*(كَانْدِيْلَارِيَا-Candelaria)*
———————
مُسَلِّمَةٌ..
جَاوَزَتْ الحُلُمْ!..
جَاؤُوْا بِهَا مِنْ وَرَاءِ المُحِيْطِ، ناحِيَةَ "مَغْرِبِ المُرابِطِيْنَ" الَّذينَ نَاصَرُوا مِصْرَ "بَنِي الأحْمَرْ"، وَالى إسْبانِيا "الأنْدَلُسْ قَبْلاً" سَبْياً عَلَى هَوْدَجِ الإكْراهِ، أحْضَرُوْهَا!..
فَعَمَّدُوْهَا فِي حَوْضٍ مَمْلُوْءٍ مِنْ مَاءِ الكَنِيْسَةِ "القَشْتالِيَّةِ" الآسِنْ!..
وَأطْلَقُوا عَلَيْهَا إسْمَ"كاندِيلاريا"..
وَ"كاندِيلاريا" هَذِهْ..
هِيَ زَهْرَةٌ مِنْ لَوْنَيْن أصِيْلَيْنِ، كَانَتْ فَسِيْلَةً مَزْرُوْعَةً في وَسَطِ باقَةٍ مِنَ الزَّهْرِ ذِيْ اللَّوْنِ الوَاحِدِ الأصْفَرْ، تَحْرُسُهَا الأسُوْدُ عِنْدَ نافُوْرَةِ المِياهِ الطَّائِرْ "بِعِلْمِ الحِيْلَةْ"، فِي باحَةِ القَصْرِ الوَاقِعِ بَيْنَ تََلِّ "غَرناطة" المُرْتَفِعْ، وَجِبالِ "سيرانِيفادا" الشَّاهِقَةْ!..
وَصاحِبَةَ السُمُوِّ "كاندِيلاريا" كَانَتْ تُشْرِفُ بِرَحَابَةٍ، عَلَى "قاعَةِ السُّفَراءِ الفَخْمَةْ" فِي "قَصْرِ الحَمْراءْ" وَالَّتي فِي بَهْوِهَا، وَتَحْتَ نُقُوْشِها الفَرِيْدَةْ، يُسْتَقْبَلُ سُفَراءُ الأَرْضِ !..
أجَلْ، كُلُّ مُمَثِّلِيْ الأَرْضِ، وَالأرْضُ المُحِيْطَةْ بالأنْدَلُسِ آنَذاكَ، كَانَتْ "أوْرُوبا" فِي عُصُوْرِهَا الوُسْطَىٰ الَّتِي كَانَ يَحْكُمُهَا نِظَامٌ سِيَاسِيٌ طَبَقِيّْ بَسِيْطْ، مُكَوَّناً مِنَ المُلُوْكِ، وَالنُّبَلَاءِ، وَرِجَالِ الدِّيْنِ، والعَامَّةْ مِنَ الفَلَّاحِيْنْ، وَكَانَ ذَلِكَ النِظامُ يَنْطَبِقْ عَلَى "بَارِيْس"، وَ"برلين" وَ"فيينا"!. إنَّمَا ذَلِكَ النِظامُ الطَّبَقِيْ لَمْ يَكُنْ يَنْطَبِقْ عَلَى "قُرْطُبَة" عاصِمَةْ الأنْدَلُسْ فِي ذَاتِ الحِقْبَة مِنَ تِلْكَ العُصُوْرِ، فَقَدْ كَانَتْ طَبَقَةْ النُّبَلَاءِ فِيْهَا مُكَوَّنَةْ مِنْ:
طَبَقَةْ الأُمَرَاءْ وَالخُلَفَاءْ، وَالحَاشِيَةْ، وَطَبَقَةْ رِجَالْ الدِّيْنِ مِنْ الشُيُوْخِ، وَالأَئِمَّةْ، وَالحَاخَامَاتْ، وَالطَبَقَةِ العَامَّةْ مِنَ الفَلَاسِفَةِ، وَالسِيَاسِيْيِنَ، وَالمُثَقَّفِيْنَ، وَالأَطِبَّاءْ، وَالعُلَمَاءْ!..
وَقَلْبُ "كَارْدِيْلارِيا" أرَادَ أَنْ يَبْنِيْ ذاكِرَةً مِنَ النِسْيَانْ!.. وَكَانَتْ تِلْكَ مُحَاوَلَتَهُ الأخِيْرَةْ لاخْتِبَارِ المَاضِي الَّذِي خَلَا، كَأنَّهُ يَبْحَتُ عَنْ عَوْنِ الشِّفَاءِ فِيْ المَشافِيْ الَّتِي اخْتَمَرَتْ بالقَوافِي المُكَرَّرَةِ عَلَى ذَاتِ اللِّسَانْ!..
عَبَثَاً تُحَاوِلِيْنَ يا "كَرْبَئِيْل"!..
كُفِّيْ عَنْ البُكَاءْ الآنْ، لَا تَبْكِيْ أكْثَرْ، وَضَعِيْ حَداً للْمُعَاناةْ!..
كُلُّ الطُقُوْسُ الَّتِي كَانَتْ تُصَلِّي مِنْ أجْلِكِ، شَرَدَتْ مِنْهَا التَّمْتَمَاتْ!..
فَمِنَ الصَّعْبِ أَنْ تَقُوْلِيْ فِي حَضْرَةِ الْلَّا شَيْءِ، كُلَّ شَيْءْ!..
وَهُنَا، حَتَّى الهَواءُ يُصْبِحُ مُؤْلِماً، وَالْحُبُّ جَانّاً، وَبَشَرَتُكِ السَّمْراءَ كُلَّ الحِكايَةْ!..
أنْثُرِيْ زَهْرَ الْلَّازَوَرْدِ فِي رُبُوْعِ "مَلَقَةْ" سَيِّدَةْ الفُنُوْنِ مِنْ طَلَقَاتِ قِيْثارةٍ، وَرَقْصٍ عَلَى تَصْفِيْقٍ، وَغُنَاءٍ يَبْدأُ:
يٰا الْلّٰهْ! "oly"..
يٰا الْلَّهُ.. يٰا عَظِيْمُ!..
لَقَدْ مَاتَتْ "كَانْدِيْلٰارِيَا" وَتَرَكَتْ لِيَ مُوْسِيْقَا النَّجَاةِ مِنَ "البَطْشِ، والجِبْتِ، وَالطَّاغُوْتْ!.
ابو الورد الفقيه