كثيرًا ما تفرض بعض الاهتمامات نفسها على العاملين في الصحة المدرسية والمدارس، خصوصًا أن مسؤولية المدارس توسعت لمواكبة التغير والتطور الكبيرين في المجتمعات، مع ما يرافق ذلك من حياة مدنية معقدة ورسائل متناقضة ومضللة توجه بشكل خاص للأطفال والمراهقين في السن المدرسية، وكلنا يعلم خصوصية السن المدرسية وما يميزها من سعة الاستيعاب وسهولة التأثير. والطالب خلال هذه الفترة العمرية تكون المدرسة له المجتمع والبيئة الصغيرة التي يعيش فيها ويتأثر ويؤثر فيها. ويأتي ما سبق ليبين أهمية التوعية الصحية في السن المدرسية وضرورة إيصال الرسالة الصحية ذات الأولوية والمبنية على أساس علمي وصادق وبساطتها، وأن تقدم في الزمن المناسب وللسن المناسبة. دور المعلمين في التوعية الصحية: تهيىء المدرسة بيئة مواتية للتثقيف الصحي، ففيها يقضي الأطفال معظم وقتهم ويتفاعلون مع زملائهم ومعلميهم. والمعلمون أشخاص مرجعيون بالنسبة للطلاب عليهم إعطاء المثل والقدوة، ويتوجب عليهم دور مهم في مجال تعزيز الصحة. والمعلمون يقومون بأعمال كبيرة منها: - تقديم المعلومات والمعارف الصحية. - متابعة النظافة العامة والشخصية. - الحرص على البيئة الصحية المدرسية الحسية والنفسية. - التحري عن الحالة الصحية للأطفال ومراقبة نموهم. - اكتشاف الحالات الصحية التي تتطلب رعاية وعناية خاصة. - رسائل صحية للمجتمع والتواصل مع أولياء الأمور من أجل تعزيز الصحة. وسائل التوعية الصحية المدرسية: تتنوع آلية تقديم الرسالة الصحية فمنهم من يسعى لدمج التوعية الصحية في المنهج المدرسي، فمن خلال آليات عدة يمكن للمعلم تطويع المادة النظرية التي يقدمها لخدمة السلوك الصحي السليم، وهناك وسائل أخرى خارج المنهج المدرسي منها: - المحاضرة: وهي تقديم سريع شفوي للمعلومات. - مجموعات النقاش الصغيرة. - التعليم النشط: وهو أحد الوسائل الحديثة في التوعية يهدف إلى توعية الطلاب من خلال الأنشطة التي يشارك فيها الطلاب. - الأنشطة اللاصفية: تتمثل في العديد من النشاطات كالرحلات التعليمية أو المعارض أو التمثيل ولعب الأدوار. - التوعية الصحية في أوقات الفراغ مثل ما يسمى بحصص الانتظار، أو من خلال الاستراحات أو المناسبات التربوية والمعارض المدرسية. إن التوعية الصحية الفعالة للناشئة قادرة على إعداد الجيل الجديد من «طلاب المدارس»، وبالتالي الارتقاء بالمستوى الصحي، وخصوصًا إذا كانت موضوعاتها الصحية ذات أولوية تنبع من المدرسة وحاجة المجتمع ويتفاعل بها الطالب والمعلم، والأنجع إذا شارك المجتمع. د.صالح بن سعد الأنصاري |
نشرت فى 30 مارس 2012
بواسطة aazaa
ساحة النقاش