الحوض الذهبي
بقلم الأستاذ : بسعيد محمد
رب حوض ضم المحاسن ضما
سمكا أسر الجمال بهيا !
يعبر الماء جيئة و ذهابا
و يسلي بسبحه مرضيا
يا سميكات كل لون بهيج
و حراك يثير لوحا سنيا
أرجوانية تتابع تبرا
في انشراح يعم كونا بهيا
تلك سوداء تشبه الليل لونا
بنجوم تلألأت دريا
يا لغوص في دقة و انبساط
و صعود جرى بديعا سويا
يتوارين همة و انطلاقا
من أياد تنالهن خفيا
و عيون مرصعات حسان
حزن فخرا و ورونقا أسيا
هن يمنحنني منى و ابتهاجا
بجمال يغشى وجودي الرضيا
رب حوض غدا فضاء جميلا
يمنح الروح عالما سحريا
يشحذ العزم همة و نشاطا
و يزيل الأسى زوالا جليا
يا علوا أثار بهجة عمر
و نزولا شد النفوس حفيا
متعة الفكر و الفؤاد و حس
ضاق بالكون مظلما مقصيا
حل حوض مكان كون فسيح
زاخر بالخطوب نشرا و طيا
خلق الناس للسنا و نشيد
يتغنى بالمكرمات نديا
و سلام و فرحة و أخاء
و جسور تمد خيرا وريا
و مروج خضراء تأسر لبا
و زهور تمحو الضنى و دويا
هو ذا الكون قد خلا من جمال
فأعيدوا جماله السندسيا !
و أعيدوا له ابتساما و وثبا
و مزايا و مسلكا علويا
الوطن العربي ،الأربعاء : 17 فيفري / شباط / 2021