وزارة الزراعة و استصلاح الأراضى

مركز بحوث الصحراء

إدارة التدريب

 

إنتاج و زراعة النباتات الطبية و العطرية و طرق الأستخلاص الملائمةتحت ظروف الأراضى المستصلحة

 

 مقدمة:

       تعتبر النباتات الطبية و العطرية مجموعة من أقدم النباتات التى عرفها و إستخدمها الأنسان على مر العصور فى أغراض شتى فكان تارة يستخدمها كغذاء وأخرى كدواء وفى العصور الوسطى و الحديثة  ظهر جليا للعيان مدى أهمية هذه النباتات وتعددت إستخداماتها فبدأت تدخل فى بعض الصناعات الغذائية كمواد حافظة ومكسبات للطعم وفاتحات شهية وغيرها من الأستخدامات ذات الأهمية الأقتصادية وغيرها .

        ويطلق أسم الحبوب العطرية على مجموعة الحبوب التى تحتوى على زيوت طيارة و بشكل عام يعتبر أهم الأنواع التى تنتج بصورة إقتصادية فى مصر طبقا للمساحات المنزرعة منها  :

        الكزبرة - الكمون - الكراوية - الينسون - الشمر - حبة البركة .

        ونظرا لتناقص المساحات المتاحة لزراعة هذه النباتات فى مناطق الزراعات التقليدية فى الوادى و الدلتا بسبب المنافسة غير المتكافئة بين النباتات الطبيةو العطرية و المحاصيل الأستراتيجية مثل القمح و الخضر على الرغم من الطلب المتزايد عليها داخليا و خارجيا لذا كان لزاما علينا التفكير فى الخروج من الوادى الضيق الى مناطق أخرى أكثر إتساعا لزراعة هذه النباتات و تمثل ذلك فى زراعتها فى أراضى الأستصلاح و الأراضى الجديدة وذلك لما لهذه النباتات من مميزات حباها بها الله تتمثل فى قلة تكاليف عمليات إنتاجها ، سهولة معاملات ما بعد الحصاد نسبيا ، القابلية للتخزين لفترات طويلة نسبيا بالمقارنة بمحاصيل الخضر و الفاكهة ، وكذلك سهولة تسويقها محليا و عالميا .

        وفى هذه المحاضرة نتناول بعض هذه النباتات و التى تشمل نباتات الكمون - حبة البركة  (كمثال لنباتات الحبوب العطرية) - المغات ( كمثال لنباتات التى تستخدم جذورها) – النعناع - العتر( كمثال للنباتات التى تستخدم أوراقها – البابونج  - الكركديه ( كمثال للنباتات التى  تستخدم أجزائها الزهرية ) و التى  تم إجراء العديد من الدراسات عليها فى مناطق متعددة من الجمهورية حيث نعرض بعض نتائج هذه التجارب و أهم التوصيات الناتجة عنها ، كما نذكر بعض المعلومات الخاصة بهذه النباتات و التى تتعلق بالجوانب الزراعية و الأستخدامات و النواحى الأقتصادية لتكون بمثابة إطار عام يرشد كل من يريد أن يقوم بزراعة أو دراسة هذه النباتات وذلك دون الدخول فى تفصيلات علمية شديدة التعقيد لايتسير لها المجال.

        وفى النهاية نامل أن يحوز هذا الجهد المتواضع القبول كما ندعو الله العلى القدير أن يتقبل منا عملنا هذا الذى نقدمه ليكون خطوة على طريق تحويل اللون الأصفر الذى تكتسى به أغلب مساحات بلادنا الى لون أخضر . 

 

 


تعريف النبات الطبى:

       هو النبات الذى له أو لجزء من أجزائه تأثير طبى على الأنسان و يميزه عن النباتات الأخرى وجود مواد فعالة ذات تأثير فسيولوجى على الكائنات الحية.

 

تعريف النبات العطرى:

هو النبات الذى يحتوى فى جزء من أجزائه على زيت عطرى.

 

أساليب أنتاج النباتات الطبية:

أولا الأسلوب التقليدى:

وفيه يقوم المزارع بجميع عمليات الزراعة التقليدية كما يستخدم الأسمدة و المبيدات الكيماوية و كذلك يستخدم منظمات النمو الكيماوية.

                مميزاته: بسيط – سهل – قليل التكاليف.

                عيوبه: لا يصلح فى حالة طلب منتجات خالية من متبقيات المبيدات و الأسمدة للتصدير.      

 

 ثانيا أسلوب الزراعة الحيوية:

و فيه يقوم المزارع بجميع عمليات الزراعة التقليدية إلا أنه لا

يستخدم الأسمدة الكيماوية ويستعيض عنها باستخدام التسميد العضوى (بلدى -دواجن – ماشبة – أخضر) و الحيوى (مجموعة من السلالات البكتيرية تقوم بعدة وظائف مثل: تثبيت النيتروجين الجوى – تحليل الفوسفور – أفراز الأحماض – قتل مسببات الأمراض و غيرها) وكذلك لا يستخدم لمكافحة الآفات المبيدات الكيماوية و إنما يستخدم المواد الغير ملوثة للبيئة ذات الأصل العضوى مثل الكبريت بنوعيه (زراعى – ميكرونى) و الكائنات الحية مثل الخميرة الأعداء الحيوية و المفترسات مثل أسد المن و خنافس أبو العيد و طفيل التريكوجراما و بكتيريا

الباسلس و غيرها.

مميزاته: بسيط  - سهل – قليل التكاليف.

عيوبه: انخفاض المحصول فى السنوات الأولى لتطبيقه.

 

ثالثا أسلوب الزراعة العضوية:

و فيه يقوم المزارع بتسجيل مزرعته فى نطاق إحدى الشركات أو الأتحادات التى تتولى إرشاده لأساليب الأنتاج و الحصاد و التعبئة و غيرها كما تساعده فى تسويق المنتج نظير رسوم تسجيل و متابعة و أشراف يقوم بدفعها كما تقوم بمنحه شهادة تسجيل دولية لمزرعته.

                مميزاته: ضمان تسويق المنتج – تسجيل المزرعة دوليا .

                عيوبه: يتطلب بعض شروط خاصة مثل توافر رأس ماشية لكل فدان و وجود سور

أشجار يحيط بالمزرعة – مرور ثلاث أعوام على الأقل لا تستخدم فيها الأسمدة و المبيدات الكيماوية فى حالة الأراضى القديمة و ستة أشهر فى حالة الأراضى الجديدة.

 

محددات أنتاج النباتات الطبية و العطرية:

1-  الموقع الجغرافى: بعض النباتات تجود فى المناطق الحارة مثل الفانيليا – الكولا – الكينا و بعضها يجود فى المناطق الباردة مثل حشيشة الدينار – الزعفران – السحلب – الصنوبر.

2-  الأرتفاع عن سطح البحر: بعض النباتات تجود (تنتج مواد فعالة أكثر) عند زراعتها فى مناطق مرتفعة عن سطح البحر مثل البن و الشاى.

3-  نوعية التربة: تحدد نوعية التربة مدى نجاح زراعة نوع بها فمثلا لا ينصح بزراعة الديجيتالس و الصنوبر فى الأراضى الجيرية. و فى الأراضى الرملية تجود زراعة نباتات الحنضل و العرقسوس و بصل العنصل و الصبار. فى حين يفضل البلادونا و العتر و الحبوب العطرية الأراضى الطميية الخفيفة.

4-  ملوحة التربة و المياه: بعض النباتات تتحمل إلى حد ما ملوحة التربة و المياه مثل البابونج و الشمر و الكسبرة. و بعضها شديد الحساسية للأملاح مثل الريحان و النعناع.

5-  توافر مياه الرى: تتفاوت النباتات الطبية و العطرية فى إحتياجاتها المائية فبعضها يحتاج لكميات كبيرة من المياه مثل البردقوش (4240- 4625 م3/ف) و بعضها يحتاج كميات قليلة مثل الكسبرة (1105 – 1180 م3/ف).

6-  إنتشار الحشائش: تتأثر النباتات الطبية و العطرية بوجود نوعية و مدى إنتشار الحشائش فى التربة فلا ينصح مثلا بزراعة النعناع فى الأراضى التى تنتشر بها الحشائش و خاصة النجيل فى حين تتحمل بعض الأنواع الأخرى مثل الريحان وجود بعض الأنواع من الحشائش الحولية.

7-  فطريات التربة: لا ينصح بزراعة بعض الأنواع من النباتات الطبية مثل الكمون فى الأراضى الموبوئة بفطريات التربة و مسببات الذبول و من أهمها فطر الفيوزاريوم.

8-  توافر الأيدى العاملة: بعض النباتات يحتاج لتوافر أعداد كبيرة من الأيدى العاملة مثل البابونج و الكركديه و الزعفران. وفى حالة عدم توافرها لا ينصح بزراعة هذه النباتات.

9-  توافر الخبرة العملية: تحتاج النباتات الطبية و العطرية لتوافر خبرات خاصة بالزراعة و الجمع أو الحصاد و التجفيف و فى حالة نقص الخبرة فى أى من هذه العناصر يتاثر المحصول الناتج من حيث الكم و النوع.

10-  توفر رأس مال مناسب: لمواجهة النفقات الخاصة بالأنتاج و عمل المجففات و المخازن و غيرها.


أنتاج النباتات الطبية و العطرية:

        تعتبر النباتات الطبية و العطرية مجموعة من أقدم النباتات التى عرفها و إستخدمها الأنسان على مر العصور فى أغراض شتى فكان تارة يستخدمها كغذاء وأخرى كدواء وفى العصور الوسطى و الحديثة  ظهر جليا للعيان مدى أهمية هذه النباتات وتعددت إستخداماتها فبدأت تدخل فى بعض الصناعات الغذائية كمواد حافظة ومكسبات للطعم وفاتحات شهية وغيرها من الأستخدامات ذات الأهمية الأقتصادية وغيرها . ويطلق اسم مجموعة الحبوب العطرية على النباتات التى تنتج الحبوب التى تحتوى على زيوت طيارة و بشكل عام يعتبر أهم الأنواع التى تنتج بصورة إقتصادية فى مصر طبقا للمساحات المنزرعة منها  :

        الكزبرة - الكمون - الكراوية - الينسون - الشمر - حبة البركة .

        * ويطلق اسم الورقيات على مجموعة النباتات التى يكون الجزء الأقتصادى منها هو الأوراق أهم الأنواع التى تنتج بصورة إقتصادية فى مصر طبقا للمساحات المنزرعة منها  :

        البردقوش - العطر – النعناع - الريحان – الزعتر.

* ويطلق اسم مجموعة الزهور أو أجزائها على مجموعة النباتات التى يكون الجزء الأقتصادى منها هو الأزهار الكاملة أو أجزائها مثل البتلات أو السبلات و أهم الأنواع التى تنتج بصورة إقتصادية فى مصر طبقا للمساحات المنزرعة منها  :

        البابونج – الكركديه – القرطم - الأقحوان (الكلانديولا) – التاجيتس (القطيفة).

        * ويطلق اسم مجموعة الجذور على النباتات التى يكون الجزء الأقتصادى منها هو الجذور أو ما يشابهاه و أهم الأنواع التى تنتج بصورة إقتصادية فى مصر طبقا للمساحات المنزرعة منها  :

        المغات – العرقسوس.

        * ويطلق اسم مجموعة البذور الزيتية على النباتات التى يكون الجزء الأقتصادى منها هو البذور و أهم الأنواع التى تنتج بصورة إقتصادية فى مصر طبقا للمساحات المنزرعة منها  :

        القرطم – الخروع – الخردل .

- يلاحظ أن نباتات الطبية و العطرية  فى الأراضى الجديدة تشترك جميعها فى بعض الأشياء مثل إعداد الأرض للزراعة و طريقة الزراعة - إضافة السماد البلدى - الأفات والوقاية و المقاومة - طريقة الحصاد - معاملات ما بعد الحصاد . ولذلك سنقوم بأستعراضها قبل تناول كل محصول لتلافى تكرارها عند تناول كل محصول فيما بعد :

 

أولا إعداد الأرض للزراعة وطريقة الزراعة :

    يلاحظ أن طريقة الرى المتبعة تتحكم فى كل من طريقة إعداد الأرض للزراعة و كذلك طريقة الزراعة و يتضح ذلك مما يلى :

 

1- الحرث : يتم حرث الأرض جيدا  ويتم التخلص من مخلفات الحرث ( محصول سابق - حشائش).

- فى حالة إستخدام نظام الرى بالتنقيط :      

 - يراعى أن يتم الحرث فى إتجاه المحور الطولى (الضلع الأكبر للارض) و أن يكون عموديا على خط الرى الفرعى الذى سيتم تركيب الخراطيم الجانبية.

 

 2- إضافة السماد البلدى و الفوسفاتى :

- فى حالة إستخدام نظام الرى بالتنقيط :

-  يضاف السماد البلدى فى بطن الخط الناشىء عن الحرث بطريقة السر أو ينثر بعد خلطه بالسماد الفوسفاتى إذا كان سيضاف فى صورة صلبة على طول الخط - يتم تحديد أول و آخر الخط بعلامة واضحة (وتد مثلا) ثم يتم ردم الخط  مع مراعاة عدم إزالة العلامتين ، يتم فرد خراطيم الرى الجانبية بعد تركيب النقاطات عليها على المسافات الخاصة بكل محصول على ان يبدأ كل خط من إحدى العلامتين و ينتهى عند الاخرى - ويراعى أن يكون طول الخط و نوع النقاطات المستخدمة متماشيا مع ضغط المياه المنساب داخل شبكة الرى وليس أقل منه كما يجب أنتقاء أنواع جيدة من الخراطيم و النقاطات وكذلك إجراء عمليات الصيانة المستمرة للشبكات أثاء الزراعة و عقب جمع المحصول .

- فى حالة إستخدام نظام الرى بالرش أو الرى المحورى :

       - ينثر السماد البلدى بعد خلطه بالسماد الفوسفاتى المساحة المستهدف زراعتها - يتم التخطيط بالمعدل المتبع لكل محصول على حدة - يضاف السماد العضوى المتوافر بالمنطقة ( 30 متر مكعب فى حالة السماد البلدى العادى أو سماد الماشية بينما يكون المعدل 10 متر مكعب فى حالة سماد الدواجن و  10-15 متر مكعب فى حالة سماد الغنم).

 

3- الزراعة :

- فى حالة إستخدام نظام الرى بالتنقيط :

يتم إعطاء رية قبل الزراعة لتحديد مكان الزراعة (فى نطاق دائرة البلل للنقاط) ولتنشيط الكائنات الدقيقة لتبدأ عمليات تحليل السماد العضوى لتوفير أعلى معدل إستفادة منه و يراعى ان لا تزيد الفترة ما بين هذه الرية و الزراعة عن 24 ساعة  طبقا للأحوال الجوية السائدة ثم تتم الزراعة على المسافات الخاصة بكل محصول  . على أن تكون فى دائرة النشع أو البلل فى حالة إستخدام نظام الرى بالتنقيط .

- فى حالة إستخدام نظام الرى بالرش أو الرى المحورى :

تتم الزراعة على المسافات الخاصة بكل محصول على أن تكون فى الثلث العلوى من الخط فى حالة الزراعة على خطوط . و يتم وضع 4-5 بذرات بكل جورة ( مقدار ما يمسك بأصبعى السبابة و الأبهام البذرة) وتغطى الجور (بمثل حجم البذرة رمل ناعم) و تعطى رية الزراعة .

 

ثانيا أضافة الأسمدة:

تضاف الأسمدة بالكميات الموصى بها لكل محصول وفى الزواعيد المناسبة تبعا لاحتياجات كل محصول و كذلك تبعا لنوع التربة.

 

 

ثالثا الأفات و مقاومتها :

        أولا فى الحقل :

        1- الأفات الفطرية و البكتيرية :

                - أمراض و فطريات التربة التى تصيب البادرات أو النباتات الكبيرة :

 (مثل الفيوزاريوم -عفن الجذور - عفن الساق ) تتم مقاومتها بمعاملة البذرة قبل الزراعة بالمبيد الفطرى المناسب طبقا لتوصيات وزارة الزراعة  و بأتباع دورة زراعية مناسبة والزراعة فى الموعد المناسب (تأخير الزراعة فى الوجه البحرى ). 

        - اللفحة البكتيرية :

تعالج بالرش بأحد المبيدات المحتوية على أحد المركبات النحاسية الموصى بها .

        - البياض الدقيقى :

يتم رش النباتات بالمبيد الفطرى المناسب طبقا لتوصيات وزارة الزراعة  و العناية بالرى (أستخدام الكميات المناسبة دون أفراط) .

2- الآفات الحشرية :

        - المن :

        يتم ملاحظة الاصابة و التى تبدأ على أطراف الحقل ثم تبدا فى الأنتشار للداخل و يجب التعامل معها بالمبيد المناسب و بسرعة حيث أن المن سريع الأنتشار وقد  يؤدى تفشى الأصابة خاصة إذاكان ذلك فى وقت التزهير الى فقد جزء كبير من المحصول.

        -ذبابة الكريزانثيمم:

تصيب الأزهار فى الحق حيث تضع الأناث البيض على النورات فى الحقل ثم تفقس و تخرج اليرقات و تكمل الحشرة دورة حياتها فى المخزن أو أثناء النقل للتسويق.

 3- الحشائش : 

توجد العديد من أنواع الحشائش و التى تقاوم إما بأستخدام نظام المقاومة اليدوية أو بالمبيدات المناسبة طبقا لنوعها و حسب توصيات وزارة الزراعة

ثانيا آفات مابعد الحصاد :

        1- آفات حيوانية : مثل القوارض و الطيور . وتقاوم بأستخدام المصائد ووضع شبك على منافذ التهوية للمخازن .

        2- آفات فطرية : مثل فطريات و أعفان الحبوب المخزونة . و تقاوم بأستخدام العبوات المناسبة (أجولة خيش أو أجولة جوت ) و مراعاة توفير التهوية الجيدة للمخازن و تطهير المخازن عقب كل دورة تخزينية.

        3- آفات حشرية : مثل الخنافس : تقاوم بأستخدام المبيدات المناسبة طبقا لنوعها و حسب توصيات وزارة الزراعة .

- وبشكل عام يمكن التوصية بأتباع نظام المكافحة المتكاملة لتلافى الأصابة أو تقليل الأضرار الناجمة عنها إذا حدثت فعلا وكذلك أستعمال مبيدات آمنة بيئيا  .

 

الحصاد و معاملات ما بعد الحصاد:

       أولا الحصاد:

تعتبر عملية الحصاد هى العملية الأخيرة التى يقوم بها المنتج داخل الحقل و المحصول قائم ، و على جودة هذه العملية من حيث طريقة الأجراء و الموعد الذى تجرى فيه يتوقف جزء كبير من العائد المحقق من زراعة المحصول و فى حالة النباتات الطبية و العطرية تفتح عملية الحصاد أحد بابين إما الربح أو الخسارة و ذلك يتوقف على مدى دراية الشخص المسئول عن اتخاذ قرار الحصاد و بالتالى وضعت النقاط التالية ليتم الأسترشاد بها فى هذا الصدد .

1- تحديد الميعاد والطور الملائم للجمع.

2- الجمع بالطريقة الصحيحة.

أولا تحديد الميعاد والطور الملائم للجمع:

الطور الملائم :

 وهو الميعاد الذى تصل فية نسبة الزيت الطيار الى أقصاها من حيث الكمية والجودة. تختلف النباتات الطبية و العطرية تبعا للطور المناسب للجمع فهناك مثلا نباتات الحبوب العطرية يفضل جمعها عند مرحلة إكتمال النمو و لا ينتظر حتى مرحلة النضج الكامل حتى لا يفقد جزء كبير من المحصول أثناء الجمع و النقل لمكان معاملات ما بعد الحصاد ( الجرن أو محطة التجهيز) وعموما بالنسبة للنباتات العشبية يعتبر وصول النباتات الى مرحلة التزهير وتفتح البراعم الزهرية( 50%) موعدا مناسبا لقرط النباتات او جمع الأزهار، ويجب الا تترك النباتات حتى تدخل مرحلة تكوين الثمار والبذور لأن تكوين البذور يكون على حساب المركبات الطيارة الموجودة فى النبات عموما وفى الأزهار على وجه الخصوص و يوصى بأخذ عينة دورية لتقدير المادة الفعالة لتحديد أنسب موعد للحصاد.

 

وقت الجمع من النهار:

  بعض النباتات يتطلب جمعها أن يكون فى الليل أو الصباح الباكر وقبل ارتفاع درجة الحرارة وهذا يكون غالبا فى حالة الإزهار التى تحتوى على مركبات رهيفة مثل الياسمين حيث تجمع أزهاره من بعد منصف الليل و حتى طلوع الشمس  و بعضها مثل الريحان و العتر (العشبية) تحش فى الصباح الباكر و لا تحش فى الظهيرة (لتقليل الفقد فى الزيت) و بعضها يجمع بعد تطاير الندى كما فى حالة الحبوب العطرية.

ثانيا :طريقة الجمع و طبيعة النمو:

يؤخذ المحصول عن طريق القرط او الجمع ويتم القرط باستخدام آلات حادة حتى لا يؤثر ذلك على المحصول التالى كنتيجة لخلخلة المجموع الجذرى ، وفى حالة جمع الأزهار يراعى عدم الضغط على الأزهار (الياسمين) حتى لا تفقد الزيت الطيار أحيانا يجب ترك 5, سم من عنق الزهرة حتى لا تتفكك عند التجفيف(البابونج) ، كما يجب ترك جزء (كرسى) فى حالة النباتات العشبية مثل الريحان و العطر و غيرها للسماح للنبات بأن يجدد نموه لأنه لوحظ فى حالة عدم ترك هذا الجزء فشل النبات فى تجديد النمو فى أغلب الحالات و بالتالى فبدلا من أخذ 3-4 حشات مثلا نجد الفدان يعطى حشة واحدة فقط بالأضافة إلى أن الحشة الأولى غالبا ما تكون أقل الحشات من حيث المحصول.

       ثانيا معاملات ما بعد الحصاد:

تعتبر معاملات ما بعد الحصاد هى الخطوة النهائية فى رحلة المحصول و التى بدأت بالزراعة و أنتهت بالحصاد، و عليها و على درجة جوتها و دقة إجرائها تكون الصورة النهائية للمنتج عند تداوله فى السوق و ليس ببعيد عن الأذهان ما لهذه المعاملات من أهمية كبرى فى تحديد سعر المنج و بالتالى الربح الذى يمكن أن يتحقق عند إتباع كافة الأجراءات و اتخاذ كامل الأحتياطات لنصل بالمنتج إلى أفضل جودة مما يساهم فى تحقيق أعلى سعر ممكن و من ثم يعود بالربح الوفير على المنتج. 

فى هذه المرحلة تعامل النباتات بعد الجمع كالتالى:-

[ أ ] فى حالة النباتات او الأجزاء النباتية المحتوية على زيوت طيارة لا تفقد إذا تركت بدون تقطير فإنها تجفف وبعد التجفيف يمكن ان تقطر للحصول على الزيت الطيار أو تسوق بحالتها .

 [ب] فى حالة النباتات ( أو الأزهار ) المحتوية على زيوت طيارة يمكن أن تفقد أو تتغير مواصفاتها تنقل فورا إلي المصنع للتقطير أو الاستخلاص ويشترط أن يكون المصنع قريبا من منطقة الإنتاج.

وعلى ذلك تكون المعاملات التى يتم إجراؤها على النباتات بعد الجمع هى:-

  التجفيف- التقليب-التذرية و الغربلة – التدريج – التقييم – التعبئة – التخزين - الحصول على المادة الفعالة - التعبئة-التخزين. و قد تجرى كل هذه العمليات أو جزء منها بنفس الترتيب أو قد يتغير طبقا لرغبة كل منتج.

التجـفيـف :

 بوجه عام هو تقليل نسبة الرطوبة فى المادة النباتية حتى لاتكون عرضة للأصافبة بالفطريات التى قد تسبب العفن مما يقلل من قيمة المنتج.

 

الدراس أو التفصيص:

    عملية تجرى لفصل الثمار (الحبوب العطرية) أو الأوراق (الحناء) أو السبلات (الكركديه) عن باقى أجزاء النبات و تتم بالأيدى أو بالدق بالعصى على مسطاح نظيف مبلط من الأسمنت .

 

التقليــــب:

هى عملية تجرى بعد فصل الجزء الأقتصادى عن باقى أجزاء النبات لتوفير التهوية حتى لايحدث تعفن (لا تجرى فى حالة الأوراق حتى لا تتكسر و إنما يراعى التجفيف عن طريق و ضع الأوراق فى طبقات رقيقة).

 

التذريــــة و الغربلة:

    هما عمليتان تجريا بغرض فصل الشوائب التى قد تكون عالقة بالمحصول و تتم عملية التذرية عن طريق شوكة طويلة يرفع بها المحصول لأعلى فى تيار من الهواء و يترك ليسقط بتأثير الجاذبية الأرضية فيحمل الهواء بقايا المحصول التى تكون ذات و زن قليل نسبيا (القش) بعيدا و تسقط الحبوب الأثقل وزنا فيتم أستقبالها فى أجولة نظيفة. أما الغربلة فكما هو واضح من أسمها تتم بواسطة غرابيل خاصة يختلف قطر ثقوبها تبعا لنوع المحصول و درجة الجودة المطلوبة. و حاليا توجد ماكينات خاصة تقوم بالعمليتين معا.

 

التدريـــــج و التقييم:

عمليتان تجريا بغرض فصل المحصول لفئات مختلفة تبعا للحجم و الجودة و بالتالى السعر و هى تتم يدويا أو ميكانيكيا.

التـعـبـئـة:

التعبئة هى الخطوة التى تلى مرحلة التجفيف أو الاستخلاص فى النباتات الطبية و العطرية و هى تسبق التسويق أو التخزين و على ذلك فالاهتمام بهذه العملية يعتبر من الأهمية بمكان في إنتاج النباتات الطبية و العطرية حيث أن نوع العبوة وطريقة التعبئة ذات أثر هام فى تسويق المنتج النهائى ووصوله الى العميل فى أفضل صورة و أحسن مواصفات وسيقتصر الحديث عن تعبئة المنتجات الجافة .

و من المعروف أن المنتجات الجافة من النباتات الطبية و العطرية تكون اما على صورة أوراق سليمة أو مجروشة أو بذور أو جذور أو أزهار جافة.

 

و بشكل عام يمكن تلخيص ماسبق بالنسبة للنباتات الطبية كما يلى: 

1- فى حالة الحبوب العطرية:

        ا- يتم إجراء الحصاد عند وصول حوالى 50% من النباتات المنزرعة الى طور النضج و يعرف بتحول لون الثمار من اللون الخضر الداكن الى اللون الأخضر المصفر و يتم ذلك بتقليع النباتات باليد او بحشها بالمناجل فى الصباح الباكر وقبل تطاير الندى من على النباتات ، ثم تنقل الى مكان التجفيف لأستكمال باقى المعاملات .

ب- يتم وضع الحزم فى وضع  رأسى على مفارش بلاستيك أو أرض أسمنتية و تترك لتستكمل  

     جفافها و يراعى أن يكون المنشر نظيف .

ج- بعد جفاف النباتات يتم فصل الحبوب عن الأفرع عن طريق الطرق بجسم صلب ثم تجرى

   عمليتى التذرية و الغربلة للحصول على الحبوب فى صورة نقية ثم تعبأ فى أجولة من الخيش

   وتنقل للمخازن أو الاسواق.

 

 

1-  فى حالة النباتات الورقية:

ا- يتم إجراء حش النباتات عند بدء التزهير أو عند وصول حوالى 50% من الأزهار للطور الكامل التفتح بعد تطاير الندى من على النباتات ، ثم تترك فى الحقل 2-3 يوم فى حالة البردقوش و النعناع ثم  تنقل الى مكان التجفيف لأستكمال باقى المعاملات.

ب- يتم وضع النباتات فى طبقات غير سميكة على مناشر من الجريد أو أرض أسمنتية و تترك لتستكمل  جفافها و يراعى أن يكون المنشر

    نظيف خالى من الأتربة و مصادر التلوث الكيماوى و العضوى.

text-indent: 4.5pt; margin-top: 0in; m

المصدر: إعداد د ياسر عادل حنفى (باحث بقسم النباتات الطبية والعطرية)

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

633,029