التركيب التشريحي للنعام

 

دكتور / عاطف أبوزيد

أستاذ أمراض الدواجن

معهد بحوث صحة الحيوان - جمهورية مصر العربية

هاتف:  0123606518           Email: [email protected]

سبق منا الكلام فى الجزء الأول من هذا الحديث عن: النعام في اللغة، معلومات أوليه وأساسيه عن النعام، الاستثمار فى النعام، نبذه تاريخية عن أصل ومنشأ النعام، تصنيف طير النعام ثم أنواع النعام المتداولة ولتكن كمالة الحديث عما هو آت:

التركيب التشريحي للنعام

الجسم:

        وجسم طائر النعام أشبه ما يكون بصندوق كبير أجوف ارتفاعه حوالي ثلاث أقدام وعمقه من 4–5 أقدام وعرضه حوالي ثلاث أقدام ودعامة هذا الصندوق من سطحه العلوي الفقرات الصدرية والحوضية والقطنية والعجزية من العمود الفقري وما يتصل معها من ضلوع على الجانبين أما قاعدة الصندوق فهي الصفيحة القصية إذ ليس للنعام عظمه قص Keel ولكن صفيحه قصيه مقعرة سمكها حوالى30 مم مجوفة بلا نخاع وتمتد على الجانبين لتلتحم بالضلوع ولا يتصل بها أي عضلات.

         لذا يعتبر النعام أضخم الطيور المعاصرة على وجه الأرض، إذ يصل ارتفاع الطائر الناضج من 210–275 سم من سطح الأرض إلي قمة الرأس وهو طائر عداء وهو يتبع مجموعة من الطيور التي تسمي Ratites أي مسطحه القص بمعنى أن عظمه القص لا تناسب الطيران فلا يتصل بها عضلات قويه مثل تلك التي توجد في سائر الطيور الطيارة.

الأرجل:

       ويحمل هذا الجسم الضخم وتدعمانه ساقان قويتان قاعدتها قدمان والأرجل عارية من الريش مع الفخذين من أسفلهما إلى ما تحت الفخذين، ويغطي كل من الساقين من الناحية الأمامية منها حراشيف مما يعطي الجلد مظهرا متميزا بعد الدباغة.

     ويعتبر العقبان (الكعبان) هما المفصل الخلف أمامي الفعلي للطائر بينما الركبة الحقيقية تكسوها الأجنحة.

       وتتكون رجل النعامة من عظمه الفخذ Femur، القصبة الرسغية Tibio–tarsus الكاحل Ankle، القدم Tarsometatarsus ويوجد اللحم بصفه أساسيه على الفخذ thigh bone والقصبة الرسغية ويطلق عليهما سويا Large drumstick حيث تبدأ عضله أرجله القوية عند الكعب بارتفاع حوالى 60 سم من الأرض أي من الكعب حتي أعلي الساق، وهذه العضلة هى التى تعطى للنعام السرعة والقوه كما تمثل هذه العضلة الجانب الأكبر من اللحم الفاخر للنعام، ويمكن ان يصل وزن الرجل المنزوعة الجلد وبدون القدم في الطائر النامي إلي حوالي 18–20 كجم من اللحم الأحمر والعظم كما يمكن أن يوجد اللحم أيضا على عظام الحوض Pelvic، الفقرات القطنية Loin، العجزية Sacral، الصدرية Thoracic

         وأرجل النعام متطورة وقويه جدا وتسابق أمهر جياد الخيل وهذا سلاحها فى الهروب والعدو، والسيقان الطويلة تساعد علي الجري بخطوات واسعة قد تصل إلي 8 أمتار بسرعة70 كيلو متر/ ساعة ويمكن أن يستمر علي هذه السرعة بصوره منتظمة ومتواصلة لمده ربع ساعة أو ما يعادل ثلاثة كيلو مترات قبل أن تقل سرعته بعدها. لذا يعتبر النعام أسرع طائر حديث يمشى على رجلين، وبخصوص سرعة صغار النعام، فتستطيع الصغار الجري بسرعة والديها بعد عمر ثلاثة شهور.

      ونظرا لثقل وزن الجسم فان تشوهات الأرجل وعيوبها تعتبر من المسببات الرئيسية للمشاكل في صناعه النعام.

     كما أنها تدافع بأرجلها بالركل للغريب.ويستعمل النعام رجليه القويتين في حماية نفسه إما بالهرب أو بالرفس إلى الأمام ساعة المواجهة. ولعل هذه الخواص والرأس قائمه يوضح السبب في أن النعام في الطبيعة ليس له أعداء كثيرين.

                 ويمكن لطائر النعام الرفس إلي الأمام فقط بقوه ضغط تصل إلي 225كجم / بوصه في الرفسة الواحدة، ويعيب طائر النعام أنه لا يستطيع أن يرفس برجله إلي الخلف أو إلي أحد الأجناب. وهذه من أهم النقاط التي يجب الوعى بها عند قراءه أو تعلم أو ممارسه العمل مع سلوكيات النعام.

      والنعامة إذا انكسرت أحدى رجليها لا تستعين بالأخرى على النهوض بل تظل جاثمة في مكانها حتى تهلك جوعا.

الأصابع والأظافر:

      وبكل من الرجلين إصبعان فقط أحدهما كبير وقوى متطور يتكون من أربع سلاميات وهو الذى يحمل ثقل جسم النعام.

        ويجب أن ننوه ههنا إلى أن طائر النعام هو الوحيد الذي له إصبعان مقارنه ببقية الطيور الأخرى التي لها ثلاث أصابع.

        كما أن عدد الأصابع يكون من أكبر الفروق بين النعام وغيره من الطيور مسطحه القص Ratites إذ كما أسلفنا ان عدد الأصابع يكون 2 فى أرجل النعام فهي 3 فى الايمو والراى.

       ويوجد أظافر غليظة في أصبعى قدمي طائر النعام وخاصة فى الإصبع الكبير ويسمى برثن أشبه بمنسم البعير لأنه غليظ (ظفر كبير) وخطير التي يبلغ طوله 18سم سرعان ما تتحول إلى سلاح فتاك إذا تعرض لخطر ما مما يسبب جروح بالغة عندما يرفس النعام بأرجله للأمام ولأسفل وليس إلى الخلف أو الجانب بقوه تصل إلى 200 كجم لكل بوصه مربعه، ويمكن للنعام بواسطة أرجله أن يشق فتحه فى شخص تمتد من فمه إلى رأسه مما يؤدى إلى موته.  ونتيجة لقلة عدد الأصابع فإن القدم تلامس الأرض من مساحه قليلة مما يوفر السرعة الكبيرة لهذا الطائر. لذا يجب إتخاذ الحذر والحيطة عند التعامل مع النعام خاصة الذكور فى موسم التزاوج.

         ومن الناحية التشريحية فان هذه الأصابع الكبيرة والغشاء( الوسادة الجلدية) بينهما، وهذه الوسادة الجلدية مطاطة تشبه خف الجمل لتمكن الطائر من حمل وحفظ توازن كامل الجسم أثناء الجرى والتحرك السريع مع تغيير الاتجاه من ناحية إلى أخرى ولكن بصوره محدوده، وهذه الميزة رغم أهميتها للنعام- ضف لذلك شجاعة النعامة وحذرها- إلا انه من السهل إصطيادها فى الطبيعة وذلك يرجع كما أسلفنا الكلام من أن النعامة غالبا ما تمشى فى خط مستقيم، أما إذا كان للطائر أكثر من أصبعين لزادت مساحه الجزء الملامس للأرض ولإنخفضت سرعة الطائر وقلت مقدرته على التكيف مع ظروف الحياة في المناطق شبه الصحراوية والرملية كما أن ذلك يزيد من احتمال إصابة الأقدام بالجروح من الأشواك والأحجار والحصى المدبب.

الرأس:

    تشكل رأس النعامة ما يقرب من 0.8% من وزن الطائر الحي  والرأس حجمها صغير جدا إذا ما قورنت بحجم الجسم وطول الرقبة وهي مفلطحة السطح العلوي.

   وحسب نوع النعام فقد توجد أو لا توجد بقعه عظيمة صلعاء على قمة الرأس يغطيها جلد رقيق ملون يتباين لونه من الضارب للحمرة إلى الزرقة أو للرمادي.

            وعظام الجمجمة إسفنجية بالغة الرقه وتحمى المخ، وتحوى Cerebrum، المخيخ   Cerebellum والنخاع Medulla والفصين البصريين Optic lobes والغدة النخامية   Pituitary gland وعند التشريح يظهر المخ مكون من فصين ولونه قرنفلي فاتح يزن حوالي 20 جم –40 جم، أما المخيخ فسطحه كثير التعاريج ولونه احمر غامق، بينما نجد أن النخاع ابيض اللون متماسك القوام.

       وبسبب تركيب المخ وحجمه الصغير نسبيا والصغير جدا مقارنه بالحيوانات الأخرى نجد أن النعام غير ذكي وذو قدره ضعيفة على اختزان المعلومات.

       وطائر النعام لا يدفن رأسه في الرمال كما في المثل الشائع ولكن الطائر يضع رأسه علي الأرض ليساعده علي سماع وقع الأقدام والحذر من المخاطر التي قد يتعرض لها.

      ومن الملاحظات الهامه أن طائر النعام حساس جدا لأي خبطات فوق الرأس والتي قد تؤدي إلى موت الطائر. فعندما تضع النعامة رأسها في فتحات صغيره، على سبيل المثال في البوابات والأسوار والعلافات أثناء محاولتها للأكل أو الرعي أو حتى شرب الماء فإنها سرعان ما تنسي كيف ادخلت رأسها وهكذا فإذا ما شعرت في هذه الأثناء بأي حركه غريبة خلفها تحاول أن تهرب بجذب رأسها وتستمر في ذلك بلا هوادة حتى تخلص نفسها أو تنفصل الجمجمة عن الفقرة العنقية الأولى.

            ولعل ذلك يوضح أهميه المواصفات التي يجب توافرها في الأسوار والأدوات والتجهيزات الموجودة بالمزرعة والتي يمكن للطائر أن يصل إليها.

رقبة النعام:

              طويلة فعددها 19 فقره عنقيه مما يساعد الطائر علي إستكشاف مساحات واسعة وكبيرة من الأرض، ضف لذلك قدره الطائر علي تحريك الرأس بلف رقبته في كل الاتجاهات حتى في الاتجاه العكسي بفضل جلد الرقبة الطري والقابل للتمدد، فجلد الرقبة شديد المرونة وأكثر المناطق حساسية للجروح والقطع إلا انه من ابرز صفات جلد النعام بصفه عامه سرعة اندمال الجروح.

      وتتميز القصبة الهوائية والمرئ بالمرونة وحرية الحركة فيمكن ملاحظه حركه الطعام على طول الرقبة من أي جهة. وهناك من يعتقد بأن رقبة النعام من أهم أجزاء الجسم للتخاطب والتعبير بين أفراد القطيع وذلك لمرونة حركتها مما يسهل على النعام التغيير فى الشكل والحركه وهنا قد تسألنى قارئي – أكرمك الله – ولم هذا التفسير؟

أجيبك وأقول يجب أن تعرف أن النعام لا صوت له ويستعين بالرقبة للتعامل والتفاهم بين أقرانه وسبحان الله لبديع خلقه.

  وهناك من يعتقد بأن رقبة النعام هى مصدر كرامته، وإذا هاجم ذكر النعام الإنسان فيجب أن تستعمل آلة خاصة عبارة عن عصا من المعدن فبمجرد أن تضعها على رقبته يقع على الأرض ساكناً لأن الرقبة نقطة ضعف النعام.

    وهناك من يعتقد بأن رقبة النعام من أهم أجزاء التخاطب بين أفراد القطيع وذلك كما سلف الكلام منا من مرونه حركتها.

 ومن فوائد الرقبة للنعامة كذلك:

·        من أهم الأسلحه للنعامة، فذكر النعامة عند هجومه على أعدائه ينزل برأسه لأقصى مسافة يستطيعها، ثم يفاجأ العدو برفعها مرة واحده لضرب العدو.

·        عندما ترغب النعامة فى الإختباء من الأعداء تختار تلا من الرمال وتفرد رقبتها على الرمال ولا تدفنها فى الرمال كما هو الشائع عن النعام. وتضر ب بها المثل فى الجبن أو الخوف ويقال " أجبن من نعامة " أو "يدفن رأسه فى الرمال كالنعامة" وهذه أمثال خاطئة بل تفعل النعامة ذلك حتى تستمع لوطئ الأقدام والحركه من الأعداء.

·        ومن جميل ما قرأت أن النعامة إذا أصابها المرض تمد رقبتها وكأنها تقول لك اذبحني.

    المنقار:

         والمنقار في النعام منبسط وعريض دائرى الشكل (مثلثي الشكل) أى غير حاد كما هو الحال في الدواجن ولذلك لا توجد حاجه لقص وكي منقار النعام. وهذا التركيب التشريحى له من الفائدة والعيب.

 فبخصوص الأولى: إنه يساعد الطائر علي التقاط الحبوب والأجسام الصلبه من علي سطح الأرض.

              وأما عن الثانية: يتميز طائر النعام بظاهرة النقر عند تناول الغذاء، وتزداد هذه الظاهرة عند:

·        الاعتماد كليه علي الأغذية المركزة.

·        تزاحم الطيور في الحظائر يؤدى الى نقر الريش.

ويمكن التغلب علي هذه الظاهره:

·        بإضافة كميات كافيه من الأعلاف الخشنة للطائر حتي ينشغل عن عاده النقر.

·         كذلك يراعي عدم وضع أي أجسام صلبه أو حادة داخل الحظائر حتي لا تصاب الطيور بالأذى من جراء النقر.

العينان:

        للنعام عينان واسعتان وكبيرتان وتعتبر أكبر عيون فى الفقاريات المعاصره إذ يبلغ قطرها حوالي 50 مم لذا فهما تحتلان حوالي ثلث حجم الرأس ولكل عين جفن علوي وآخر سفلى وقد وجد أن الجفن السفلى للنعام أرفع من الجفن العلوي ويمتد أكثر منه قليلا وهو المسئول غالبا عن غلق عين النعام، وتحمل الأطراف الحرة للجفون صفوف من الريش الدقيق الصلب الطويل المتشابك يسمى الرموش الداخلية ولا تحجبان الرؤية Rows of long overlapping bristle feathers وتقوم بعمل أهداب للعين.     

 وللنعام أيضا الجفن الثالث وهو غشاء رامش شفاف ويستطيع الطائر تحريكه من الركن الداخلي إلى الركن الخارجي للعين ويسمح للطائر بالرؤية من خلاله مع حمايته للعين في نفس الوقت من الرمال والأتربة خاصة أثناء العواصف الرملية والترابية التي كثيرا ما تهب في هذه البيئة الصحراوية، وتعمل كل من الجفون والغشاء الرامش على حماية القرنية.

           وتتمتع النعامة بحاسة إبصار حادة ومدهشه بدرجه فائقة، فطائر النعام حاد البصر ومجال الرؤية واسع وواضح جدا إذ تستطيع النعامة رؤية جميع ما حولها بسبب مرونه العنق وموضع العين البارز على جانبي الراس ولها القدرة علي تحريك الرأس في كل الاتجاهات إذ يمكن للطائر أن يدقق النظر على مسافات بعيده مما يكفل الأمن والحماية ليس له فقط وإنما أيضا لسائر الحيوانات التي ترعى بجواره إضافة إلى إرتفاع الطائر، مما يساعده علي تجنب أي أخطار قد يتعرض لها. 

         وبمقارنه مجال الرؤية الثنائي للنعام بغيره من الطيور نجد العجب في النعام، إذ نجد أن النعام يوظف نفسه من أجل الوقايه من الشمس وخيالاتها وذلك بوجود منطقة كبيره ظلماء أو قل محجوبة أو غير نافذة Large blind area حول وفوق مؤخره الرأس.  

            لذلك إذا ما أخذنا هذه الصفه في الاعتبار إضافه إلى الأرجل القوية لأدركنا أهميه أن تكون تحركات العمال المخالطين لطيور النعام هادئه وبطيئه إذ ان الطيور رد فعلها غريزي عند تواجدها في مجموعات فإذا ما تحرك طائر حركه فجائيه سوف يتبعه الباقون مما يعرض الطيور للخطر خاصه في حاله المجموعات الكبيره. لذلك يجب أخذ هذه الصفه بعين الاعتبار عند الاختلاط بالطيور والتعامل معها.

      وتوجد الغده الدمعيه Lachrymal gland في التجويف البطنى والجانبي لموق العين canthus of the eye وتفتح قنواتها داخل جفن العين السفلى لصب الدموع، أما الدموع الزائدة فتجد طريقها إلى التجويف الأنفى وذلك عن طريق القناة الدمعية الأنفية.  

        ويبقى أن نقول أن النعام شأنه شأن الطيور في امتلاكه غدة هاردر Harderian gland وهى كبيره الحجم وبيضاوية الشكل وتقع الغدة بين الجهة البطنية والوسطي للعضلات المسماة

Rectus muscles     between the Medial and Ventral       

الأذنان:

   عباره عن فتحتين يمكن للطائر فتحهما أو غلقهما ويكسوهما ريش دقيق. وتتميز أذن النعام بكبر قنوات الأذن الخارجية.

    والسمع عند النعام حاد وقوى جدا شأنه فى ذلك شأن الإبصار.

الأنف:

       شكل فتحتي الأنف بيضاويتين وتوجدان عند قاعدة المنقار وبهما غشاءان رقيقان يتنفس الطائر من خلالهما. ويكسوه ريش رقيق، وحاسه الشم عند طيور النعام ضعيفه.

        ومن عجائب النعام أنه يشم رائحة الصياد من مسافات بعيدة لذلك تقول العرب في الأمثال : ( هذا أشم رائحة من النعام ).

        ونظرا لموضع الغشائين وحساسيتهما فالأمر يتطلب العناية بشكل ونوعيه الغذاء(العلف) والماء الذي يقدم للطيور إذ ان ملمس وحجم جزيئات الطعام تلعب دورا حيويا حيث أن العليقة الناعمة (المسحوق) تسبب مشاكل تنفسيه للطيور ويعتبر وجود رشح بالأنف دليلا على وجود مشاكل صحيه. والكتكوت المصاب بعدوى ناجمه عن تلوث المفرخات يكون أحيانا له انف محتقن ومسدوده بالإفرازات المخاطيه.

الاجنحه:

     كما ذكرنا سلفا ينتمي النعام إلى مجموعة الطيور مسطحه القص عديمه الطيران وليس لها عظام هوائيه، ولا تستطيع طيور النعام الطيران كما أسلفنا ولكنها مشهوره بسرعتها الفائقه.

     وتعتبر الأجنحه صغيره جدا بالنسبه لحجم الجسم الضخم إلا أنها ليست عديمة الفائدة فهي:

– تحمل الريش الطويل الجميل غالي الثمن.

 – كما أن لها عده وظائف إذ تعمل على حفظ توازن جسم الطائر أثناء قيامه بالدفاع عن نفسه من أفراد القطيع أو الحيوانات الأخرى وأثناء رقصه الغزل وعمليه الجماع أثناء موسم التزاوج وحماية البيض في العش أو صغار النعام.

– ويستخدم الذكر أجنحته مع أرجله لتنظيف العش للدجاجات قبل وأثناء موسم وضع البيض. وهو دائم الحركة كما يدور الطائر بسرعة حول نفسه رافعا الأجنحة، ولذلك يجب الاهتمام بتوفير المساحات الواسعة.

الريش:

   ريش النعام اتخذة قدماء المصريين رمز للعدل وذلك لأن الريش على جانبي نصل الريشة متساويين ومتماثلين فى الشكل.

   وهو غير متماسك فلا يستطيع النعام الطيران لأن سنون الريش غير متصلة ولهذا تكون متهدلة ومنسابة علية.

   وريش النعام قابل للابتلال بالمطر ( بالماء) فإذا أمطرت السماء تندى ريشه كله بالماء وذلك لعدم وجود الماده الزيتيه على ريش النعام.

   ولون الريش بني في كل من ذكور وإناث صغار النعام. ومن ثم يصعب التمييز الجنسى الظاهرى بالريش بين ذكور النعام وإناثه فى هذه المرحله العمريه الصغيرة( حتى عمر ثلاثة شهور) حتى على أهل الخبرة فى تربية النعام وأردت بهذا الكلام التنبيه عند شراء صغار النعام حتى لا يضلنك أحدهم بقوله هذا الطائر ذكر وهذه أنثى.

        والأنثى البالغه منه تتميز بلون ريشها الرمادي الأسود أو البنى الضارب للرمادى مع وجود الريش الأبيض على أطراف الجناحين والذيل.

         أما الذكر البالغ يكسوه الريش الأسود القاتم مع وجود ريش أبيض اللون علي أطراف الجناحين والذيل في كلا الجنسين بعد البلوغ. 

 

 

 

الصوره توضح الفرق فى لون الريش بين أنثى النعام ( اليمين) وذكره( شمال )

     وقبل أن تسألنى عن سر الإختلاف فى لون ريش ذكر النعام عن الأنثى ?

أجيبك أنا وأقول لك أن لون الذكر أسود فاحم للآني:

-         يساعد لون الريش الأسود للذكر علي التخفي من الأعداء.

-     هذا بالإضافه لمحافظته علي درجه الحرارة المناسبه ليلا عند الرقاد علي البيض تحت ظروف التفريخ الطبيعي حيث يتناوب كل من ذكر وأنثي النعام الرقاد علي البيض.

وقد نعيد السؤال مرة أخرى ونقول كيف ذلك؟

أجيبك وأقول لك أن اللون الأسود كما هو معلوم يحفظ الأشعه ويحافظ على درجات الحرارة ويمنع وصول البروده أثناء حضانه الذكر الطبيعيه للبيض ليلا. أما الانثى فلونها الرمادى يعكس أشعه الشمس مما يقلل من تأثير حرارة الشمس والأشعه الملتهبه على البيض أثناء التحضين النهارى الطبيعى لأنثى النعام للبيض المخصب، وسبحان من خلق فسوى.

القرص القرني:

          يوجد علي صدر النعام قرص قرني كبير عاري من الريش، ووظيفته أنه يعمل علي وقايه الجسم من الإصابه ( الإحتكاك) عند الرقاد علي الأرض. 

الغدد العرقيه:

      بدايه طيور النعام ليس لها غدد عرقيه أو مسام للتخلص من الحرارة الزائده،

إذن ماذا يفعل النعام عند ارتفاع درجه حرارة الجو؟

 تأقلم طائر النعام مع البيئه والتكيف مع التفاوت فى درجات الحرارة:

     معلوم أن أفضل بيئه لتربية النعام هي الأراضى المفتوحه الجافه إذ أن النعام لا يناسبه الجو البارد والأمطار أو الأرض الرطبه.

      وبالرغم من نشأته في المناطق الحاره فعموما يتحمل النعام التفاوت فى درجات الحرارة بدء من المنخفضه - 10 درجات مئويه تحت الصفر حتى 50 درجه مئويه لذلك يجب توفير أماكن إيواء مغلقه لمبيت الطيور ليلاً حيث درجات الحرارة المنخفضه في موسم الشتاء مع إطلاقها في الأحواش نهارا عند إرتفاع الحرارة.

      ومعيشه الطائر في بيئته الطبيعيه تعرضه كثيرا للإجهاد الحراري التي يقابلها الطائر ببعض العمليات الفسيولوجيه التي تمكنه من الحياة تحت هذه الظروف.

 فعند شعور الطائر بإرتفاع الحرارة تضطر الطيور لعمل الآتى:

       * يستخدم البخر من خلال التنفس كوسيله مبدئيه للتخلص من الحرارة الزائده مع فتح فمها إلي أعلي وذلك لغياب الغدد العرقيه فى النعام شأنه فى ذلك شأن الطيور الأخرى. 

       * أما إذا تعرض الطائر للإجهاد الحراري (حتى درجه حرارة 51 مه وخاصة تحت ظروف العطش) فان درجه حرارة الجسم يحدث لها تنظيم بحيث تصبح أعلى من الحاله العاديه بحوالى 2 4 م وهذه العمليه بالغه الحيويه:

       * إذا كانت حرارة الجو قريبه من حرارة الجسم العاديه للطائر فان من المفيد ان يحدث زياده في حرارة الجسم لخلق فارق بينهما وبين حرارة الجو المحيطه تكفل فقد الحرارة من الطائر إلى الوسط الخارجي.

       * إذا زادت حرارة الجو عن جسم الطائر بدرجه كبيره فسوف تنتقل الحرارة إلى جسم الطائر بدرجه تتناسب مع الفارق بينهما لذلك فان حدوث زياده في حرارة الجسم تقلل من معدل الانتقال. وتختزن الحرارة ( التي يحتفظ بها الجسم) لتغطيه عمليه الفقد الحراري في أوقات اليوم البارده وخاصه ليلا في المناخ الصحراوى.

        * وقد لوحظ أن النعام عند تعرضه للإجهاد الحراري يحدث انتصاب للغلاف الريشى فيشكل جدارا عازلا سمكه حوالى7 سم، مع تحريك الريش بعيداً عن الجسم مما يعمل علي خفض درجه حرارة الجسم.

       * والنعام شديد الصبر علي العطش ولذ تقول العرب " أروى من نعامة" لمن شرب الماء ترفا من غير عطش.ضف لذلك وجود غده ملحيه في جسم النعام لتنظيم نسبه الملح داخل الجسم وبالتالي تمكنه من شرب الماء المالح باعتبار وجوده ( أى الماء المالح) من صفات البيئه الصحراويه.  

الجهاز الهضمي للنعام مقارنه بالجهاز الهضمي للدواجن:

             طائر النعام من أكبر الطيور الرعويه آكله العشب، وتتميز الحيوانات الأكله للإعشاب Herbivorous بطول جهازها الهضمي، بينما يتصف الجهاز الهضمي بالقصر لدى الحيوانات أكله اللحوم        Carnivorous

            وعليه نجد أن غذاء الدواجن يماثل ذلك الذي تتغذى عليه القطط والكلاب في احتوائه على نسبه متدنيه من الألياف ويختلف بذلك عن الذي تعيش عليه الاغنام.

            و في النعام نجد أن النسبه ما بين طول الجسم وطول الجهاز الهضمي(الأمعاء) تقارب تلك الموجوده لدى الاغنام ويتشابه الاثنان في نوع الغذاء وخصوصا نسبه الألياف المرتفعه.

وعموما يختلف الجهاز الهضمي للطيور عند مقارنته مع الثدييات من حيث الصفات الاتيه:

  – لا توجد شفاه أو أسنان في الطيور إذ يتم تليين الغذاء بالحوصله ثم يطحن بالقانصه.

  – القناة الهضميه للطيور قصيره ومحدوده الحجم (معده بسيطه) لذلك لا تستطيع الطيور هضم العلائق التي تحتوى على نسب عاليه من الالياف (أكثر من 8% ألياف).

ويتميز الجهاز الهضمي للنعام بصفات مشتركه مع كل من الطيور والثدييات ولكنه يختلف عن جهاز الثدييات في:

·        الأمعاء الغليظه أو القولون في النعام تتميز بالطول خلافا لما هو الحال في الطيور وتشبه في ذلك الأمعاء الغليظه في الثدييات.

·        كما ان سعه الأنابيب الأعوريه والقولون (المعده الخلفيه) في النعام كبيره جدا وتشبه في ذلك المعده الخلفيه للخيول، ولكن يختلف النعام عن الخيول في وجود القانصه والتي تقوم بعمل الأسنان والاجترار الداخلي للغذاء بعد هضمه جزئيا في المعده الغديه.

الجهاز الهضمي للنعام:

1– الفم:           

      يمثل الفم الجزء الأول من القناة الهضميه ويتميز بخلوه من الاسنان والشفاه إذ يحل محلهما المنقار وقد سبق الكلام عنه.

2–المرئ:

     هو الأنبوب الذي يمر خلاله الغذاء من الفم إلى المعده الغديه ويبلغ طوله في النعام حوالى100 سم بينما يبلغ في الدجاجه الناضجه ما بين 10 و15 سم. ويتميز بقدرته على التمدد والانتفاخ وهو بعمله هذا يشبه حوصله الطيور الأخرى، وعندما يمتلئ بالطعام يعمل النعام على دفع الطعام لأسفل برفع رأسه لأعلى.

 الحوصله :Crop   

      كما أسلفنا في النعام لا توجد حوصله، بينما نجدها في كل الطيور الأخرى وهي تستخدم عاده لتخزين الحبوب الكبيره أو المواد العاليه نسبيا في الطاقه وتنظيم مرورها إلى المعده الغديه.

       ولها في الحمام وظيفه أخرى إذ يوجد بالحوصله غدد لبنيه تفرز ماده شبيهه باللبن تساعد في تغذيه صغاره.

       وقد يكون عدم وجود الحبوب عموما في البيئات الطبيعيه للنعام السبب في ضمور واختفاء الحوصله. ويدل ذلك على اعتماد النعام بصوره أساسيه على المصادر النباتيه وخصوصا الألياف كمصدر أساسى لغذائه.

      ويحتاج النعام إلى حوصله (إذا وجدت) يصل حجمها أضعاف تلك التي توجد لدى الدواجن وذلك لان الألياف خفيفه الوزن ولكنها تحتاج من اجل تخزينها إلى حيز كبير. وﺁه من خلق النعام.

3–المعدة الغديهProventriculus

        هي الجزء المتسع من المرئ ويلي الحوصله مباشره في الدواجن، و في النعام توجد في نهايه المرئ وفيها يفرز العصير المعدي (البيبسين) وهو إنزيم يعمل على هضم البروتين كما يفرز حامض الهيدروكلوريك (HCl) بواسطه الخلايا المعديه. ونظرا لان الغذاء لا يمكث بالمعده الغديه لمده طويله ويكاد يتركها متى تم ترطيبه بالعصير المعدي، لذلك فان هضم المواد الغذائية يكون قليلا في المعده الغديه ولكن الافرازات تمر إلى القانصه حيث يستمر فيها فعل الإنزيمات.

4– القانصه أو المعده العضليهGizzard :

       تقع القانصه ما بين المعده الغديه والأمعاء الدقيقه، وتتكون من زوجين من العضلات الدائريه القوية السميكه والمبطنه من الداخل بغشاء قرني سميك، تتآكل وتتجدد باستمرار.

      ووظيفه القانصه الرئيسيه

      طحن الغذاء الخشن عن طريق الانقباضات العضليه لجدارها السميك. وفي النعام يصل سمك العضلة الواحده إلى 7.6 سم (3 بوصه) وكلما زاد حجم حبيبات الغذاء زادت سرعة الانقباضات العضليه ويساعد عمل القانصه وجود الحصى والصخر الصغير والذي يصل وزنه إلى حوالى1.5 كيلو في  قانصه النعام ، وتقوم هذه الأسنان بطحن الماده الغذائيةإلى ان تصبح سميكه لزجه فتأخذ  طري

المصدر: كتاب نظرة على النعام لمؤلفة الدكتور / عاطف أبوزيد الطبعة الأولى2008 رقم الإيداع بدار الكتب القومية: 7073/2006
  • Currently 137/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 4591 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2010 بواسطة abouzeid

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

36,379