عادل عبد القادر

نشرالاهتمام باللغة العربية وتبسيط النحو وتبني المواهب

 

<!--<!---1-

خـيــــــالات الـطــفـــولـــــة

 

س1:بين ما في ذاكرة الطفل من صباه

 

لا يذكر لهذا اليوم اسما؛ ولا يستطيع أن يضعه حيث وضعه الله من الشهر والسنة، بل لا يستطيع أن يذكر من هذا اليوم وقتا بعينه، وإنما يقرب ذلك تقريبا0 وأكبر ظنه أن هذا الوقت كان يقع من ذلك اليوم في فجره أو في عشائه0 يرجع ذلك لأنه يذكر أن وجهه تلقى في ذلك الوقت هواء فيه من البرد الخفيف الذي لم تذهب به حرارة الشمس0 ويرجع ذلك لأنه على جهله حقيقة النور والظلمة،

 

س2: ما الشعور المسيطر على الصبي في ذكراه

 

 يكاد يذكر أنه تلقى حين خرج من البيت نورا هادئا خفيفا لطيفا كأن الظلمة تغشى بعض حواشيه 0 ثم يرجح ذلك لأنه يكاد يذكر أنه حين تلقى هذا الهواء وهذا الضياء لم يؤنس من حوله حركة يقظة قوية، وإنما آنس حركة مستيقظة من نوم أو مقبلة عليه 0

 

س3:ما ملامح الذكرى الباقية عند الطفل

 

وإذا كان قد بقى له من هذا الوقت ذكرى واضحة بينة لا سبيل إلى الشك فيها فإنما هي ذكرى هذا السياج الذي كان يقوم أمامه من القصب، والذي لم يكن بينه وبين باب الدار إلا خطوات قصار هو يذكر هذا السياج كأنه رآه أمس 0

 

س4:كان قصب السياج يمثل للطفل ذكرى متعددة الجوانب

                                                          00   ناقش هذه العبارة ؟

 

 يذكر أن قصب هذا السياج كان أطول من قامته، فكان من العسير عليه أن يتخطاه إلى ما وراءه0 ويذكر أن قصب هذا السياج كان مقتربا كأنما كان متلاصقا، فلم يكن يستطيع أن ينسل في ثناياه ويذكر أن قصب هذا السياج كان يمتد شماله إلى حيث لا يعلم له نهاية، وكان يمتد عن يمينه إلى آخر الدنيا من هذه الناحية 0وكان آخر الدنيا من هذه الناحية قريبا، فقد كانت تنتهي إلى قناة عرفها حين تقدمت به السن، وكان لها في حياته-أو قل في خياله-تأثير عظيم0

 

س5:فيم كان الفتى يحسد الأرانب ؟

 

يذكر هذا كله، ويذكر أنه كان يحسد الأرانب التي كانت تخرج من الدار كما يخرج منها، وتتخطى السياج وثبا من فوقه، أو انسيابا بين قصبه، إلى حيث تقرض ما كان وراءه من نبت أخضر، يذكر منه الكرنب خاصة0

 

 

س6: ماذا يحدث بعد الغروب وما شعور الفتى تجاهه؟

 

 

 ثم يذكر أنه كان يحب الخروج من الدار إذا غربت الشمس وتعشى الناس، فيعتمد على قصب هذا السياج مفكرا مغرقا في التفكير، حتى يرده إلى ما حوله صوت الشاعر قد جلس على مسافة من شماله، والتف حوله الناس وأخذ ينشدهم في نغمة عذبة غربية أخبار أبي زيد

 وخليفة ودياب، وهم سكوت إلا حين يستخفهم الطرب أو تستفزهم الشهوة، فيستعيدون ويتمارون ويختصمون، ويسكت الشاعر حتى يفرغوا من لغطهم بعد وقت قصير أو طويل، ثم يستأنف إنشاده العذب بنغمته التي لا تكاد تتغير0

 

س7: كانت الحسرات تسلل إلى قلب الفتى 00بين أسباب ذلك

 

ثم يذكر أنه لا يخرج ليلة إلى موقفه من السياج إلا وفي نفسه حسره لاذعة، لأنه كان يقدر أن سيقطع عليه استماعه لنشيد الشاعر حين تدعوه أخته إلى الدخول فيأبى، فتخرج فتشده من ثوبه فيمتنع عليها، فتحمله بين ذراعيها كأنما الثمامة، وتعدو به إلى حيث تنيمه على الأرض وتضع رأسه على فخذ أمه، ثم تعمد هذه إلى عينيه المظلمتين فتفتحهما واحدة بعد الأخرى، وتقطر فيهما سائلا يؤذيه ولا يجدي عليه خيرا، وهو يألم ولكنه لا يشكو ولا يبكي، لأنه كان يكره أن يكون كأخته الصغيرة بكاء شكاء ثم ينقل إلى زاوية في حجرة صغيرة فتنيمه أخته على حصيرة قد بسط عليها لحاف، وتلقى عليه لحافا آخر، وتذره وإن في نفسه لحسرات،

 

س8: علل:لا يريد الفتى أن يتألم      0 أجب أنت

 

س9: ما الذي يشتاق إليه الفتى في بداية نومه ؟

 

وإنه ليمد سمعه مدا يكاد يخترق به الحائط لعله يستطيع أن يصله بهذه النغمات الحلوة التي يرددها الشاعر في الهواء الطلق تحت السماء0 ثم يأخذه النوم، فما يحس إلا وقد استيقظ والناس نيام، ومن حوله إخوته وأخواته يغطون فيسرفون في الغطيط،

 

س10: تسيطر على الفتى بعض المخاوف في نومه بين السبب ؟

 

 يلقى اللحاف عن وجهه في خفية وتردد لأنه كان يكره أن ينام مكشوف الوجه 0 وكان واثقا أنه إن كشف وجهه أثناء الليل أو أخرج أحد أطرافه من اللحاف، فلابد من أن يعبث به عفريت من العفاريت الكثيرة التي كانت تعمر أقطار البيت وتملأ أرجاءه ونواحيه ، والتي كانت تهبط تحت الأرض ما أضاءت الشمس واضطرب الناس 0

 

س11: من أين تأتي تلك العفاريت ومتى تستيقظ ؟

 

 فإذا أوت الشمس إلى كهفها، والناس إلى مضاجعهم، وأطفئت السرج، وهدأت الأصوات، صعدت هذه العفاريت من تحت الأرض وملأت الفضاء حركة واضطرابا وتهامسا وصياحا0

 

 

س12: ما الأصوات التي كانت تسيطر عليه في ظلمة الليل ؟

 

وكان كثيرا ما يستيقظ فيسمع تجاوب الديكة وتصايح الدجاج، ويجتهد في أن يميز بين هذه الأصوات المختلفة 0 فأما بعضها فكانت أصوات ديكة حقا، وأما بعضها الآخر فكانت أصوات عفاريت تتشكل بأشكال الديكة وتقلدها عبثا وكيدا0 ولم يكن يجفل بهذه الأصوات ولا يهابها، لأنها كانت تصل إليه من بعيد،

س13: ما الأصوات الأخرى التي كانت تخيفه بشدة ؟

 

إنما كان يخاف الخوف كله أصوانا أخرى لم يكن يتبينها إلا بمشقة وجهد 0كانت تنبعث من زوايا الحجرة نحيفة ضئيلة، يمثل بعضها أزيز المرجل يغلى على النار، ويمثل بعضها الآخر حركة متاع خفيف ينقل من مكان إلى مكان، ويمثل بعضها خشبا ينقصم أو عودا يتحطم 0 وكان يخاف أشد الخوف أشخاصا يتمثلها قد وقفت على باب الحجرة فسدته سدا وأخذت تأتي بحركات مختلفة أشبه شئ بحركات المتصوفة في حلقات الذكر 0

 

س14: ما الحصن الذي كان يتحصن به من هذه الأشباح ؟

 

 وكان يعتقد أن ليس له حصن من كل هذه الأشباح المخوفة والأصوات المنكرة، إلا أن يلتف في لحافه من الرأس إلى القدم، دون أن يدع بينه وبين الهواء منفذا أو ثغرة 0

وكان واثقا أنه إن ترك ثغرة في لحافه فلا بد من أن تمتد منها يد عفريت إلى جسمه فتناله بالغمز والعبث0لذلك كان يقضي ليله خائفا مضطربا إلا حين يغلبه النوم،

 

س15: متى يستيقظ الفتى وفيم كان يقضي ليله ؟

 

وما كان يغلبه النوم إلا قليلا 0كان يستيقظ مبكرا، أو قل كان يستيقظ في السحر، ويقضي شطرا طويلا من الليل في هذه الأهوال والأوحال والخوف من العفاريت،

س16: متى يدرك الفتى بزوغ الفجر وإلام يتحول ؟

 

حتى إذا وصلت إلى سمعه أصوات النساء يعدن إلى بيوتهن وقد ملأن جرارهن من القناة وهن يتغيبن "الله يا ليل الله" 000"عرف أن قد بزغ الفجر، وأن قد هبطت العفاريت إلى مستقرها من الأرض السفلي، فاستحال هو عفريتا، وأخذ يتحدث إلى نفسه بصوت عال، ويتغنى بما حفظ من نشيد الشاعر، ويغمز من حوله من إخوته وأخواته،حتى يوقظهم واحدا واحدا

س17: ماذا يحدث بعد أن يصحو وكيف يعود الصمت للمكان

 

    فإذا تم له ذلك، فهناك الصياح والغناء، وهناك الضجيج والعجيج، وهناك الضوضاء التي لم يكن يضع لها حدا إلا نهوض الشيخ من سريره، ودعاؤه بالإبريق ليتوضأ0حينئذ تخفت الأصوات وتهدأ الحركة، حتى يتوضأ الشيخ ويصلي ويقرأ ورده ويشرب قهوته ويمضي إلى عمله0 فإذا أغلق الباب من دونه نهضت الجماعة كلها من الفراش، وانسابت في البيت صائحة لاعبة، حتى تختلط بما في البيت من طير وماشية0

المصدر: كتاب الوزارة معدل سؤال وإجابة
adelabdelkader

مع صدق النية لنفعكم [ عادل عبد القادر ]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 561 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2011 بواسطة adelabdelkader

ساحة النقاش

عادل عبد القادر

adelabdelkader
معلم خبير (لغة عربية ) مدرسة (إمبابة الثانوية الرسمية لغات) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

332,525