تغيبين عني
تغيب المواسمُ
يشحُب في ناظريّ الزمنْ
وتغدو سنيني شيخاً كسيحاً
يموت الربيع بدرب الشجنْ
ويصبح عمري بقايا سرابٍ
ويصبح ليلِي بطعم الشجونِ
وفوق الرموش يموت الوَسَنْ
تغيبين عني
فأغدو هزيلاً
كَسيرَ الجناح ِ هشيم الفَنَنْ
وتغرب عني جميع الشموس
وتعوِي الرياحُ
.. تمُوج البحارُ
.. تئِنُّ السفنْ
أضِلُّ الشطوطَ وأغدو شريداً
ويصرع قلبي صقيعُ الوَهَنْ
تغيبين عني
فتهرب مني جميع الفصول
وترحل عني جميعُ المدنْ
يصير الفضاء كَسَمِّ الخِياطِ
وتغدو حياتي سنيناً عِجافاً
وأغدو غريباً جفاهُ الوطنْ
(شعر /النخيلي محمود رفاعي)
(1/3/2016)