جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اغتيالُ الخريف
سرى الليـلُ بجفوني القارحاتِ
بينَ أوراقـي والدموعُ قافياتي
جاوزتُ ألوانَ البـيانِ وحسنهِ
وفي جوى الكناياتِ تَمضي حيـاتي
يدركُني البديـعُ من عذبِ نهرهِ
من ترديدِ الصدى لصمتِ كلماتي
يا حبيباً كمْ غَدتْ في بحرهِ
بحورُ القوافي فتاهتْ مفـرداتي
يتوارى الجمالُ من فرطِ سحرهِ
وعلى هدبِ (سلوانَ)عرفتُ ذاتـي
كأنما السنـونَ لم تزلْ ها هنا
ودوارُ الأرضِ لم يزلْ في سُباتِ
كمْ بنينا للزمانِ قصيدةً
جميلةَ اللحنِ مديدةَ السكراتِ
كأنها سلوانُ حينَ تهلُّ سعيدةً
بثغرِها المرسومِ كنبضِ دقاتي
لم يرَ العاشقونَ في العشقِ مثلنَا
حنينـاً تعلّى روابي الصـفاتِ
توقدُ جنةَ الشـوقِ بيننا نـارُ
فمن يهدي للعاشـقينَ جـنّاتي؟
لكنما الدنـيا تقـودُها أقـدارُ
هاتِ يا دنـيا ما لديـكِ وهـاتِ
قلْ للحبيبِ : كمْ جرى دمعُ المطرْ
وما جـرتْ الدنيا على مَجرياتي
إنّهُ الفـراقُ لا رداً ولا حـذرْ
غابَ اللقاءُ ولم تدنُ مسافاتي
كانَ عهداً في الخيالِ ولم يزلْ
..كالأطـيافِ تسري فـي الفـلاةِ
خيّمَ على البـدرِ الغمامُ وأفلْ
و لم تعدْ في وجهِ القمرِ مِرآتي
الروضُ الأخضرُ قدْ صارَ قفارا
أينَ الروضُ من سجـايا ناضراتِ
هجرَ الطيرُ من أيكِهِ ديارا
من اغتيالِ الخريـفِ لذكريـاتي
أيها الخريفُ الذي علـينا جارَ
إنَّ فى جـدبِكَ المعهودِ حَسـراتي
كانَ النهرُ بالأمسِ يروينا
جفَّ النهرُ كما ماتتْ زهراتي
بكتْ لياليـكَ فسـالتْ مآقيـنا
ثمَّ هاجتْ ثمَّ قالـتْ :المـوتُ آتِ
فإلامَ نسلو الخريفَ يا عمري
إلامَ نغتالُ الربيعَ من أبياتي
العشقُ الخـالدُ ما زالَ في دمي
ملءُ أنفاسـي إلى آنِ الممـاتِ
إذا انتهى الحرفُ الأخيرُ فاعلمي
أنَّ شعري سوفَ يُؤتى مِن رُفاتي
.......................................
زوروا موقـــع أميــر الرومانسيـــة الشاعر عبد الرحمن أبو المجد على الانترنت رابط : http://aboalmagd.blogspot.com/
ساحة النقاش