التوحُّدُ Autism

هو اضطراب في النَّماء والتطوُّر طوالَ الحياة. والتوحُّدُ بحدِّ ذاته ليس إعاقةً في التعلُّم أو مشكلة من مشكلات الصحَّة العقلية أو النفسية ،  لكن يكون لدى بعض المصابين بالتوحُّد إعاقةٌ مصاحبة أو صعوبة في التعلُّم ، أو مشكلة صحِّية عقلية .

التوحُّدُ هو طيفٌ

 وهذا يعني أنَّه في حين يعاني جميع مرضى التوحُّد من صعوبات مشتركة  إلا أنها تؤثِّر فيهم بشكلٍ مختلف. و بعض الذين يعانون من التوحُّد يعيشون حياة مستقلَّة ، وقد يحتاج بعضهم الآخر إلى دعم اختصاصي طوالَ العمر. ويمكن أن يكونَ للتوحُّد تأثيرٌ عميق أحياناً في الأفراد والأُسَر. لكنَّ الحصول على الدعم المناسب يُحدِث فرقاً إيجابياً لدى الشخص المُصاب .

و أفضل شكل معروف للتوحُّد أسبرجر Asperger  وهم يبدون ذكاءً متوسِّطاً أو فوق المتوسِّط غالباً​​. كما تكون مشاكل الكلام لديهم أقلَّ ممَّا هي عند المصابين بالأنواع الأخرى من التوحُّد، ولكن قد نلاحظ صعوبةً في فهم اللغة ومعالجتها.

أسباب التوحد

لا تزال أسبابُ التوحُّد قيدَ الاستقصاء ووفقاً لبعض الدراسات، هناك أدلَّةٌ قوية تشير إلى أنَّ مرض التوحُّد يمكن أن يكونَ بسبب مجموعة مختلفة من العوامل التي تؤثِّر في نموِّ الدماغ وتطوُّره. وهناك أيضاً أدلَّة تشير إلى أنَّ العوامل الوراثية هي المسئولة عن بعض أشكال مرض التوحُّد.

لا ينجم مرضُ التوحُّد عن تنشئة الطفل ، كما أنَّه ليس بسبب خطأ ، لا يوجد علاجٌ شافٍ لمرض التوحُّد. ومع ذلك هناك مجموعةٌ من التدخلات ( تقنيَّات التعلُّم والتطوير) يمكن أن تفيدَ .

أثار مرض التوحُّد

<!--يؤثِّر التوحُّدُ في طريقة تواصل الشخص وعلاقته مع الأشخاص الآخرين.

<!--كما يؤثِّر أيضاً في كيفيَّة إحساسه بالعالم من حوله.

<!--يمكن أن تكونَ الحياةُ اليومية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التوحُّد مُربِكة ومن دون مغزى.

<!--كما يجد المصابون بالتوحُّد فهمَ الآخرين والتواصل معهم صعباً للغاية غالباً، وهذا ما يجعلهم يشعرون بالعزلة.

<!--قد يعاني المصابون بمرض التوحُّد أيضاً من بعض أشكال الحساسيَّة الحسِّية أو من الافتقار إلى الحساسية ، مثال الاستجابة للصَّوت أو اللمس أو الذوق أو الرائحة أو الأضواء أو اللون.

 خصائص للتوحُّد

<!--حبُّ الروتين

يمكن أن يبدو العالمُ مكاناً غير متوقَّع ومربكاً للأشخاص الذين يعانون من مرض التوحُّد. ولهذا السبب يشعرون بالراحة مع الروتين اليومي الثابت ، بحيث يعرفون ما سيحدث كلَّ يوم.

<!--الحساسية الحسِّية

قد يواجه المصابون بالتوحُّد حساسيةً في واحد أو أكثر من الحواس الخمس ، حيث تكون حواس الشخص شديدة ( فرط حساسيَّة ) أو تفتقر إلى الحساسيَّة ( ناقصة التحسُّس ).

<!--الاهتماماتُ الخاصَّة

يكون لدى الكثير من الأفراد الذين يعانون من مرض التوحُّد ، اهتمامات خاصَّة ويمكن لهذه الاهتمامات أن تكونَ أيَّ شيء، بدءاً من السيارات والقطارات وأجهزة الهاتف والكمبيوتر.

<!--صعوبات التعلُّم

قد يكون لدى المصابين بمرض التوحُّد صعوباتٌ في التعلُّم يمكن أن تؤثِّرَ في كلِّ جوانب حياتهم ، فيدرسون في مدارس خاصة لذلك

 :ثالوث الاضطرابات

يتشارك المصابون بمرض التوحُّد ثلاثةَ أشكال من الصعوبات ، والتي تُسمَّى أحياناً ثالوثَ الاضطرابات.

<!--صعوبةُ التواصل الاجتماعي

المصابون بالتوحُّد يجدون صعوبةً في استخدام وفهم اللغة اللفظية وغير اللفظية ، مثل الإيماءات وتعابير الوجه ونبرة الصوت ، وكذلك النكات والسخرية . كما قد يُلاحظ أنَّ بعضَ لا يتكلَّمون أو لديهم كلام محدود إلى حدٍّ ما. وقد يفهمون ما يقوله الناس لهم لكنَّهم يفضِّلون استخدامَ أشكال بديلة للتواصل .

<!--صعوبة التفاعل الاجتماعي

يكون لدى المصابين بالتوحُّد صعوبةٌ في إدراك وتَفهُّم مشاعر الناس ، والتصرُّف مع مشاعرهم الخاصَّة ، قد يقفون قريبين جداً من شخص آخر ، أو يفضِّلون أن يكونوا وحيدين ، أو يتصرَّفون بشكل غير لائق ، وربَّما لا يجدون الراحة مع الآخرين. وهذا ما يجعل من الصعب عليهم تكوين صداقات.

<!--صعوبة التخيُّل الاجتماعي

يبدي المصابون بالتوحُّد صعوبةً في فهم مقاصد الآخرين وسلوكهم والتنبُّؤ بها ، وتَخيُّل الحالات التي هي خارج الروتين الخاص بهم . وهذا يعني صعوبة الخروج من المجموعة الضيِّقة للأنشطة المتكرِّرة . ولكن لا ينبغي الخلطُ بين انعدام التخيُّل الاجتماعي وبين الافتقار إلى الخيال بشكل عام ؛ فالكثير من الأفراد الذين يعانون من مرض التوحُّد هم غاية في الإبداع.