تباعد
تباعدَ عنّي من أحبُّ وإنّهم
سوادُ عيوني بل سوادُ فؤاديا
ومثليَ لا يُقلى فحبِّي له الوفا
وإنّي على ذُلِّ البِعادِ مناديا
فيا أهلَ ودّي هل أموتُ بحسرةٍ
وعينيَ تهواكم وترجو تلاقيا
أسلِّمُ للأحبابِ روحي ومُنيتي
وأمدحُ منهم ما يُذَمُّ بواديا
وأطربُ من ذِكرِ الأحبّةِ حينما
يطيبُ لأهلِ اللّهوِ لهوًا مُدانيا
فذلكَ عيدي والرّبيعُ و بُغيَتي
فَمُت يا عذولًا خاويَ القلبِ صاديا
بلادُ حبيبي في بقاعٍ تَمزّقَت
وأمّا نحيبي من بلاءِ اغترابيا
وقد أغلقوا عنّا الحدودَ فأُغلِقَت
سماءُ رحيبٍ كان بالأمسِ صافيا
فهل يستجيبُ القُربُ يومًا لدعوةٍ
فقد سَمِعَ الصّخرُ الأصمُّ بُكائيا
فهذي جروحي والدّماءُ وحُرقتي
وكم من أنينٍ ماتَ في الصّمتِ راجيا
بلادي بها كلُّ البلابلِ جُمِّعَت
وزادَ بعادي من عظيمِ ابتلائيا
فليتَ الذي بالحربِ عادَ ولم يكن
رسولَ عذابٍ أو إلى البُغضِ داعيا
إذًا لاستراحَت من جحيمٍ ولوعةٍ
صدورُ الثكالى واليتامى بداريا
مصطفى محمد كردي