هل الحبوب المصرية وعلى الآخص بذور الحلبة والبقوليات هى المسئولة عن الآصابة بالسلالة البكتيرية المعوية السامة (إى كولاى أتش 4) كما يدعى الغرب

إعداد

د/ أحمد أبو اليزيد عبد الحافظ

مدير مركز الدراسات والاستشارات الزراعية

جامعة عين شمس

=============================================

    ما زالت الأصوات تتعالى بخصوص  الحملة الظالمة وقرارات الحظر الآوربى على البذور المصرية  ،  حيث يتم سحبها من الآسواق لتوضع موضع الفحص والاتهام ، وتشمل أيضاً  بذور الحلبة التى تولى مستورد ألمانى  بأعادة  تصديرها إلى عدة دول أوربية. وتقوم هيئة سلامة الغذاء الآوربية حالياً ، بالتحذير من بذور الحلبة التى تم إستيرادها من مصر بين عام 2009 – 2011م واستخدموا مصطلح "ربما" أى إحتمال  عند توجية الآتهام إلى البذور المصرية وكذلك قررت روسيا حظر واردات البذور المصرية، أى أن الأمر لم يقتصر على الأتحاد الآوربى وقد شنت الصحف  الآسرائيلية وعلى الآخص صحيفة يديعوت أحرونوت حملة على الحلبة المصرية وأتهمتها بأنها مصدر الآصابة بالسلالة الشرسة (إى – كولاى أتش 4)  بأوربا  كما أن الولايات المتحدة الآمريكية قررت وضع الحلبة المصرية فى قائمة الواردات  التى يجب مراقبتها والتدقيق بفحصها قبل دخولها أى أن الآمر أصبح تكتل شبه عالمى للقضاء على سمعة الصادرات المصرية من الحبوب والبذور وعلى الآخص الحلبة وهذا أمر  خطير جداً. ويلاحظ أن هذا الآتهام ليس مدققاً حيث أن  هناك بلدان لم تستخدم الحبوب ولا بذور الحلبة المصرية وظهرت بها الآصابة بالسلالة الشرسة لبكتريا (إى – كولاى أتش 4)   مثل السويد كما أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أوضحت أن العدوى فى فرنسا غير مرتبطة بالآصابة المنتشرة فى ألمانيا ودول أوربية أخرى ، وتركزت التحقيقات على المزارع العضوية وخاصاً المنتجة للبقوليات المستنبتة بولاية (سكسونيا ) بألمانيا  وتم إغلاق أحد المزارع العضوية المنتجة للمستنبتات.

وفى نفس الوقت أوضحت مصادر محققة بألمانيا مثل معهد (روبرت كوخ) بألمانيا أن السلالة الشرسة من بكتريا (إى – كولاى أتش 4)   تم الحصول عليها بأحد المحاصيل الورقية مثل الخس المنتج بأحد المزراع العضوية علاوة على أنهم وجدوا من خلال التحليلات بأحد مصادر الرى بمجرى مائى بمدينة (فرانكفورت) الآلمانية والمتفرع من نهر (مين) أثار لبكتريا (إى – كولاى أتش 4)، علاوة على إصابة بعض الآطفال بهذه البكتريا بعد تناولهم لوجبة هامبرجر من سلسلة متاجر (ليدل) الألمانية للمواد الغذائية، ولهم الحق فى الآنزعاج نظراً لوفاة 48 شخصاً فى ألمانيا والسويد ثم أصابت ما بعد مدينة (بوردو) فى فرنسا وأصابة أكثر من ثلاثة اّلاّف أخرين.

وأننى أتعجب أشد العجب من هذه الإقتراءات الظالمة على مصر فيما يخص الحبوب وبذور الحلبة المستوردة منها .

  وأستعرض هنا بعض الحقائق المختصرة التى لا تقبل التشكيك العلمى من خلال خبرتنا بهذا  المجال فيما يلى:-

1-    داءب الشعب المصرى على تناول (الفول النابت)  كوجبة مهدئة دافئة سهلة الهضم ومريحة للمعدة وخصوصاً للمرضى ومن منا لم يأكل ويشرب من الفول النابت ولم تسجل أية أصابات بسبب إستخدامه.

2-    بذور الحلبة أستعملها قدماء المصريين لخلطها بالجبن المعتق للحفاظ عليها من التعفن وفى الريف المصرى يضاف مطحون الحلبة للدقيق للحصول على خبز صحى وفترة بقاء  طويلة للخبز بدون أن يطوله أية أمراض أو إصابات وكلنا نعلم ذلك بالريف.

3-    كلنا نعرف البسطرمة [ وهى نوع من اللحوم المملحة وشبة الجافة والمحفوظة ] حيث يتم تغطيتها من الخارج بمعجون خليط كمادة حافظة طبيعية للحفاظ على اللحم من التعفن وتتكون أساساً من مطحون بذور الحلبة.

4-    مازال البدو فى البادية يعالجون بعض أنواع الجرب التى تأتى للجمال بفرك منطقة الآصابة ببذور الحلبة النابتة والمطحونة وهى تأتى بنتائج مبهرة فى العلاج.

5-    الموروث الشعبى بتناول مسحوق الحلبة للنساء وخاصتاً فى مرحلة ما بعد الولادة وقد وجدأن لها مردود طبى عالى علاوة على فائدتها فى إدرار اللبن للمرضعات، وتطهير الجسم من بعض السموم ، علاوة على تناول مستنبتات بذور الحلبة أثناء قدوم الربيع من القدم وهى عادة فرعونية واكتشف أن لها أثر فى تنقية الجسم من العديد من السموم ليستقبلوا الربيع وهم فى أحسن حال [ لأحتوائها على قلويد تريجونللين وكولين علاوة على المواد الصابونية والهلامية والفينولات الطبيعية والفيتامينات فيتامين  ب - د - سى  والعناصر المعدنية المفيدة].

6-    معظم البذور المستنبتة أثناء الآنبات تفرز أنزيمات ومضادات حيوية وفينولات طبيعية تعمل على زيادة مناعة الجنين الذى سيولد من البذور ويكون المستنبت، علاوة على أنها مواد مطهرة طبيعية وهذا كله مثبت بالآبحاث العلمية المدققة.

7-    المناخ المصرى المشمس والجيد يتيح عملية تعقيم شمسى طبيعى للبذور أثناء التجفيف والإنتاج والحبوب أثناء إنتاجها نظراً لتعرضها المباشر لآشعة الشمس وحرارتها المعقمة للبذور، كما أن نسبة الرطوبة فى البذور تتراوح من 3 – 6 % علماً بأن بكتريا القولون تعيش فى وسط رطب داخل القولون وتنتقل مع الفضلات الآدمية أو الحيوانية.

8-    غالبية المزارع التى تقوم بالتصدير والمنتجة للحبوب والبذور تتمتع بتطبيق نظام يطلق عليه  التطبيقات الزراعية الجيدة (GLOBAL G.A.P. وتقوم الجهات المستوردة بالتفتيش عليها علاوة على التحليلات التى تجرى على البذور من قبلنا ومن قبل الدول المستوردة  وقبل دخولها للآسواق الآوربية وترفض أساساً عند الدخول اذا وجدت غير مطابقة ، إذاً هل هي دخلت هذه البذور إلى أوربا عن طريق التهريب أم ماذا - - - - مجرد  سؤال . ؟

9-    ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة ً حسنة فيذكر عن رسول الله أنه زار سعد بن أبى وقاص وهو مريض بمكة فقال  أدعو له طبيباً فدعى "الحارث بن كلدة"  فنظرا اليه فقال [أتخذوا له فريكة] وهى الحلبة مع تمر العجوة الرطبة ففعل ذلك فبرأ ، ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن عن رسول الله  أنه قال "أستشفوا بالحلبة "وهكذا كانت الحلبة توصف للعلاج نظراً لا تحتويه على المواد السابق ذكرها.

وليست مصدر للإصابة كما يدعون - - - فالمشكلة ليست إذاً في بذور الحلبة المصرية ولكن المشكلة تكمن فى الظروف التى لحقت بها بعد إسترادها من مصر، سواء إعدادها كمنتج مستنبت (Sprouts) ومن ناحية زيادة نشاط الحمل الميكروبى أو حدوث ذلك أثناء التداول  والتسويق.

هناك كثيراً من الدراسات والآبحاث (الصيدلانية – الزراعية)  التى أجريت من خلال المتخصصين الموضحة عن الفوائد العلاجية الخاصة ببذور ومستنبات الحلبة.

لقد أطلت عليكم فما هى المشكلة إذاً ؟  أهي حملة مغرضة على مصر للنيل من سمعة الصادرات المصرية، أنه لآمر خطير لآنه سيكون  له نتائج خطيرة على سمعة الحاصلات الزراعية والبذور المصرية علاوة على تخوف السائحين من تناول الطعام المصرى وكذلك المستوردين  ظناً منهم أنه سوف يضرهم أشد الضرر.

     * وأسرد بعض الحقائق الهامة الخاصة والتى قد تكون أحد الآسباب الهامة فى أنتشار الآصابة بأحد السلالات الشرسة والخاصة ببكتريا (إى – كولاى أتش 4) بالدول الآوربية 

  وذلك لتبرءة البذور المصرية (الحلبة - الحبوب) من الاتهامات الموجهة إليها من الاتحاد الأوربي وروسيا وأمريكا وأسرائيل وغيرها من الدول،،،،،

1-    عديد من المزارع العضوية الأوربية تستخدم مخلفات المجازر والدم بصورة واسعة حيث يتم أستخدام الدم " كمكمل تسميدى ومنشط لنمو النباتات"  وذلك بعد أجراء بعض المعاملات  التصنيعية عليه وهو أمر ضار لآن الدم يسمح بنمو وتكاثر وشراسة  العديد من الميكروبات الضارة الفتاكة ويعمل على زيادة الحمل الميكروبي على النباتات المعاملة به وهذا مثبت علمياً وبحثياً علاوة على أن أستخدام مخلفات الآبقار والحيوانات التى قد تكون غير متحللة جيداً وتستخدم بالزراعات لديهم كنوع من التسميد العضوى وهى أيضاً أحدى مصادر التلوث بهذه البكتريا وقد" نهانا المولى عز وجل عن أستخدام الدم فى عديد من الآيات بالقرءان الكريم  ومنها ما يلي:-

                                                         بســــم الله الرحمن الرحيم

 * إ ِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ  فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ  بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ    غَفُورٌ رَحِيمٌ     ( البقرة:173)    

 * حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ  وَالْمُنْخَنِقَةُ   وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ     

    السَّبُعُ  (المائدة:3)

 * قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ  مَيْتَةًأَوْ دَماً  مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً  

    أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ   (الأنعام:145)

 *  إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَة وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِاضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌرَحِيمٌا (النحل:5)                                                                                                                                                                        ( صدق الله العظيم )

    [ فنحن لا نأكل الميتى ولا المنخنقة ولا لحوم الخنزير ولا اللحوم النيئة ولا الدم كما يفعلون]

2-    تنتقل هذه البكتريا من خلال العدوى من أنسان إلى أخر من خلال الغذاء عن طريق التلوث من المخلفات الآدمية أو من المخلفات الحيوانية، والآمر متعلق بالطهارة والغسل الجيد أثناء قضاء الحاجة بدورات المياة وكذلك غسل اليدين بالماء والصابون ، فهناك قطاع كبير من الأوربيون عند قضاء حاجتهم يستخدمون المناشف الورقية الجافة فقط ويكتفون بغسيل اليدين فقط بالماء.

3-    معظم الأمراض البكتيرية المعدية التى قد تصيب المحاصيل أو الآطعمة قد تحدث نتيجة عدم الحفاظ الجيد عليها مبردة أو الغسيل بماء ملوث أو تلوثها بأيد ى القائمين على هذا المجال.

4-    المستنبات بوجة عام وعلى الآخص الحلبة أثناء إنتاجها تتعرض لغسيل دائم حيث لا تنبت عن طريق النقع فى ماء ثابت فقط ، علاوة على أنها خلال مرحلة النبت تفرز أنزيمات ومضادات حيوية و فينولات طبيعية تحافظ على الجنين الذى سيولد من البذرة من الآصابة بالكائنات الحية الدقيقة ، علاوة على أحتواء بذور الحلبة على الصابونين والتريجونللين والفينولات والتى لها تأثير قوى على عدم نمو الكائنات الحية الدقيقة الممرضة.

5-    الآًصابة قد تحدث  بسبب  الماء  الملوث المستخدم خلال مرحلة الآستنبات  حيث يتم نقع البذور فى الماء قبل الآستنبات والغسيل المستمر للبذور بعد النقع وأثناء الآستنبات ، وكذلك من خلال القائمين بعملية التعبئة والتغليف، أو أن المنتج  أثناء التداول والتخزين قد عرض لظروف حرارة ورطوبة نسبية غير مثلى  مما يؤدى إلى إرتفاع معدل تنفس المستنبتات ويطالها التحلل وهذا يعمل على زيادة نشاط الحمل الميكروبى وسرعة تلف وفساد المستنبت، أو تواجد المنتج أثناء التسويق والتداول بجوار منتجات اللحوم النيئة وكذلك الزراعات المعتمدة فى أسلوب تغذيتها على المخلفات الحيوانية الغير متحللة ومنتجات الدم.   

     أتحدث هنا وكلى أسف على هذا الآسلوب الا أن غيرتى على سمعة بلدى وعلى منتجاتنا تفرض على ذلك وربنا يستر على النباتات الطبية والعطرية والبصل والموالح غيرها من باقى المنتجات التى نصدرها والله والمستعان .  وللحديث بقية بأذن الله.

 

 

  • Currently 70/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 1119 مشاهدة

ساحة النقاش

Ahmeddwy20

طالما أن التقارير أوردت اسم إسرائيل ـ الدولة المارقة ـ في الحملة الظالمة على مصر ، فنحن في هذه الحالة نحتاج لمجهود مضاعف لنثبت عكس الادعاءات الظالمة .. لأن من مصلحة الكيان الصهيوني أن لاتستقر ولا تتقدم مصر

كلية الزراعة - جامعة عين شمس

agri-ainshams
»

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

214,282