التخطيط التعليمي والتخطيط التربوي

يعتمد بيان الفرق بين التخطيط التعليمي والتخطيط التربوي على بيان الفرق بين مفهومي التعليم والتربية.

فالتعليم: عملية مقصودة تهدف إلى اكتساب المتعلم معرفة ومهارة بواسطة أفرااد دربوا على هذه المهمة وهم أعضاء هيئة التدريس، وفي أماكن محددة هي المدارس والكليات.

أما التربية : فهي أوسع من ذلك حيث تهدف إلى تنمية الفرد من جميع جوانبه الروحية والخلقية والبدنية، كما أن القيام بهذه المهمة لا يقتصر على هيئة التدريس وحدها أو في المدارس والكليات وحدها، فمهوم التربية يجرنا إلى التخطيط التربوي الذي تشارك فيه مؤسسات أخرى كالأسرة والمسجد وأجهزة الإعلام.

أهمية التخطيط التربوي

1-  حاجة التخطيط الاقتصادي للتخطيط التربوي، حيث إن التخطيط الاقتصادي لا يصل إلى أهدافه إلا إذا رافقه وتداخل معه التخطيط التربوي الذي يلبي حاجات البلاد الاقتصادية ، فالعامل البشري الذي يعمل التخطيط التربوي من أجل إعداده وتدريبه هو العنصر المهم في الخطة الاقتصادية.

2-  حاجة التربية نفسها إلى التخطيط، فمشكلات التربية متداخلة ومتكاملة وعليه فالحلول التي ينبغي أن تقدم لها لابد أن تكون متداخلة متكاملة من خلال إطار واحد هو إطار الخطة، فالتخطيط لجانب واحد من جوانب التعليم لابد أن تسبقه الإحاطة بأهداف وحاجات ومشروعات التربية الأخرى، وعلى سبيل المثال إذا أردنا معالجة مشكلات التعليم العالي، كان لزاما أن نبحث مشكلات التعليم الثانوي.

3-  الحاجة إلى إيجاد التوازن بين مختلف أجنحة العملية التعليمية، فالتوسع في التعليم الابتدائي مثلا يستوجب التوسع في سياسة القبول في كليات التربية وتوازنها بين الذكور والإناث، وبين المواد الدراسية المطلوب تدريسها مستقبلا.

4-  ولأهمية التخفيف من تغليب الجانب الكمي على الجانب الكيفي ، يلجأ العاملون في التربية إلى التخطيط التربوي، والذي يلجأ بدوره إلى الاستعانة بالكيف من أجل إصلاح الكم، تتصل بالمناهج وطرق التدريس والخطة الدراسية والإدارة المدرسية والأهداف ومواصفات المبنى المدرسي، والبحث التربوي.

5-  الحاجة للتخطيط التربوي للإعداد للتطور المتسارع للتكنولوجيا، وذلك عن طريق رفع المستوى الثقافي التكنولوجي، وردم الهوة بين التعليم النظري والمهني.

6-  وللتخطيط التربوي لمواجهة احتياجات تغير التركيب الوظيفي عن طريق تكييف محتوى البرامج استجابة لسوق العمل المستقبلي، مما يقلل البطالة المتعلمة، ويوجهها إلى الاحتياجات المتجددة من التخصصات.