دكتور ابو الحسن عبد الموجود ابراهيم ابوزيد

لدعم العمل الاجتماعى وتنمية البحث لطلاب الخدمة الاجتماعية

 

البرنامج في العمل مع الجماعات

إعداد

أد 0 جابر عوض سيد

مقدمة

    البرنامج هو ما تقوم به الجماعة لإشباع حاجاتها، ولقد كان البرنامج مرادفا للنشاط غير أن المفهوم الحديث يتضمن جميع ما تقوم به الجماعة من أعمال وأنشطة وما يرتبط بذلك من تفاعل وعلاقات وخبرات تصمم وتنفذ بمساعدة الأخصائى وتستهدف إشباع حاجات الأعضاء وتحقيق نمو الفرد والجماعة.

    ونرى أن البرنامج هو الأنشطة والعلاقات والخبرات التى تصمم وتنفذ بمساعدة الأخصائى وتهدف تحقيق التنشئة والتنمية لأعضاء الجماعة.

    وللبرامج أنواع منها ما يرمى إلى مقابلة احتياجات معينة فى الفرد جسمية أو عقلية أو وجدانية وبعضها يرمى إلى تحقيق أكثر من ناحية واحدة فالبرامج الفنية يمكن أن تشبع الاحتياجات العلمية والوجدانية وهكذا.

        وقد تتأثر البرامج بحاجات المجتمع أكثر من تأثرها برغبات أفراده وميولهم ويتضح ذلك فى الجماعات التى تعيش فى مجتمعات ذات مستويات اجتماعية واقتصادية يدفعها أن تصمم برامجها على أساس رفع مستويات المجتمع قبل الاهتمام بتحقيق ميول أفرادها ورغباتهم.

مفهوم البرنامج :

        ينظر إلى البرنامج باعتباره المفهوم أو المدرك أو الفكرة المجردة التى تحوى على أوجه النشاط المختلفة والخبرات لكل من الفرد والجماعة التى توضع وتنفذ بمعرفة الجماعة ومساعدة الأخصائى لمقابلة حاجاتهم وإشباع رغباتهم منذ بدء التفكير فى البرنامج (حفل تمثيلى مثلا) إلى أن تتم الحفله، وعليه فالتعريف الحديث للبرنامج هو أى شئ وكل شئ تمارسه الجماعة بمساعدة الأخصائى.

وعلى ذلك فإن مفهوم البرنامج يشمل:

1- ما قبل الحفلة (مرحلة الإعداد):

    منذ تم اقتراح الفكرة إلى أن تقررت وتم توزيع المسئوليات وإجراء البروفات على الفقرات التى سيتم تقديمها.

2- التنفيذ العلمى (مرحلة التنفيذ):

    من حيث الفقرات التى تم تقديممها والمسئولين عن إدارة المسرح والديكور والمكياج والستارة والملقن وحفظ النظام بالصالة ... إلخ.

3- ما بعد الحفلة (مرحلة التقديم):

    عن طريق التعريف على الإيجابيات والسلبيات بالنسبة لكل فرد اصطلح بالمسئولية بالنسبة للجماعة ككل والمواقف الطارئة التى واجهتها الجماعة وكيف تصرفت فيها وما هى الدروس المستفادة للمرات القادمة.

وتعددت الآراء ووجهات النظر المختلفة حول تحديد مفهوم البرنامج حسب التخصصات والمهن المختلفة .

تعريف البرنامج بصفة عامة :

<!--البرنامج هو الخطة المرسومة لعمل ما .

<!--البرنامج مجموعة من الوحدات المخططة لتحقيق أهداف معينة بحيث تمهد كل وحدة للوحدة التى تليها وبحيث يتضح الترابط فيما بينها .

<!--البرنامج هو تكتيك دقيق ومحدد فى تهيئة وإعداد الموقف التربوى لمدة زمنية محددة ووفقاً للتخطيط وتقييم هادف محدد يظهر فيه التكامل المنشود ويعود على الفرد بالنمو المرغوب فيه .

<!--البرنامج مجموعة من المهارات المنظمة بطريقة متدرجة أو متقدمة من خلال مادة لغوية فى صورة وحدات ودروس محدد لها أهداف وأنشطة والخطة الزمنية اللازمة للتنفيذ وإجراءات التدريس والتقويم .

<!--البرنامج خطة تتضمن عدة أنشطة لتنمية قدرات الفرد ومهاراته ويجب أن يهتم بأن يكون لكل نشاط من أنشطته هدف محدد وأن يراعى التكامل والتناغم بين الأنشطة المتمثلة فى اللعب والقصص والتمثيل ومراعاة التنوع تجنباً للتكرار والملل .

<!--البرنامج عبارة عن سير العمل الواجب القيام به لتحقيق الأهداف المقصودة كما يوفر الأسس الملموسة لإنجاز الأعمال ويحدد نواحى النشاط الواجب القيام بها خلال مدة معينة 0

مفهوم البرنامج فى العمل مع الجماعات :

<!--البرنامج لا يعنى أنواع النشاط فى الجماعة فحسب وإنما يمتد ليشمل كافة أنواع العلاقات والسلوك داخل الجماعة وخارجها فالبرنامج إذن هو كل ما تفعله الجماعة من أجل تحقيق حاجاتها وأهدافها بمساعدة الأخصائى .

<!--البرنامج هو كل الأفعال والعلاقات والخبرات التى يمارسها الأعضاء وتوفرها الحياة الجماعية فى ضوء تقدير احتياجات الأعضاء ، ويصممها الأعضاء وأخصائى الجماعة وتحقق نمو الفرد والجماعة وتساهم فى تغيير المجتمع .

<!--البرنامج هو كل الأنشطة التى تقوم بها الجماعة بما فيها الأنشطة الترويحية والأنشطة الاجتماعية التى يستخدمها الأعضاء فى الجماعة .

<!--كما يشير البرنامج إلى مجموعة الأنشطة المخططة التى تحقق هدف محدد مسبقاً والبرنامج لا يعتبر هدفاً فى حد ذاته ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف متعلقة بنمو الأفراد والجماعات والمجتمعات وفكرة البرنامج تشمل مجالات النشاط والعلاقات وردود الأفعال والاستفادة بخبرات الأفراد والجماعات .

<!--ويرى أيضاً أن البرنامج بأنه كل نشاط موجه يمارس مع الجماعات الصغيرة وذلك لمقابلة الحاجات الاجتماعية والنفسية التى توجه لأعضاء الجماعة وللجماعة ككل وذلك من خلال نسق تقديم الخدمة .

<!--ويشتمل البرنامج على المجال الكلى للأنشطة والعلاقات والتفاعلات والخبرات للأفراد والجماعات التى توضع وتنفذ بمعرفة الجماعة ومساعدة أخصائى الجماعة لمقابلة احتياجات الأفراد والجماعة .

<!--والبرنامج هو المفهوم أو المدرك أو الفكرة المجردة التى تحتوى على أوجه النشاط المختلفة والعلاقات والتفاعلات والخبرات للفرد والجماعة التى توضع وتنفذ بمعرفة الجماعات وبمساعدة أخصائى الجماعة لمقابلة حاجاتهم وإشباع رغباتهم ، ولذلك يعتبر البرنامج أداة تفاعل للجماعة وبدونه لا يمكن أن تستمر وتتطور وتؤثر فى أعضائها وتقوم بدورها فى إشباع حاجاتهم وميولهم المختلفة.

ويمكن أن نحدد مفهوم البرنامج من وجهة نظر د. نبيل إبراهيم  والذي اعتمدنا على توجهات فى عرض هذا الموضوع فيما يلى :

<!--أحداث أو نشاط أو خدمات فى المواقف الاجتماعية التى يمر بها الأعضاء ويشتركون فيها .

<!--تفاعل نتيجة علاقات اجتماعية تتم بين الأعضاء بعضهم البعض وبينهم وأخصائيو الجماعات .

<!--خبرات ومهارات واتجاهات ومعلومات يكتسبها الأعضاء نتيجة لما يمارسه الأعضاء من نشاط ولما يتم بينهم من علاقات اجتماعية .

<!--إشباع الاحتياجات الفردية والجماعية .

وفى ضوء هذا التفكير الشامل عن البرنامج يمكن للأخصائى مساعدة عضو الجماعة الذى يرغب فى الانضمام إلى جماعة التمثيل فعلى الرغم من عدم توفر القدرة التمثيلية لديه يمكن للأخصائى اشراكه فى فريق التمثيل على أن يعهد إليه بمسئولية الديكور والإضاءة .. إلخ.

البرامج فى خدمة الجماعة وسيلة أم غاية :

    يعتبر البرنامج فى طريقة العمل مع الجماعات وسيلة أو أداة يستخدمها الأخصائى لتحقيق هدف أساسى هو نمو العضو والجماعة فليس غرضنا عند العمل مع الجماعات هو مجرد ممارسة النشاط فى حد ذاته وهذا العمل يمكن أن يؤدية أى شخص غير الأخصائى بل إن الأخصائى يتدخل فى التفاعل أثناء ممارسة الأنشطة ويوجه هذا التفاعل نحو الوجهة المرغوبة فعندما لا يتعاون أحد الأعضاء مع بقية الفريق حتى يحرز جميع الأهداف أثناء مباراة فى كرة القدم لأنه يتصف بالأنانية فيتدخل الأخصائى موجها إياه نحو ضرورة التعاون ويشجعه على ذلك حتى يتغير سلوكه من الأنانية إلى التعاون.

    كما أن الأفراد الذين لديهم استعداد لتحمل المسئولية القيادية يساعدهم الأخصائى على تنمية هذا الاستعداد من خلال قيادة الأنشطة أو اجتماعات الجماعة أى أننا نستخدم الأنشطة كوسيلة مثل أى وسيلة أخرى لتحقيق الأغراض المهنية لطريقة العمل مع الجماعات إذن البرنامج هو وسيلة وليس غاية فى خدمة الجماعة.

    ويتركز الغرض الثلاثى لخدمة الجماعة فى نمو الفرد ونمو الجماعة ونمو المجتمع ويمكن تحقيق ذلك عن طريق الخبرات التى يقوم بها تزويد الأعضاء عن طريق أوجه نشاط البرنامج الذى تضعه وتنفذه الجماعة بمساعدة الأخصائى.

عناصر عملية وضع البرنامج:

    هناك مجموعة من العناصر المتعددة يجب مراعاتها عند وضع البرنامج منها الميزانية المتاحة وإمكانيات المؤسسة وإمكانيات المجتمع المحلى وقدرات الأعضاء ... إلخ وسنكتفى بعرض أهميتها:

    هناك مجموعة من العناصر المتعددة يجب مراعاتها عند وضع البرنامج، منها الميزانية المتاحة، والمكان وإمكانية المؤسسة المحلى وقدرات الأعضاء والوقت المتاح... إلخ ونكتفى بعرض بعضها فيما يلى:

 

(1) الأعضاء:

    من حيث حاجتهم ورغباتهم وقدراتهم وعلاقاتهم ببعض وبالأخصائى وكذلك معاييرهم وخبراتهم الأسرية السابقة.

 (2) أخصائى الجماعة:

    الذى يكون له مهاراته ومعلوماته الفنية وقدراته الخاصة وعلاقاته بالأعضاء وما يقوم به كمثل للمؤسسة التى يعمل بها وهو يحمل قيم كل من المؤسسة والمجتمع المحلى، بالإضافة إلى قيمه الخاصة.

 (3) محتويات البرنامج:

    فالجماعة لها إمكانياتها لمقابلة حاجات أعضائها وإشباع رغباتهم وصياغة أو تغيير قيمهم فى ضوء قيم المجتمع الذى تعيش فيه.

    وأن تفاعل كل العناصر السابقة أمر ضرورى عند وضع البرنامج إذا ما أريد تزويد الأعضاء فى الجماعة بالخبرات التى يكون لها قيمتها فى تكوينهم وتكيفهم كمواطنين صالحين. ويجب ألا يطغى عنصر على الآخر بل يجب أن يكون هناك اتزان بين كل هذه العناصر.

أهمية البرنامج فى خدمة الجماعة :

تتضح أهمية البرنامج فى خدمة الجماعة من خلال النقاط التالية :

<!--البرنامج فى طريقة خدمة الجماعة هو الأداة التى تستخدم فى توجيه التفاعلات بين أعضاء الجماعة ، تلك التفاعلات التى يقوم بها أخصائى الجماعة بتوجيهها بغرض تحقيق الأهداف التى تسعى الجماعة لتحقيقها .

<!--يعتبر البرنامج من العناصر الرئيسية والضرورية والذى عن طريقه يتم تزويد أعضاء الجماعات بالخبرات والمهارات والمعارف اللازمة لهم فى مختلف ميادين الحياة ، كما يتيح للأعضاء ممارسة الأدوار الاجتماعية المختلفة واكتساب الخبرات الاجتماعية عن طريق تعامله مع الآخرين ، بالإضافة إلى أن قيم ومعايير الأعضاء تتعدل عن طريق النشاط الجماعى.

<!--البرنامج وسيلة لإشباع ميول الفرد واحتياجاته من ناحية كما تقابل احتياجات الجماعة والمجتمع من ناحية أخرى . وبهذا يعتبر البرنامج وسيلة أساسية صالحة لنمو الفرد والجماعة والمجتمع .

<!--برنامج الجماعة فى الواقع هو مجموعة من التجارب والأنشطة التى تصنعها الجماعة وتخططها ليكون وسيلتها فى تنشئة أفرادها  لأن برنامج الجماعة هو العمل أو النشاط الذى تمارسه فى المجتمع فتغير عن طريقه من القيم والتقاليد والعادات وأنماط السلوك السائدة التى قد تكون عائق فى طريق تنمية المجتمع.

<!--تطور مفهوم البرنامج تطوراً كبيراً وأصبح يتضمن مجالاً شاملاً لكل ما يتفاعل داخل الجماعات من أنشطة وعلاقات وخبرات يعبر عنها أعضاؤها عندما يجتمعون معاً ليخططوا أو ينفذوا أو يتابعوا موضوعاً أو نشاطاً سواء كان هذا النشاط محققاً لأغراضهم الخاصة أو محققاً لأغراض عامة فى خدمة المجتمع .

<!--أن برنامج الجماعى لا يقتصر على الأنشطة الترويحية فحسب ، فقد ساد مثل هذا الاتجاه مع بداية نشأة طريقة خدمة الجماعة ، أما مضمون البرنامج حديثاً فقد أصبح يشتمل على أنواع عديدة من الممارسة المهنية والعلمية والثقافية والصحية والاقتصادية والتعليمية تأسيساً على أن طريقة خدمة الجماعة قد اتجهت إلى العمل مع كافة الجماعات الإنسانية وليس فقط جماعات وقت الفراغ.

<!--أن البرنامج أصبح أعمق وأشمل من مجرد أنواع من النشاط الترويحى ، ذلك لأن البرنامج هو مجموعة من التجارب والخبرات التى تهيأ للفرد بقصد إكسابه العديد من المميزات التى يحتاجها خلال مراحل نموه المختلفة .

<!--خدمة الجماعة كطريقة من طرق الخدمة الاجتماعية تنظر إلى البرنامج على أنه وسيلة لتحقيق غاية معينة هى مساعدة الفرد على التوافق فى الجماعة باعتباره محور النشاط ذلك لأن الفرد فى نظر خدمة الجماعة هو بؤرة الاهتمام من أجله تنظم الجماعات وفى سبيله تبذل الجهود .

<!--أن برنامج الجماعة تمتد أهميته فى أنه وسيلة للاستفادة من المهارات التى يكتسبها أعضاء الجماعة فى تقديم خدمات للآخرين ومساعدتهم .

<!--أصبح مهمة العاملين مع الجماعات هى توجيه برامج الجماعات والتى يجب أن تحقق وتشبع ميول ورغبات أعضائها لتحقق نمواً اجتماعياً للجماعة وأعضائها ، وكلما كان تصميم البرنامج وتخطيطه مدروساً ومنظماً كلما أدى ذلك إلى تحقيق الأغراض المنشودة من الجماعة .

<!--تعتبر برامج الجماعة أداة لمساعدة أعضاء الجماعة على مواجهة مشكلاتهم وصعوباتهم .

<!--على الأخصائيين العاملين مع الجماعات أن يوائموا فى توجيه برامج الجماعات بين حاجات الأفراد الذين ينتمون إلى الجماعات وبين حاجات المجتمع .(<!--)

أهداف البرنامج ووظائفه:

    تشمل الأهداف التى ينبغى تحقيقها بالبرنامج:

<!--اشتراك أكبر عدد ممكن من الأعضاء فى النشاط.

<!--تحقيق أكبر فائدة ممكنة وأقل مجهود داخل تكاليف وأقصر وقت ممكن.

<!--إتاحة الفرصة لكل فرد فى الجماعة لكى ينفس عن رغباته المكبوتة.

<!--تهيئة الفرصة لاكتشاف القدرات والاستعدادات.

<!--تنمية الهوايات الموجودة لدى الشباب.

<!--إتاحة الفرصة لتدريب الشباب على ممارسة الحياة واكتساب المرونة اللازمة.

<!--تدعيم أسس الديمقراطية السليمة بالممارسة.

المبادئ التى يجب أن يقوم عليها تصميم البرنامج:

1- أن تكون وليدة رغبات الأعضاء:

    حين يستجيب العضو لما تتطلبه الجماعة التى ينتمى إليها من احترامه لنظمها والتصرف لقيمها وتقليدها فإنه يفعل ذلك من تلقاء نفسه وبرضائه وارتياحة وذلك فهى لا تمارس على العضو سلطة تلزمه باتباع ما تضمنه له من قواعد السلوك ووسيلتها الوحيدة فى إلزامه بذلك هو ما توفره له من فرص إشباع ميوله ورغباته. فإذا لم توفر له ما يشبع هذه الميول فإن ولائه لها يضعف تدريجيا حتى ينتهى الأمر بأن تفقد هذه الجماعة فى نظره أهميتها وربما أدى ذلك إلى استجابة منها أو على الأقل تخلفة عن حضور اجتماعاتها. لذلك يجب أن تصمم البرامج فى ضوء رغبات وميول أعضائها ومصادر الأخصائى فى التعرف على هذه الميول والرغبات عديدة ومن أهم ما درسه من مميزات مرحلة النمو التى يعمل معها وملاحظة الأعضاء ومناقشة الجماعة والاستفتاء والسجلات السابقة للأعضاء وغيرها.

2- أن تكون البرامج مرتبطة بحاجات الأعضاء:

    لعضو الجماعة حاجات بدنية يجب أن تتيح لها البرامج فرصة اكتساب اللياقة البدنية وحاجات نفسية إذ لابد أن يشعر بأن له أصدقاء وأنه مرغوب فيه وحاجات تتطلب أن ينمى مهارته فى تكوين علاقات اجتماعية ناجحة بالغير كما لابد أن يكون له مكانة اجتماعية مرضية وتكسبه ثقته بنفسه وحاجات عقلية تمكنه من استخدام ذكائه وقدراته الإدراكية فى الابتكار وجمع الحقائق والتصرف فى المواقف المختلفة وعلى ذلك فإن البرنامج لا تحقق أهدافها التربوية إلا إذا كانت توفر أنواع من النشاط ترتبط بحاجات الأفراد المتنوعة وقد يكون العضو واعيا أو غير واع لهذه الحاجات ولذلك لابد وأن تحققها له برامج الجماعة.

3- أن تكون البرامج ملائمة لقدرات واستعدادات الأعضاء:

    لنجاح أى برنامج لابد أن يراعى ملائمته لقدرات واستعدادات الأعضاء فلو كان مستوى أنواع النشاط فى البرنامج أعلى بكثير من مستوى قدرات واستعدادات الأعضاء فإنه يصبح شاقا وعرا ويفقد قيمته التربوية لأنه كثيرا ما يترتب عليه الشعور الأعضاء بالعجز والفشل وكذلك الحال لو كان البرنامج أقل بكثير من مستوى الأعضاء فإن مثل هذا البرنامج يتحدى ويستثير قدرات الأعضاء واستعداداتهم.

4- أن يتوفر فى البرنامج عناصر المرونة التنوع والتطور:

    لابد أن يتوفر فى البرنامج عنصر المرونة حتى يمكن مواجهة الظروف لطارئة التى تحتم تعديل بعض نواحى النشاط وربما استبدالها بغيرها فقد يحدث أحيانا أن يكون النشاط المتفق عليه يتحتم أداؤه فى الخلاف ثم تطرأ تغيرات فى الجو مما يستدعى أن يستبدل بنشاط آخر كلما قد يكون النشاط الذى يستوجب عددا كبيرا ثم يحدث أن يتخلف بعض الأعضاء الأمر الذى يستعدى تعديله حتى يتناسب عدد الحاضرين ولابد أن يتوفر فى البرنامج أيضا عناصر التنوع فى النشاط على ما هو عليه دون تغير مدة طويلة لا يلبث حتى يفقد البرنامج حيويته ويقل حماس الأعضاء له وإقبالهم عليه.

    ويتحتم أيضا أن يكون البرنامج متطور ليستطيع أن يواجه ما يستلزمه تطور الأعضاء وانتقالهم من مرحلة إلى أخرى فالتطور من طبيعة النمو وطالما أن البرنامج هو وسيلة النمو فلابد أن يكون أيضا متطورا ومعنى تطور البرنامج هو أن يكون انواع النشاط التى يشتمل عليها متدرجة فيما تكسبه الأعضاء من معلومات ومهارات بحيث تتيح دائما فرصا جديدة لاكتساب المزيد منها.

5- أن ترتبط البرامج بالمجتمع وتنبثق منه:

    لابد أن ترتبط البرامج بالمجتمع بحيث تدعم البرامج الثقافية والترويحية والرياضية والفنية لاعضاء الجماعة بمجتمعهم وتزيد من ولائهم لهذا المجتمع وعلى ذلك فلابد أن ترتبط هذه الأنواع من النشاط بأهداف المجتمع الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية فكلما ارتبطت برامج الجماعات بالمجتمع كلما أدى ذلك إلى مزيد من التفاعل بينهما.

6- فهم الفرد:

    أن الأساس الأول فى وضع البرنامج هو أن تكون مبنية على مدى فهم هذا الفرد الذى تعمل هذه البرامج على تقدمه ومن المعروف أن الفرد كثير الاحتياجات متقلب النزعات لذا تعمل أن تتصف البرامج بالمرونة حتى تكون دائما كفيلة باتباع حاجات مشجعة على أفعاله.

7- مستوى المعيشة ومستوى البرنامج:

    من الأسس الهامة عند وضع البرنامج أن تكون فى مستوى يتناسب مع المستويات السائدة فى بيئة أعضاء الجماعة بمعنى أنه لا يصح تصميم برنامج فى مستوى أعلى بكثر من مستويات الأعضاء أنفسهم حتى لا ينتقل الفرد طفرة واحدة من مستوى بيئة إلى مستوى غريب عنه، مما يبعث فيه قلقا نفسيا لذلك من الأهمية بمكان أن تراعى الظروف الاقتصادية والاجتماعية القائمة فى البيئة حتى توضع البرامج المناسبة على ضوئها.

8- الديمقراطية فى الوضع والتنفيذ:

    ينبغى أن يشعر الأعضاء أنهم هم الذين يقيمون البرامج بأنفسهم حتى يكون البرنامج لرغبات الأعضاء وميولهم واهتماماتهم ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق الديمقراطية وتبادل الآراء والتعبير عن الرغبات فى صراحة وحرية تامة أى من ناحية التنفيذ من المهم أن يشترك العضو مليا فى التنفيذ بما يتناسب مع قدراته وامكانياته.

9- الكناية والإشباع:

    ينبغة أن تكون البرامج كفيلة بكفاية حاجات الأعضاء جميعا كما ينبغى أن تكون حاوية من العناصر ما يكفى كل عضو على حدة وهذا لا يتم إلا إذا كانت البرامج غنية بالأنواع الإيجابية للنشاط.. كما يراعى أن تكون وسيلة لتمويل أنواع النشاط الفردى إلى نشاط جماعى بقدر المستطاع. ويجب أن تحقق أيضا القدر من الإشباع للأعضاء من خلال اتفاقها مع ميول واستعدادات ورغبات أعضاء الجماعة وأن يكون له هدف يرمى إلى تحقيقه للجماعة ككل.

10- مراعاة الزمان والمكان"

    من البرامج ما لا يصلح تنفيذه فى أماكن هادئة وبعضها يحتاج الأماكن الخلوية أو الشاطئية ومن ثم ينبغى دراسة كل موارد البيئة واختيار أصلحها للتنفيذ.

11- السن والجنس:

    تمتاز كل مرحلة من مراحل النمو بميزات خاصة ويختلف ميول الأفراد باختلاف هذه المراحل فالمراهقون يقضون وقت فراغهم فى ممارسة الألعاب الرياضية بينما كبار السن يميلون إلى النشاط الاجتماعى والاطلاعى والجنس أيضا عامل مهم يجب مراعاته عند وضع البرنامج فالمجتمع يفرض قيود خاصة على الأنثى بالإضافة على طبيعة كل منهما التى تضعه فى برامج معينة دون غيرها.

12- عدد المشتركين فى البرنامج:

    لابد عند وضع أى برنامج أن تحدد أعضاء الجماعة التى يوضع لها البرنامج الأمر الذى يحدد حجم المكان وأعداده.

13- الوقت والتنظيم:

    لابد فى هذا مراعاة عامل الوقت فى المواعيد المحددة والانتهاء وتقسي الوقت إلى فقرات البرنامج بل تتابع وتنظيم وتنويع فقرات البرنامج عاملا هاما فى نجاحه أو فشله وفترات الراحة.

 

الجوانب التى يهتم بها أخصائى الجماعة عند مناقشة البرنامج :

    ان القضية التى تواجه كل من الجماعة والأخصائى هى تقسيم العمل وهى أن الوظيفة يجب أدائها ويجب أن يتم تقسيمها وتوزيعها بطريقة تضمن أن العمل سوف يتم أدائه وعليه قد يقوم أعضاء الجماعة لتنفيذ بعض الوظائف ويقوم الأخصائى بتنفيذ البعض الآخر.

    وعلى الأخصائى التعرف أولا على حاجات العملاء واختيار إشكال النشاط التى سيتم إنجازها وهناك المفاهيم المتداولة فى هذا الشأن وهى تشخيص احتياجات العميل ووصف العلاج بالنسبة لصياغة نظرية خدمة الجماعة فإن هذه الوظائف يتم تحديدها بواسطة الأخصائى أما لتنفيذها بواسطته فقط أو مشاركة بينه وبين أعضاء الجماعة.

عندما يشترك أخصائى الجماعة مع أعضاء الجماعة فى مناقشة البرنامج فإنه يهتم أساساً بثلاثة جوانب هى :

1- تحديد اتجاه الجماعة فى مجال النشاط :

     يهتم أخصائى الجماعة بمساعدة الجماعة فى تحديد اتجاه الجماعة فى مجال النشاط الذى يتفق عليه أعضاؤها ويقيهم من التشعب والشطط فإذا كان اتجاه الجماعة يدور حول نشاط اجتماعى أو نشاط ثقافى فإن واجب أخصائى الجماعة العمل  فى حدود هذا الاتجاه إلا إذا أحس الأعضاء أنفسهم برغبة ملحة فى إحداث تعديل أو تغيير فى مجال نشاطهم ورأوا مناقشة الموضوع من جديد وانتهوا إلى اتفاق تام يعبر عن اقتناع ورغبة وإيمان فإن أخصائى الجماعة يستطيع فى هذه الحالة أن يقدم خبراته وتجاربه بما يعاون الجماعة على تحقيق أهدافها الجديدة .

2- تحديد أنواع النشاط المعبرة وفق اتجاه الجماعة :

    وعندما يتم تحديد الاتجاه العام للجماعة فى مجال النشاط يعاون أخصائى الجماعة الجماعة على اختيار أنواع النشاط المناسبة ، ففى مجال النشاط الثقافى مثلاً قد تعبر الجماعة عن اتجاهها العام نحو تناول هذه الناحية ويعاونها أخصائى الجماعة فيما تنظمه من محاضرات وندوات وحلقات للبحث ودراسات أو ما يتصل بالقراءة والإطلاع كالتأليف والترجمة أو التلخيص أو التحرير .

3- تحديد الوسائل التى تنفذ بها الجماعة أنواع النشاط :

    وإذا ما وصلت الجماعة إلى اختيار أنواع النشاط التى تتفق ورغبات أعضائها فإن أخصائى الجماعة يساعد الجماعة على تحديد الوسائل التى ينبغى أن يستخدمها للتنفيذ كبحث إمكانات الأعضاء وإمكانيات المؤسسة والبيئة والاتفاق على الأماكن والظروف المناسبة واختيار القيادة من بين أعضائها وما إلى ذلك من شئون تحقق تلك الرغبات وتعين على تنفيذ القرارات .

    ودور أخصائى الجماعة فى جميع هذه الأحوال هو دور لمساعد ومهما كان أخصائى الجماعة متخصصاً فى الموضوع الذى يهم الجماعة تناوله ، ومهما وصل إلمامه بأصول تخطيط البرنامج الذى يناقشه الأعضاء فلا يجوز أن يتجاوز حدود وظيفته فيعرض رأيه على الجماعة أو يوصى الجماعة بالأخذ به دون اقتناع فى حثهم على التعبير عن أنفسهم فى ثقة فهى فى الواقع معاونة محدودة مشروطة يقصد بها تهيئة الجو الصالح للعمل فى استقلال وحرية مع اعتماد على النفس واستثمار للمواهب والمهارات . 

 

أنواع البرامج فى العمل مع الجماعات

     تتنوع البرامج وتختلف لأشياع حاجات الأعضاء الذين تتكون منهم الجماعة وأثناء توجيه الجماعة يستهدف الأخصائى مساعدة الأفراد فى استخدام علاقاتهم وارتباطاتهم بعضهم ببعض فى تحقيق نموهم ونضجهم وتتضمن طاقة البرنامج مقومات التكوين الاجتماعى والنفسى والعقلى والحسى للفرد.

وفيما يلى عرض موجز لأنواع البرامج:

1- البرامج الصحية:

2- البرامج الرياضية:

3- البرامج الفنية:

4- البرامج الثقافية:

5- البرامج الاجتماعية:

    تهدف هذه البرامج إلى تزويد الأعضاء المهارات الاجتماعية اللازمة للحياة فى المجتمع والتكامل مع الآخرين بحيث يحافظون على حقوقهم ويحرصون على القيام بواجباتهم ويأتى ذلك عن طريق حماية الأساليب الديمقراطية فى الجماعات والمجالس المختلفة التى تنتمون إليها مثل اتحادات الطلاب والنقابات والجمعيات التعاونية كما تشمل البرامج الاجتماعية ألوانا مختلفة من النشاط كالرحلات والزيارات والمعسكرات ومشروعات الخدمة العامة وكلها ترمى فى مجموعها إلى ربط الأعضاء بالمجتمع وتنمية ولائهم وانتمائهم له.

بعض الفروق الفردية التى يجب معرفتها عند وضع وتصميم البرنامج:

<!--يمر الإنسان فى حياته بمراحل نمو متعددة لكل منها صفاتها ومميزاتها الجسمية والعقلية والانفعالية ولابد للأخصائى معرفتها ليساعد الجماعات على وضع البرنامج الذى يتفق مع مستويات الأعضاء.

<!--ان مراحل نمو الإنسان ليست منفصلة عن بعض فالنمو عملية مستمرة ويجب ألا يفوتنا مبدأ الاختلاف الذى يطبق عليه الأفراد فالنمو يتفاوت من فرد لآخر ولذا يجب الاعتراف بالفروق الفردية عند العمل مع الجماعات.

 

عوامل نجاح البرنامج :

يتوقف نجاح البرنامج فى طريقة خدمة الجماعة على العوامل التالية :

<!--إدراك أن البرنامج تشتمل على كافة أوجه النشاط التى تقوم بها الجماعة والعلاقات والتفاعلات والخبرات الناتجة عن تلك الأنشطة .

<!--معرفة بالوسائل والطرق إلى تساعد على اكتشاف حاجات ورغبات أعضاء الجماعة وأيضاً تحديد أغراض البرامج التى تشبع تلك الاحتياجات .

<!--تكافؤ الفرص لجميع أعضاء الجماعة لممارسة جميع الأنشطة والتعبير عن حاجاتهم ورغباتهم كما يجب إعطاء الفرصة لجميع الأعضاء للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم .

<!--معرفة بالطرق المستخدمة فى عملية بناء البرامج مثل المناقشات والأحاديث والتخطيط والإطلاع والوسائل السمعية والبصرية وغير ذلك .

<!--تنوع الأنشطة واستمرارها ، حيث يجب أن يشتمل البرنامج على أنواع متعددة من الأنشطة ، مع التوازن بين البرامج التى تشبع الاحتياجات المختلفة .

<!--مراعاة الفروق الفردية لأعضاء الجماعة من حيث القدرات والمستويات المختلفة عند وضع وتصميم البرنامج بما يتيح فرص النمو والتقدم .

<!--اكتساب أعضاء الجماعة أثناء ممارستهم للبرنامج بعض الصفات المطلوبة مثل المبادأة ، الابتكار ، المثابرة ، التعاون ، الاعتماد على النفس ، القيادة والتبعية ، تحمل المسئولية .

<!--تدريب أعضاء الجماعة على حل ما يواجههم من مشكلات وكيفية التغلب على ما يقابلهم من صعاب ، مع التنبؤ ببعض النتائج المترتبة على خطوات تنفيذ البرنامج .

<!--الربط بين برامج الجماعة كأنشطة الجماعات الأخرى الموجودة بالمؤسسة أو المجتمع المحلى ، وإحداث التكيف بينهم على أن تحقق جميع برامجها أهدافاً اجتماعية .

<!--معرفة بوسائل وطرق التقويم حتى يمكن التعرف على مدى تحقيق البرنامج لأهدافه وتأثيره على العضو والجماعة والمؤسسة والمجتمع .(<!--)

 

<!--[if !supportFootnotes]-->

<!--[endif]-->

 

<!-- ) نبيل إبراهيم أحمد : مرجع سابق ، ص ص 38 : 39 .

المصدر: اعداد اد جابر عوض سيد
aboalhsn-666

دكتور ابو الحسن عبد الموجود

  • Currently 89/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 7757 مشاهدة
نشرت فى 28 أكتوبر 2010 بواسطة aboalhsn-666

ساحة النقاش

Socialresearch

السلام عليكم
ممكن نتحصل هلى المرجع بالكامل
وشكرا لك على الاثراء

عدد زيارات الموقع

168,445