معظم النساء يخضعن انفسهن في مرحلة من مراحل حياتهن لنظام غذائي معين يتطلب شراء انواع معينة من الاغذية والفيتامينات من اجل الوصول الي الوزن المثالي.
فهل السمنة مرض حقيقي يستوجب العلاج أم انها فكرة وهمية نشأت حديثا، مع رغبة المرأة في الاستحواذ علي مظهر رائع الجمال؟
هناك وجهان لعملة السمنة، الاول انها مرض حقيقي يعاني منه الكثيرون من النساء والرجال معا، وانها ليست مرضا مقتصرا علي النساء فحسب، الوجه الثاني انها ايضا مرض وهمي تعاني منه المرأة في اوربا واميركا خاصة بسبب مطاردة حلم النحافة والرشاقة المقدم اليهن دائما من قبل اجهزة الاعلام وعروض الازياء والافلام السينمائية، لذلك يمكننا القول أن السمنة مرض حقيقي ووهم يدر الارباح الطائلة في آن واحد.
مرض السمنة
يصف الاطباء السمنة وزيادة الوزن احيانا بأنها حالة ذهنية بالاضافة إلي كونها زيادة حقيقية في الوزن، ولا يمكن اعتبارها مرضا الا عندما تتحول كمية المواد الدهنية المترسبة في انحاء الجسم الي خطر يهدد صحة الانسان.
وفي بريطانيا مثلا تشير الاحصائيات الرسمية الي ان 85% من النساء و 60% من الرجال يرغبون في فقدان كمية معينة من وزنهم وان ربع السكان يتبعون ريجيما غذائيا في مرحلة من مراحل حياتهم.
وتؤكد الاحصائيات بأن السمنة كمرض صفة حقيقية لامرأة واحدة من كل ثماني نساء ورجل واحد من كل 12 رجلا فقط في بريطانيا مما يعني ان خطر السمنة قليل نسبيا قياسا الي كثرة ما نقرأ عنها ووفرة المنتجات الغذائية المساعدة علي التنحيف الموجودة في الاسواق بالاضافة الي كميات الكتب المعنية بتقدير انواع الريجيم والمنشورة بمعدل كتاب في الاسبوع في اوروبا واميركا.
واذا ما القينا نظرة سريعة علي الوضع الغذائي في اميركا لوجدنا أن هناك 100 مليون بالغ يعانون من السمنة نصفهم يتبع ريجيما غذائياً معينا، وتبلغ الثروة الاقتصادية المصروفة علي حبوب واطعمة ومنتجات الريجيم 35 مليار دولار اميركي سنويا بالمقارنة مع ملياري جنيه استرليني سنويا في بريطانيا.
وتشير كل الدلائل بأن معدل السمنة في اميركا والدول الاوروبية قد ازداد بالمقارنة مع بداية القرن وان هذه الزيادة تقترب تدريجيا من البلدان الآسيوية وبقية انحاء العالم، ولاسباب عديدة وهي زيادة الرفاهية ومعدل دخل الفرد وقدرته علي شراء المنتجات الغذائية الغنية بالدهون والسكريات التي يتم الاعلان عنها بشكل صارخ بالاضافة الي ان متطلبات العمل اليومي لم تعد تتطلب جهدا جسديا وعضليا كبيرا.
المرأة والازياء والسمنة
ان مضار السمنة علي المدي البعيد جسيمة وتشكل خطراً حقيقا علي حياة الانسان والمرأة اكثر من الرجل معرضة لزيادة الوزن خاصة في مرحلة منتصف العمر وقائمة الامراض المرافقة للسمنة طويلة اهمها خطر الاصابة بأمراض القلب وزيادة نسبة الكولسترول في الدم وآلام المفاصل وقلة الحركة وارتفاع ضغط الدم.
وهي امراض خطرة تستدعي اتباع نظام غذائي صحي وايجاد علاج سريع وطويل المدي للمشكلة.
ولكن ماذا عن السمنة الوهمية؟ أي السمنة المتكونة كفكرة في عقل المرأة خاصة بسبب الصورة الاعلامية الجاهزة المرسومة عن عالم عارضات الازياء والنجمات وعدد قليل من سيدات المجتمع.
لقد بدأت موضة النحافة المفرطة منذ فترة الخمسينات عندما تألقت الممثلة اودري هيبورن بأدوارها علي الشاشة ورسخت صور المرأة النحيفة، الضعيفة التي تمنح الرجل الاحساس بالقوة والرغبة في حمايتها.
ثم حلت فترة الستينيات لتضيف عارضات الازياء بعدا جديدا الي مفهوم الاناقة الراقية فأصبحت الاناقة مرتبطة بقوام المرأة النحيفة وبقدرتها علي ارتداء الازياء الضيقة التي لا تدل علي وجود أي ترسبات دهنية زائدة.
منقول دون تعديل
نشرت فى 21 أكتوبر 2009
بواسطة ahmedelbebani
عدد زيارات الموقع
285,381
ساحة النقاش