الطاعات ففي القرآن مثلاً يكون لك حزب يومي مقدراه على حسب همتك(لكن لا ينبغي أن يقل في الشهر الفضيل عن ثلاثة أجزاء يوميا) وفي الصدقة مثلاً تلزم نفسك بميلغ ثابت يوميا يناسب دخلك ولا يرهق جيبك وأذكر أحد الأفاضل عندما أقبل رمضان أحضر من المصرف 150 ريالاً فئة خمسة ريالات ليتصدق كل يوم بخمسة فقط فقلت له يافلان تصدق بها كلها دفعة واحدة فقال: لا .. بل أتعرض لنفحات الله كل ليلة في هذا الشهر الفضيل.

فمع إطلالة شهر الخير والبركات ، والبر والرحمات ، يحس المسلم برغبة في الطاعة ، وعزيمة على العبادة ، وسريعا تمر الساعات ثم الأيام والأسابيع ، وينقضي الموسم الكريم ، وحينما يراجع الواحد منا حسابه ، يجد أن استثماره في ذلك الموسم إنما هو شيء قليل ، لا يقارن بما في شهر رمضان من الفرص والنفحات ، وهذا التفريط يعود إلى أسباب كثيرة ، منها : قلة التخطيط والإعداد المسبق ، وعدم واختيار النوافل التي تناسب الشخص ويستطيعها ،
وهذا البرنامج ؛ مثال يقرب ويوضح ، أهمية التخطيط والاستعداد ، وتحويل العواطف إلى برامج وأعمال ، هادفة ونافعة 0
1- شهر القرآن : ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن 000))
مع الحرص على تلاوته وختمه أكثر من مرة ،
أ‌- العناية بتدبر ه وفهمه ، و ذلك بقراءة تفسيره ،وليكن على مراحل ، فهذا العام ، يقرأ : ربع يس ، من تفسير ابن كثير أو أيسر التفاسير أو تفسير ابن سعدي –مثلا-.
ب‌- الحفظ ، اختر سورا معينة ،-وليكن هذا العام- مما ورد الحث على حفظها ،
ك : سور : الكهف والواقعة والملك ... ،
ج- مراجعة ما تحفظه 0
د- تصحيح القراءة ، ضع وقتا معينا للقراءة على من يصحح لك ، أو لاستماع الأشرطة المجودة .
هـ- إقامة حلقة قرآنية أسبوعية ، داخل المنزل ، يشترك فيها الجميع .
و-دعم جمعيات تحفيظ القرآن ، ماديا ومعنويا .
ز- اضبط الراديو في سيارتك ، على إذاعة القرآن الكريم .

2- شهر الجود : (( كان رسو ل الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ...))
أ‌- تعويد النفس على إخراج صدقة ولو يسيرة يوميا.
ب‌- زيارة مبرة أو مؤسسة خيرية ، للوقوف والاطلاع على حجم الحاجة ، وأثر التبرعات والصدقات .
ج- تبني أحد المشاريع الخيرية ؛بالتبرع له –قدر الاستطاعة- ، والمساهمة في الدعاية له ؛وجمع التبرعات .

3- شهر القيام ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))
أ‌- احرص على إتمام الصلاة مع الإمام (( من قام مع إمامه حتى ينصرف ، كتب له قيام ليلة .))
ب‌- العزم على قيام ليالي الشهر كلها .
ج- إذا عاقك عائق عن القيام مع الإمام ، أو الإكمال معه ، فلا أقل من ثلاث ركعات تؤديها قبيل الفجر .

4-((من فطر صائما كان له مثل أجره .. ))
أ‌- حدد عددا من الصوام ، تستضيفهم على مائدتك ، بما يحقق لك الأجر ، ولا يشق على أهلك التكلف لهم .
ب‌- خير هدية تقدمها لمن تحب –سواء من الأحياء أو الأموات – أن تجعله ينال ثواب صيام رمضان ، شارك في مشاريع تفطير الصائمين –في الداخل أو الخارج –عن نفسك أو عن من تحب .

5- شهر الدعاء : (( ثلاثة لا ترد دعوتهم ، الصائم حتى يفطر ... ))
أ‌- قراءة كتاب ،من الكتب التي فيها أحكام الدعاء وآدابه ، والأدعية المناسبة ،وحفظ ما تيسر منها .
ب‌- المداومة على أذكار الصباح والمساء .
ج- حصر الأشياء المهمة ، التي ترغب في رفعها للعلي الكريم ، ك : صلاح النية والذرية ، والثبات على الدين ، ونصر الإسلام ، والدعاء للوالدين ...
د- الاجتهاد في العمل بالوصية النبوية (( لا يزال لسانك رطبا بذكر الله . ))

6- (( تسحروا فإن في السحور بركة ))
أ‌- احرص على السحور يوميا، وأن يكون في وقت السحر ، لا في منتصف الليل .
ب‌- اكتب فوائد السحور في ورقة ، تضعها قرب فراشك ، ومن تلك الفوائد : اتباع السنة- حصول البركة التي وعد بها الرسول صلى الله عليه وسلم – مخالفة اليهود – إدراك جزء من ثلث الليل الآخر ؛ والدعاء والاستغفار فيه مقبول –التبكير لصلاة الفجر ... ،
ج- التزم عدم الإكثار فيه من الطعام ؛خاصة الأطعمة الدسمة .

7- شهر التربية : ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ))
ب‌- تحديد ما تلحظه على نفسك من سلبيات – كالغضب ؛ أو الكبر ؛ أو الكذب أو العجلة000- وشهر من العلاج الإيماني كاف –بإذن لله- .
ت‌- اختر كتابا مناسبا –وليكن : تهذيب مدارج السالكين أو رياض الصالحين – واجعل له وقتا معينا للقراءة فيه ، وليكن قبيل النوم أو بعد الفجر .
ج-الاعتكاف في المسجد القريب ليلة ، أو أكثر –حسب ما تيسر – فالتخفف من الطعام و مخالطة الناس ، له أثر عظيم في صلاح القلب .
د- زيارة المقابر ،فيها تذكير للأحياء؛ ونفع للأموات  .
ه- سجل في مفكرتك أو في ورقة خارجية ، ما تلاحظه على نفسك ، من جوانب سلبية أو إيجابية ، وراجعها بعد رمضان ، ستكتشف أمورا مفيدة .

8- (( أياما معدودات ... ))
أ- التخفف من الأعمال غير المهمة –كدورية الزملاء مثلا- وتأجيل ما يحتمل التأجيل ، أو قضائها قبل رمضان .
ب- المال يعوض ، والوقت لا يعوض ، فلا تضع الليالي الشريفة ، في التنقل بين الأسواق ، بحثا عن الأرخص .
ج- ذكر نفسك ؛جد واجتهاد أصحاب المحلات والخياطين –مثلا- في استغلال ساعات بل دقائق هذا الموسم ،ومواصلتهم للعمل ، مع أنهم من أجل الدنيا يتعبون .
ه- إذا لم تستطع عمارة الوقت بالنافع ، فلا تعمل فيه بالباطل والضار ، وجلوسك في بيتك خير لك من مخالطة من تضرك مخالطته .

وأخيرا: على قدر أهل العزم تأتي العزائم
استعن بالله ولا تعجز ، وبه ثق وعليه توكل ، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله ، (( و لا تمنن تستكثر))
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح .

 

المصدر: عبدالله بن أحمد الحويل
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 340 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,868,118

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters