يعتبر الزعتر من أشهر المواد الغذائية التي تقدم على فطور الصباح مع زيت الزيتون في بلاد الشام، كما اشتهر بتحضيره كمناقيش في كل من لبنان وسورية. وأشهر أنواع الزعتر، الحلبي نسبة إلى مدينة حلب السورية وهناك النابلسي نسبة إلى مدينة نابلس في فلسطين. والمعروف في دمشق أن أول ما يوصى به المسافر إلى مدينة حلب من قبل أصدقائه وعائلته هو أن يجلب لهم معه الزعتر الحلبي وصابون الغار حتى أن الفنان المعروف دريد لحام وفي إحدى مسرحياته اقترح افتتاح معمل للزعتر وصابون الغار في دمشق من كثرة ما أوصاه شخصيات المسرحية عندما كان في مشهد منها يريد السفر إلى مدينة حلب.
وفي ساحة المرجة وسوق البزورية بدمشق هناك عدد من المهتمين بالزعتر ومكوناته وتحضيره في ورش خاصة بهم وأغلبهم جاؤوا من مدينة حلب ومعهم عبد القادر سرميني الذي قال: يتكون الزعتر من الكمون وورق الزعتر الأخضر البري واليانسون وهي المواد الأساسية الداخلة في تركيبته ويعتبر تركيبه دواء شعبيا فهو خلطة بهارات أساسية اشتهرت بها مدينة حلب بسبب قيام المختصين فيها بإضافة منكهات جديدة وصحية للزعتر، حيث أضافوا للخلطة زهرة السماق وهي معروفة بحموضتها الزائدة الطبيعية وهي بديل عن ملح الليمون الصناعي وهناك البعض يضيف لها حب الرمان المجفف أو الفستق السوداني بسبب كونه مقويا ويضم معدن الحديد وهو مفيد للإنسان في الصباح ويضاف له السمسم والكزبرة.
وقد اشتهرت بتحضير الزعتر الجيد عوائل وأشخاص معينون فالزعتر في حلب يسمى بأسماء العائلات، ومن أهم من اشتهر بها عائلة القبرصي وزعتر ناصر وياسر سرميني اشتهر بحلب انه يحمص الزعتر يوميا قبل أن يبيعه ليشتريه الزبون طازجا تماما مثل تحميص البن اليومي ولديه محمص كامل يشتري منه الناس زعترا محمصا. وكان هناك شخص من آل القبرصي يلبس لباسا شعبيا مع طربوش وكان يبيع يوميا حوالي 20 كيلوغرام زعتر ولا يقبل ببيع كمية أكبر حتى يبقى محافظا على جودته وشهرته. وهناك زعتر نابلس، لكن حلب أخذت شهرة اكبر بسبب الإضافات والنكهات التي أعطت الزعتر خصوصية في المدينة.
ساحة النقاش