يعرف التفكير البارانوي بأنه شعور الفرد بأنه مهدد بطريقة ما، مثل مراقبة الأشخاص له أو التصرف ضده، على الرغم من عدم وجود دليل على صحة ذلك، ويحدث لكثير من الناس في مرحلة ما، وحتى عندما يعلم الفرد أن مخاوفه لا تستند إلى الواقع فإنها يمكن أن تكون مزعجة إذا حدثت كثيرًا.
وتعتبر البارانويا أكثر أعراض الذهان شيوعًا، ولكن التفكير البارانوي يمكن أن تحدث لدى جميع الناس، وقد تحدث لدى جميع الناس بدرجة متفاوتة من التكرار والشدة والاستمتاع بها، ويمكن أن تتراوح البارانويا من مخاوف بسيطة بشأن نوايا الآخرين إلى معتقدات غير محتملة وغير مرنة بدرجة كافية لتصنيفها على أنها عرض نفسي، وعلى الأخص، على أنها وهم بارانوي، وأحد الافتراضات الضمنية حول البارانويا هو أنها تمثل إسناد مبالغ فيه أو كاذب للنوايا الضارة من الآخرين، ومع ذلك، ونظرًا لاستمرارية التفكير البارانوي، يمكن لتفسيراته أن تكون دقيقة، وفي بعض الأحيان ينبغي أن تكون دقيقة، على الرغم من أنها من المحتمل أن تكون غير دقيقة بشكل متزايد حيث يصبح التفكير البارانوي أكثر تعطيلًا ومن المحتمل أن يكون محورًا للقلق الإكلينيكي.
وتم في الكتيب الحالي تقنين مقياس "قرين" وآخرون للأفكار البارانوي Green, et al. Paranoid Thoughts Scale، وهو مقياس تقدير ذاتي 32 عبارة (Green et al., 2008) ومقياس "قرين" وآخرون للأفكار البارانوي المعدل Revised Green et al. Paranoid Thoughts Scale Freeman et al., 2021)) وهو مقياس تقدير ذاتي تكون من 18 عبارة، ومقياس البارانويا العام General Paranoia Scale (Fenigstein & Vanable, 1992)؛ وهو مقياس تقرير ذاتي تكون من 20 عبارة؛ كأدوات لقياس وتشخيص البارانويا والتعرف عليها، وتم تقنين المقايس على عينة مناسبة، وتم التحقق من خواصه السيكومترية، والتي أكدت صلاحية الاستخدام في مجال البحث والتشخيص والعلاج، كما تم في الكتيب الحالي تقديم إطار نظري عن البارانويا مرتبط بجوانب القياس والتشخيص ليكون دليل مصاحب مع المقياس.
ساحة النقاش