ضاقت
ضاقت عليَّ فجاءَ الموتُ بالكَفنِ
والهمُّ جُمِّعَ في صدري فمَزَّقَني
والقلبُ راحَ جريحًا طالبًا أملًا
فالخَطبُ حَطَّمَ ما أرجو وحطَّمَني
تَعيا الجبالُ إذا ما بُحتُ من كَمَدٍ
قد أشفقَت كَمَدًا ممّا يُزَلزلِني
وَعدُ الزَّمانِ بكَسري صادقٌ فكما
خَطَّ المُقدَّرَ من دَهرٍ فكسّرني
لا شيءَ يَنفعُ فيما جاءَ من قُبُلٍ
ما كنتُ أدفعهُ ظنًّا يُقَدِّمُني
أين الرِّفاقُ وعندي منهمُ أممٌ
أمّا الصّديقُ أعندَ الضّيقِ كذَّبني
أين الخليلُ فما أوفاهُ في كَلِمٍ
خَلّى المصيبةَ عندي كي تُكَلِّمَني
العُسرُ يَسَّرَ لي فهمًا بنازلةٍ
أنّ النّزيلَ بوقتِ اليُسرِ عَسَّرَني
ما كنتُ أحسَبُهُ فيما مضى عسلًا
فاليوم أعلمهُ باللَّسعِ عَلَّمني
مصطفى محمد كردي