الفارابي في كتاب الحروف كتب كلاما عجيبا يقارب أسئلة أفرزتها الحرب
لماذا يموت الفنانون تباعا ولماذا تموت عيل. بأكملها ولم الطبقة المتوسطة وما يعرف بالمثقفون يبدون كالمتفرجين لا يصيبهم من المصائب سوى حصصهم المعتادة قبل الحرب
لن أجيب أنا لكني سأذكر ما اعتبره بمثابة جواب من كلام الفارابي المعلم الثاني :
(
( وبين أن العوام والجمهور هم أسبق في الزمان من الخواص
الخواص: الفلاسفة، الحاذقون في كل صنعة عملية وليس الحاذق من كل صنعة
ويجعل الخواص أولا في الجودة على الإطلاق الفلاسفة ثم الجدليون والسفسطائيون ثم واضعو النواميس ثم النواميس ثم المتكلمون والفقهاء
ثم العوام والجمهور
الأطباء يعدون نفسهم على الخواص
وذلك أن كل من قلد أو تقلد رئاسة مدنية أو يصلح لأن يتقلدها أو كان معدا لأن يتقلدها يجعل نفسه من الخواص
الفلاسفة الذين هم فلاسفة بإطلاق هم الخواص ومن يعد من الخواص انما يعد منهم لأن فيهم شبها من الفلاسفة الذين يركبون ألفاظ جيدة هم حكماء تلك الأمة ومدبروهم
ورؤساء الجمهور من الجمهور وملوك الجمهور من الجمهور.
المعارف المشتركة التي هي بادئ رأي الجميع هي أسبق في الزمان من الصنائع العملية ومن المعارف التي تخص صناعة منها وأول ما يحدثون.ويكونون هؤولاء يعملون بالفطرة وبملكة طبيعية لأن اعتياد ه سبق ذلك واذا كرر فعل شيء من نوع واحد مرارا كثيرة حدثت ملكة اعتيادية إما خلقية أو صناعية ثم احتاج اللغة وظهرت أول الحروف والذين يركبون ألفاظ جديدة هم حكماء تلك الأمة ومدبروهم.
اذا فرؤساءء الجمهور اللذين يحفظون عليهم الأشياء والتي هم بها جمهور ويستعملونهم في التي هم بها جمهور هم من الجمهور. واذا كان الرئيس غرضه في حفظها عليهم واستعمالهم فيها هو غرضهم بأن يحصل له وحده وبأن يحصل لهم فهو منهم فاذن رؤساء الجمهور اللذين هم هكذا هم من الجمهور أيضا فهذه صناعة أخرى من صنائع الجمهور وهي أيضا صناعة عامية إلا أن أصحابها والمعنيين بها يجعلون أنفسهم من الخواص. فإذن ملوك الجمهور هم أيضا من الجمهور. ).
لا يمكنني كتابة أكثر وعليك انت قراءة الكتاب لأنه جميل وجدير بالقراءة.
ساحة النقاش