الرئيسية مقالات اليوم


1 Share on print حسام فتحى 31 يوليو 2012 05:45 PM

 

ومَن لا يحب العيش فى وطن نظيف؟!.. ومَن لا يهفو لتنشق هواء نقى، ويشرب مياهًا غير ملوثة؟! ويأكل طعامًا لم تسقَ فاكهته وخضرواته بمياه خالطتها المجارى!

الوطن النظيف الذى نريده ليس فقط ذلك البلد الذى تخلو شوارعه من جبال القمامة وأكداس النفايات، وليس فقط المكان الذى يشمر شبابه سواعدهم ليكنسوا الشوارع، وينظفوا الحوارى ويغسلوا بلاط الأزقة، ثم يسارع بعض المأجورين إلى إعادة توزيع «الزبالة» على الشوارع الرئيسية بعد أن يقبضوا المعلوم من «الطرف الثالث» الخفى، ليفشلوا جهود الرئيس المنتخب، ولإظهاره بمظهر غير القادر على تحقيق أبسط وعوده (رفع أكوام القمامة من الشوارع)، فما بالك لو حاول فرض إصلاح حقيقى مبنى على «تنظيف» السلوك مما تراكم عليه من أمراض الكذب والنفاق واللامبالاة والأنانية والفهلوة، والبلطجة، وتراجع القيم والأخلاق وغياب التكافل - عدا شهر رمضان بإعلاناته التى توجع القلوب، واختفاء القدوة الحسنة، والمثل الأعلى، وإعلاء قيم الإيمان والحق والخير والجمال.

لا أقلل أبدًا من مبادرة وحملة «وطن نظيف» التى أطلقها د.محمد مرسى، ولا أثبط أبدًا من عزائم الشباب والشابات، وكل فئات الشعب المصرى التى تشارك فيها، لا دعمًا للرئيس، وإنما لإظهار الوجه الحضارى الحقيقى «للمحروسة» والتأكيد على قيمة «النظافة» التى حثت عليها جميع الأديان، وأشد على كل يد ساهمت فى رفع ورقة واحدة من الـ8 آلاف طن التى نجحت السواعد الشابة فى رفعها من شوارع بلدنا حماها الله، والأهم هو التصدى لمن يحاول وضع العصا فى العجلة، وإفشال الحملة، ليظهر المصريون جميعًا بمظهر من لا يجيد عمل شىء، ولا يستمر فى تحقيق إنجاز، ولا يتواصل مع فكرة جيدة، وهو الانطباع الذى ساد عن شعبنا العظيم طوال العقود الماضية ظلمًا وبهتانًا وعدوانًا لدى شعوب أخرى شقيقة وصديقة، لم تعد ثقتها فى مهارة ومهنية وكفاءة المصريين تسر عدوًا ولا حبيبًا!

كذلك أتمنى أن يتم «تعميق» الفكرة - باعتبار مصر دولة «عميقة»! - ويترسخ الإحساس والشعور بأن «مصر» عادت إلى أحضان أهلها بثورة انتزعتها من عصابة فاسدة اختطفتها لعقود طويلة، وأصبحت مرة أخرى «مصرنا» لا «مصرهم»، وبالتالى يجب أن تتلاشى على الفور سلوكيات تخريب المرافق العامة، وتلويث البيئة، وعدم مراعاة الضمير فى كل مناحى الحياة من التعلم والعمل والعبادة، وكل الظواهر السلبية التى قلّما وجدناها فى دول أخرى كنا نسبقها بأجيال، فسبقتنا بسنوات ضوئية!

أدعو الله أن يتم تطوير حملة «وطن نظيف» بعد نجاحها،- وسوف تنجح بإذن الله - لتصبح «وطن نظيف.. وأخضر» بطرح منافسة بين الشوارع والأحياء والمحافظات بأن يزرع كل منا شجرة أمام بيته، أو شارعه أو حيِّه، وأن يسهم فى تشجير الظهير الصحراوى لمحافظته ومدينته، حتى تصبح بحق مصر الخضراء النظيفة التى نحلم بها جميعًا.

وادعوا الله معى فى هذا الشهر الفضيل أن يصبح وطننا الجميل مصر المحروسة، بلدًا خاليًا من الفساد، خاويًا من المفسدين، يمنح الفرصة للشباب الواعى المثقف المتعلم المحب لبلده العاشق لترابه، كى يدفعه للحاق بركب التطور والتقدم الذى كاد يفوتنا إلى غير رجعة، وأن تعود مصرنا منارة للعلم.. وروضة للتسامح، وواحة للديمقراطية، وتاج العلاء فى مفرق الشرق.. كما كانت.. يا رب.

وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

[email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,652