أنظار العالم.. تتجه نحو مصر لتأمين طاقة المستقبل.. فمع الإعلان عن المبادرات الدولية ورصد 550 مليار دولار لإنتاج الكهرباء النظيفة من شمس أفريقيا ونقلها إلي أوروبا كانت مصر هي بؤرة التحرك العالمي والمحطة الهامة لجولات وزيارات المسئولين المهتمين بهذه المبادرات.

 المبادرات الدولية لاستغلال شمس أفريقيا والتي تقودها ألمانيا وشركاتها أعطت مصر بعداً جديدا للقيام بدور هام في هذا المجال من خلال الزيارة التي قام بها وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني علي رأس وفد كبير من كبار المسئولين ببلاده وتم خلالها زيارة جنوب الوادي للتأكد من شدة السطوع والشمس بها.

 الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة قال إنه لا يمكن الحديث عن استغلال الطاقة الشمسية في أفريقيا دون ان يكون لمصر الدور الأساسي في ذلك لأسباب كثيرة ومتعددة تبدأ بكونها البلد صاحب الخبرة في هذا المجال من خلال تنفيذ أول محطة في أفريقيا لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بالكريمات.. لكونها الدولة المحورية التي تتوسط مشروعات الربط الكهربائي بين أفريقيا ودول المشرق والمغرب العربي والخليج وأوروبا..

 بالاضافة لتوافر الأراضي اللازمة لهذه المشروعات لكون 90% من مساحة مصر صحراوية وتوافر الشمس بساعات سطوع كبيرة طوال أيام السنة ووجود غاز طبيعي يمكن ان يتم به تنفيذ مشروعات الإنتاج المزدوج بحيث يتم تشغيل مشروعات انتاج الكهرباء نهاراً بالطاقة الشمسية وليلا بالغاز الطبيعي.

 مبادرة الشمس المتوسطية أكد يونس أن مبادرة المتوسط الشمسية إحدي المبادرات الدولية الهامة بالاضافة إلي مبادرة ت ديزني الأوروبية في المبادرة الأولي والتي تتم من خلال الاتحاد من أجل المتوسط والذي يترأسه مشاركة الرئيس مبارك والرئيس الفرنسي ساركوزي وتهدف هذه الخطة إلي التصدي إلي التحديات الكبيرة التي تشكلها الطاقة والتغيروهي ضمن 6 مبادرات للاتحاد وتهدف لانتاج 20 ألف ميجاوات من الطاقة الشمسية النظيفة وتهيئة بيئة قانونية وتنظيمية واقتصادية ومؤسسية للسماح بتطوير واسع النطاق للطاقة الشمسية والتكنولوجيات المرتبطة بها..

وكذلك دراسة إمكانيات التمويل والاستثمار وتشجيع تطوير خطوط الربط الكهربائي والتعاون التكنولوجي والحوار بين أصحاب المصلحة في الخطة. أشار الوزير إلي ان خطة المتوسط الشمسية تتضمن تطوير خطة رئيسية لتدفق استثمارات ضخمة من المفوضية الأوروبية وتنفيذ مشروع المساعدة الفنية بتمويل من الاتحاد الأوروبي ب5 ملايين يورو.

 5 مليارات يورو ل4 مشروعات ويؤكد الدكتور أكثم أبوالعلا وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة أن آلية تسهيل الاستثمارات بالاتحاد من أجل المتوسط وافقت علي تسهيل الاستثمار في بلدان جنوب الحوض بقيمة 5 مليارات يورو لتنفيذ 4 مشروعات مرتبطة بالطاقة الشمسية وذلك تنفيذاً لخطط دول الاتحاد الأوروبي لتوفير 20% من اجمالي استهلاك الطاقة بالقارة عن طريق المصادر المتجددة والنظيفة خاصة الطاقة الشمسية خلال ل40 عاماً القادمة..

مشيراً إلي ان هذه المبادرة تسير جنباً مع مبادرة وزرتيك التي تصل اجمالي الاستثمارات المخصصة لها 400 ألمانيا..

وكوم أمبو قال إن مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي أكد ان دول الاتحاد سوف تستورد أول شحنة من الطاقة المنتجة من الشمس من دول شمال افريقيا خلال السنوات الخمس القادمة من خلال تدعيمه لتنفيذ سلسلة من مشروعات تحويل الطاقة الشمسية إلي كهرباء..

 مشيراً إلي ان المانيا وعدت من خلال زيارة وزيرها الأسبوع الماضي للمساهمة بفاعلية في توفير التمويل اللازم لإنشاء محطة كوم امبو الشمسية طاقة 150 ميجاوات والبالغ اجمالي استثماراتها حوالي 500 مليون دولار.

 اضاف أن المبادرات الأوروبية لاستغلال الطاقة الشمسية في افريقيا والشرق الأوسط تؤكد ان هذه الدول اصبحت تعطي المنطقة اهتماماً متزايداً لاستغلال الامكانيات العالية المتوافرة بها. يؤكد جيرهارد كنيز مدير مشروع وزرتيك العملاق ان سكان العالم سيبلغون 10 مليارات إنسان ولا يمكن للعالم استيعاب هذا العدد إلا إذا تغير مصدر الطاقة من الاعتماد علي الوقود الاحفوري إلي الطاقة الشمسية..

وان الصحراء هي الوحيدة التي يمكنها تزويد العالم بهذه الطاقة وهي موجودة في العالم العربي وإفريقيا.. وان الصحراء تستقبل خلال 6 ساعات من سطوح الشمس مايكفي استهلاك العالم لمدة عام وان مساحة 1% فقط من الصحراء الكبري تكفي لتزويد العالم بالطاقة المتجددة.

 اضاف بأن المشروع يستهدف تزويد أوروبا والشرق الأوسط بالطاقة الكهربائية من خلال بناء سلسلة من محطات توليد الطاقة الشمسية العملاقة وشبكات هائلة لنقل الكهرباء من خلال كابلات عالية التقنية وبمعدلات فقد قليلة ويتم ذلك من خلال تركيز الأشعة الشمسية لتوليد بخار من الزيوت لادارة التوربينات ويحقق ذلك امكانية تحلية مياه البحر.

 مبادرات نظرية أكد المهندس محمد موسي وكيل أول وزارة الكهرباء للتخطيط والمتابعة بأن المبادرات العالمية لاستغلال الطاقات الشمسية لم تتبلور بشكل كامل حاليا ومازالت في مراحل الاعداد والدراسة وهي مبادرات نظرية يشتد الحديث عنها مع ارتفاع اسعار الوقود الاحفوري ووجود أزمات فيه.

اضاف أن مصر عضو في ائتلاف هذه الدول لكن لم تشارك شركات مصرية بعد في ذلك نظراً للرسوم والاشتراك التي تصل لحوالي 120 ألف دولار سنوياً لأي شركة بينما تشارك شركات مغربية وجزائرية وتونسية وان استغلال هذه التكنولوجيات يتطلب 3 أمور أساسية في مقدمتها وجود تكنولوجيا رخيصة وهي مازالت غير متاحة ووجود طرق لتخزين الطاقة ومازالت الأبحاث تجري في هذا المجال ووجود شبكات نقل عملاقة..

 مشيراً إلي ان الأسعار المرتفعة للطاقة الشمسية مازالت أهم عائق لتطويرها وان مصر بما تملكه من مقومات خاصة في الساحل الشمالي يمكنها أن تلبي معظم احتياجات أوروبا بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي المصري.

 الكريمات.. الاستراتيجية المصرية ويؤكد المهندس عبدالرحمن صلاح الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة المتجددة ان الاستراتيجية المصرية لاستغلال طاقة الشمس هي نموذج عالمي من خلال محطة الكريمات أول المشروعات في المنطقة التي تنتج الكهرباء من الشمس بطاقة 140 ميجاوات وقد بدأت تجارب تشغيل هذه المحطة العملاقة الشهر الماضي وهي واحدة ضمن 4 محطات عالمية في هذا الشأن وتعمل بالوقود المزدوج غاز ليلا وشمس نهاراً مشيراً إلي ان اجمالي الطاقة الشمسية المنتجة عالمياً حاليا تبلغ أكثر من 500 ميجاوات عن طريق المركزات الشمسية بدرجات حرارة مابين 400 و1500 درجة.

 أشار إلي ان المحطة تبلغ استثماراتها 66.9 مليون دولار المكون الأجنبي للنظام الشمسي و175 مليون دولار للمكون الحراري.. بالاضافة إلي 188 مليون جنيه للمكون المحلي الشمسي و282 مليون جنيه للمكون الحراري المحلي. وقد حصلت مصر علي منحة تبلغ 50 مليون دولار من مرفق البيئة العالمي لدعم انشاء المحطة. قال إنه تم اختيار منطقة الكريمات لاقامة المحطة لأسباب متعددة في مقدمتها شدة السطوع الشمس المباشر الذي يصل إلي 2400 كيلو وات ساعة للمتر المربع سنوياً ووجود شبكة غاز وشبكة كهربائية عملاقة والقرب من مصدر المياه بنهر النيل ووجود الأراضي الصحراوية الشاسعة حيث يتم استخدام المركزات الشمسية التي تتطلب مساحات شاسعة من الأراضي.

خبرة وطنية أشار إلي ان المشروع يساهم في تكوين الكوادر الفنية الوطنية القادرة علي استيعاب هذه التقنية وتعميق الخبرة الوطنية من خلال نقل المعرفة والتكنولوجيا للتوسع في تنفيذ مشروعات التوليد الحراري للكهرباء واستغلال الثراء المصري في هذا المجال المتوقع اشتداد الطلب العالمي عليه..

كما تتوافر في مصر إمكانيات كبيرة لتصنيع مهامتها ومعداتها في مصر وتوفير فرص عمل كثيرة مشيراً إلي ان محطة الكريمات توفر وقودا بتروليا يبلغ 10 آلاف طن سنوياً بالاضافة إلي الانبعاثات البيئية الملوثة.

قال إن هناك استراتيجية مصرية كاملة لاستغلال الطاقة الشمسية ونشر محطات انتاج الكهرباء منها في مختلف انحاء الجمهورية حيث بدأت الاجراءات التنفيذية لانشاء محطة كوم امبو بطاقة 150 ميجاوات وبتكلفة 500 مليون دولار.. وكذلك انشاء محطة أخري بنظام الخلايا الفوتوفولطية بطاقة 20 ميجاوات. مليار يورو "550 مليار دولار". االمناخية في منطقة المتوسط والاتحاد الأوروبي