الأسمدة العضوية واستخداماتها
تتصف التربة الرملية كونها تربة غير خصبة ذات نسجه خفيفة عالية النفاذية للماء (لا تحتفظ بالماء) وبالتالي فان قابليتها على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية منخفضة جدا أو تكاد أن تكون معدومة. لذلك فالنبات في مثل هذه الترب غير قادر على سد حاجته من العناصر الغذائية لانخفاض كفاءة استغلاله للأسمدة المضافة بشكل كبير (حيث لا يستفيد من أكثر من 20% من العناصر لغذائية المضافة والجزء الأكبر منها الذي يقدر بحوالي 80% يفقد عن طريق الغسل)، وهذا هو السبب الرئيس في الإضافات الكبيرة من الأسمدة الكيميائية لسد حاجة النبات من العناصر الغذائية. هذه الظاهرة لها خطورتها من جوانب عديدة منها المباشرة وغير المباشرة: التكاليف العالية، تلويث المياه السطحية والمياه الجوفية والتربة وبالتالي الأضرار التي تسببها للإنسان والحيوان وغير ذلك من التأثيرات الأخرى.
الأساس المعول عليه في نجاح زراعة النباتات هو عمليات التحضير الجيد للتربة (خلط التربة الزراعية مع السماد العضوي المعامل جيدا والمطابق للمواصفات الفنية المعتمدة) ما قبل الزراعة والإضافات السنوية ما بعدها ووفقا للكميات الخاصة بالأصناف النباتية. أما التسميد الكيماوي فهو تكميلي يبنى على أساس متطلبات نمو الأنواع النباتية المختلفة لها طبقا للمواصفات الفنية أيضا والهدف من زراعتها.
لذا ولغرض زيادة كفاءة الأسمدة الكيميائية في مثل هذه الترب ضمن المقادير المعتمدة لها، يتوجب العمل على تحسين خصائصها والمحافظة على خصوبتها عن طريق استخدام الكميات المناسبة من الأسمدة العضوية المعالجة والمعاملة حراريا لكل نوع من الأنواع النباتية إضافة لإمكانية اعتماد مصلحات التربة الزراعية الأخرى في المواقع أو الحالات الخاصة التي تتطلبها.
إن كميات الأسمدة المضافة ترتبط بالعديد من العوامل والتي أهمها:
1-خصائص الترب الفيزيائية والكيميائية (الأصل أو المحضرة).
2-عوامل البيئة المحلية الموقعية.
3-الأهداف الخاصة بإحياء المنطقة والمحددة لتكوين الأنواع النباتية للأصناف المراد اعتماد زراعتها.
الأســـمدة:
هي المواد العضوية وغير العضوية الأصل والمستخدمة بهدف تغذية النباتات وتحسين خصائص التربة الحيوية والفيزياوية والكيماوية.
إن استخدام الأسمدة من شأنه التأثير في إنتاجية النباتات (في المشاتل والحقول والحدائق) كما ونوعا… حيث ينشط نموها ويعزز مقاومتها ويحسن من حالتها الصحية . كما أن فاعلية الأسمدة تتحدد بنوعيتها وخصائصها وقابلية الأنواع النباتية الحيوية ومدى حاجتها للمواد الغذائية ومحتوى المواد القابلة للامتصاص في التربة. وتبعا لتركيب الأسمدة فهي على نوعين:
الأسمدة العضوية: وتشمل الأسمدة الحيوانية والنباتية والكمبوست والأسمدة الخضراء… وغيرها .وهي تحتوي على كل العناصر المغذية الضرورية للنباتات (النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم والكالسيوم.. والعناصر النادرة).
الأسمدة المعدنية الكبرى: هي المركبة التي تحتوي على 2-3 من العناصر المغذية (النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم)، والبسيطة التي تحتوي على واحد من هذه العناصر المغذية.
هذا ويعبر عن جرعات الأسمدة المضافة إلى وحدة المساحة عادة بالطن/هكتار بالنسبة للأسمدة العضوية أو كجم / م2 بالنسبة للمسطحات والأغطية الخضراء أو كغم / للشجرة أو النخلة الواحدة، أما بالنسبة للأسمدة المعدنية فيعبر عنها بالكيلو غرام / هكتار أو جم / للشجرة أو للمتر المربع.
الأسمدة العضوية:
هي الأسمدة الحاوية كليا أو جزئيا على المواد المغذية للتربة بصورة ارتباطات عضوية نباتية أو حيوانية المصدر. إن المادة العضوية هي المكون الرئيس الواجب توفره في التربة لضمان ديمومة عطاءها، والذي يقل أو ينعدم في الترب الرملية في ظروف المناطق الجافة وشبة الجافة.
تختلف هذه الأسمدة عن بعضها…. فمنها ما هو سماد حيواني اعتيادي, ومنها ما هو سماد حيواني متميع وبراز طيور وكمبوست (سماد ناضج متحلل ميكروبيا بعد مروره بعمليتي التخمير والمعالجة الحرارية) وسماد أخضر والمخلفات الصلبة ومخلفات عمليات صيانة المشاتل والحدائق والمشاجرالغابيه الحيوية والتصنيعية ونواتج مخلفات المدينة.
فـاعليـتها:
أن الأسمدة العضوية لها تأثير كبير في تحسين خصائص التربة الزراعية, حيث ترتبط بتجهيزها الكامل بالعناصر الضرورية الهامة في تغذية النبات وتعزيزها لجاهزية عناصر الأسمدة الكيماوية المضافة له. كما تعمل على تهيئة المادة العضوية الفعالة حيويا وكيميائيا ضمن الطبقة المحروثة من التربة أو المحضرة كما هو الحال في الترب الرملية – والتي تعتبر مصدر الطاقة للأحياء الدقيقة الموجودة فيها (تعمل على تنشيط الأحياء الدقيقة المفيدة للتربة), والتي تقوم بدورها بتحويل المواد الغذائية غير القابلة للامتصاص إلى مواد بسيطة سهلة الامتصاص (تعمل على تحويل خصوبة التربة الكامنة إلى خصوبة فعالة) عبر عملية معدنة المواد العضوية.
تزداد الارتباطات المعدنية ويتكون الدبال خلال عملية تحلل الأسمدة العضوية في التربة.. هذه الزيادة من شأنها تحسين الخصائص الفيزيائية والكيمائية لطبقة التربة المحروثة أو المحضرة مما يسهم في رفع سعة امتصاصها وتعديل حموضتها وتحسين نظامها المائي.. كما وتوفر الظرف المناسب والمثالي لاستهلاك المواد المغذية والأسمدة المعدنية من قبل النباتات.كما وتساعد وبدرجة ملحوظة في تقليل استهلاك الأسمدة النتروجينية ونتروجين التربة إضافة إلى مساهمتها في تشجيع عملية تثبيت النتروجين الحيوي.
استخداماتها:
اعتماد إضافة الأسمدة العضوية هو الأساس المعول عليه في ظروف المناطق الرملية (معظم ترب إمارة أبوظبي)، لذلك أستخدم في تحضير أوساط الزراعة في البيوت البلاستيكية وفي عملية تغطية مراقد البذور في المشاتل الزراعية والحقول والحدائق ومشاجرالغابات. عند الزراعة يراعي إضافة السماد الحيواني أو النباتي أو الكمبوست الجيد التحلل. هذا وأن الإضافة تكون لكل عمق الطبقة المحضرة أو المحروثة.
الأسمدة الحيوانية:
هي الأسمدة العضوية الرئيسية- عبارة عن خليط لإفرازات حيوانات المزرعة (الصلبة والسائلة) مع الفرشة التي تحتها. إن تأثير هذه الأسمدة يتأثر بما يأتي:
1-الفترة الزمنية للخزن.
2-كمية ونوعية العلائق الحيوانية.
3-نوع الحيوان.
4-نوع الفرشة (التبن, الفحم النباتي, نشارة الخشب).
هذا وتتأثر الأسمدة بنوع الفرشة أي أن هنالك الأسمدة مع الفرشة وأسمدة بدون الفرشة.
أشكال الأسمدة الحيوانية:
أن الأسمدة المهيأة مع الفرشة كالتبن وعلى حسب درجة تفسخها يمكن أن تكون (طرية أو شبة متحولة أو متحولة أو مادة عضوية متحللة) كالآتي:
1-أسمدة طرية:هي الحاوية علي التبن, حيث يتغير لونها وصلابتها بصورة تدريجية غير ملحوظة.
2-أسمدة شبة متحولة: يكون لونها قهوائي غامق, وتفقد صلابتها…لهذا فالكتلة الأولية لهذا السماد تقل نسبتها بمقدار 10-30% .
3-أسمدة متحولة: سوداء ذات كتلة متجانسة ومتحولة والتبن قد تحلل داخلها بصورة كلية. وبالمقارنة مع الأسمدة الطرية فإنها فقدت حوالي 50% من كتلتها الأولية.
4-أسمدة متحللة: هي ذات كتلة غامقة هشة ومتجانسة ونسبة الفقد في كتلتها 75% من كتلتها الأولية.
مكونـاتها:
أن الكيلو جرام الواحد من السماد العضوي الحيواني الحاوي على الفرشة يحتوي على المكونات الآتية:
670- 773 غم (ماء) 4.8-6.7 غم البوتاسيوم
2.3- 318 غم مواد عضوية 1.8- 4.5 غم الكلس
4.5 – 8 غم النيتروجين 0.9- 1.8 غم المغنيسيوم
1.9- 2.8 غم الفسفور 0.6- 1.5 غم الكبريت
أما الأسمدة العضوية العديمة الفرشة فيمكن أن تكون:
1-شبة سائلة – تتكون من الإفرازات الصلبة والسائلة لحيوانات المزرعة.
2-سائلة – وذلك بإضافة الماء إلى شبة السائلة.
استخداماتها:
أن الأسمدة الحيوانية الطرية والسائلة وشبة السائلة وشبة المتحولة والمتحولة والمتحللة يمكن أن تستخدم في الحقول والأحزمة الخضراء ومصدات الرياح ومشاتل الغابات في إكثار الأنواع الغابيه, كذلك يمكن استخدامها في البيوت البلاستيكية والزجاجية– حيث تضاف للتربة في الخريف. هذا وأن مدة فاعلية الأسمدة الحيوانية تتراوح ما بين 2-8 سنوات (ترتبط بمقدار التحضير وعوامل البيئة الموقعية ونوع المحصول). وجدير بالملاحظة بأن الطريقة الأكثر فاعلية في استخدامها – هي في تحضير الكمبوست منها.
الكمبوست:
هو السماد المحضر من ناتج تحلل المواد العضوية بفعل تأثير نشاط الأحياء الدقيقة في محيط رطب. بفعل هذه العملية يزداد محتوى النتروجين والفسفور…وغيرها من العناصر المغذية وبشكل سهل قابل للامتصاص من قبل النبات، حيث تقل كمية المواد السيليلوزية والهميسيليلوزية والبكتينية (المسئولة عن تحويل صورة النتروجين والفسفور في التربة من سهل الامتصاص من قبل النبات إلى صورة أقل في قابلية امتصاصها).
فاعليته
أن الكمبوست من شأنه تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية والحيوية للتربة، كما ويزيد فاعلية الأسمدة المعدنية (الكيميائية) مما يوفر الظرف الملائم لتكون الجذور الفطرية (المايكروهايزا) على جذور النباتات الخشبية (الأشجار والشجيرات).
أنواع الكمبوست:
تستخدم في مجال زراعة الأشجار الحرجيه أسمدة الكمبوست الآتية:
1-فحم نباتي + سماد حيواني (4:1) مع إضافة 20- 30 كغم من الفسفور المطحون ونفس الكمية من الكلس لخليط واحد طن.
2-فحم نباتي + مخلفات صلبة (1.5:1)، أما في حالة الفحم النباتي الجاف فيستخدم بكمية لحدود 2 طن.
3-فحم نباتي + معادن (1 طن فحم نباتي +15 كغم سوبر فوسفات + 5 كغم نترات الأمونيوم أو 15- 20 ليتر من الأمونيا +6 كغم كلوريد البوتاسيوم).
4-فحم نباتي + تربة مفعمة بالنباتات والجذور (1 طن فحم نباتي + 100 كغم تربة مفعمة بالنباتات والجذور + 160كغم – رمل وسماد معدني كما في سماد الكمبوست المحضر من الفحم النباتي + المعدن).
5-سماد حيواني + فسفور (1 طن سماد حيواني + 15- 20 كغم فسفور مطحون ناعم).
6-سماد حيواني + سوبر فوسفات (1طن سماد حيواني + 20 كغم سوبر فوسفات).
طريقة تحضيره:
أن المواد الرئيسية التي تعد لغرض تحضير الكمبوست هي : الفحم النباتي والفرشة الغابيه (تفضل الصنوبرية)، ونادراً تستخدم نشارة الخشب والقشرة مع إضافة السوبر فوسفات والسماد الحيواني المتميع والمخلفات الصلبة وبراز الطيور والأسمدة المعدنية (نترات الأمونيوم والكلس…).
إن مكونات ومواد الكمبوست توضع بشكل طبقات في غرفة خاصة مسيطر على درجة حرارتها وفي حالتين:
1-الهوائية (الحارة): حيث توضع بشكل طبقات رخوة وتحت درجات حرارة 60-70 م .
2-اللاهوائية (الباردة): توضع بصورة طبقات متراصة وتحت درجة حرارة 20-30 م.
تتبع هذه بحيث تضمن خصائص المواد الداخلة وفترات الحصول على الكمبوست الجاهز هذا وأن الكمبوست من أصل السماد الحيواني يحضر بالطريقة المتراصة اللاهوائية الباردة، أما الكمبوست من أصل الفحم النباتي فيحضر بالطريقة الرخوة الهوائية الحارة. هذا وأن الوقت المناسب لوضع الكمبوست هو نهاية الصيف. أن تحضير كمبوست الفحم النباتي مع المعادن يستغرق 8 – 9 أشهر، أما الكمبوست مع الأسمدة الحيوانية والكمبوست مع الفرشة الغابيه فيستغرق 5 – 6 أشهر.
هذا ويتميز سماد الكمبوست الجاهز بكتلته الهشة المتجانسة، حيث يسهل تفتيته وأضافته للتربة. ويكثر استخدامه في تحضير تربة المشاتل في عمليات التشجير. هذا وأن استخدامه في المشاتل من شأنه رفع نسبة إنبات البذور في التربة والتقليل من نسبة هلاك البادرات ،كما يؤثر إيجابياً على نمو النباتات في المراحل الأولى من عمرها.
أن مقادير أو معايير استخدام سماد الكمبوست يحددها نوعه وتكوين نسجة التربة ومحتواها من المادة العضوية. هذا وأن أنسب موعد لإضافة الكمبوست هو الخريف خلال عمليات تحضير التربة قبل الزراعة أو بعدها طبقا لبرامج الصيانة الدورية، هذا وتكرر إضافته خلال 3- 4 سنوات تبعا لنوعه وخصوصية الموقع والنوع المزروع.
الأسمدة الخضراء:
وهي النباتات الخضراء التي تزرع في الحقول والمشاتل ومشاجر الفاكهة والغابات… وخصوصاً في المناطق ذات التربة الرملية الفقيرة بالمواد العضوية. وغالبية هذه النباتات من الأنواع البقولية المثبتة للنتروجين الهواء في التربة…حيث يتم زراعتها لهذا الغرض، إضافة لإثرائها بالمواد العضوية بعد حراثتها وخلط المحصول جيدا مع جزيئات التربة.
نشرت فى 10 مارس 2014
بواسطة abdalRaheem71
عدد زيارات الموقع
5,574