*(مَاتَ يَمُوْتُ سَيْمُوْتُ)*
——————————————
سُؤَالٌ عَلَى جَادَّةِ العَقْلْ المَنْطِقِيْ:
*مَتَى تَتَحَقَّقْ وَاقِعِيَّةُ المَوْتْ؟*.
أفِي المَاضِيْ (مَاتَ)؟ أمْ فِي الحَاضِرْ (يَمُوْتْ)؟ أم فِي المُسْتَقْبَلْ (سَيَمُوْتْ)؟.
إنْ قُلْتُمْ سَيَمُوْتْ، فَذَلِكَ (نَبَأٌ) فِيْ القَادِمِ مِنَ الأيَّامْ، وَلَمْ يَتَحَقَّقْ المَوْتُ فِيْ أيٍّ مِنْ تِلْكَ الأيَّامِ أو الشُهُوْرِ أو السِنِيْنَ بَعْدْ!.
وَإنْ قُلْتُمْ يَمُوْتْ، فَذَلِكَ (نَبَأٌ) أيْضاً فِي القَائِمِ مِنَ الثَوانِيْ والدَقَائِقِ والسَّاعَاتْ، وَلَمْ يَتَحَقَّقْ المَوْتُ فِيْ أيَّةِ فَتْرَةٍ مِنْهَا بَعْدْ!.
أمَّا إنْ قُلْتُمْ مَاتَ، فَذَلِكَ (خَبَرٌ) وَقَدْ تَحَقَّقَ المَوْتُ وَاكْتَمَلَتْ شُرُوْطِهِ فِي ثَانِيَةٍ مِنْ دَقِيَقَةٍ وفيِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمٍ، وَفِيْ شَهْرٍ مِنْ سَنَةْ، وذَلِكَ تَمَّ وَحَدَثَ عَلَى مَحْمَلِ اليَقِيْنْ.
إذَنْ البَرْزَخُ الفَاصِلُ -الحَدّ الفَاصِلْ- بَيْنَ الحَيَاةِ والمَوْتِ هُوَ ذَلِكَ الحَرَكَانُ الَّذِي يُحَقِقُّ الزَّمَانَ، في تَكامُلِيَّةِ الشُرُوْطْ المُتَمِّمَةْ لِوُقُوْعِ المَوْتِ، وتَلازُمِهِ مَعْ المَاضِيْ الَّذِي خَلَا، عَلَى مَحْمَلِ الإخْبَارِ بِهِ كَثَابِتٍ جَبْرِيٍّ مُؤكَّدْ!.
لِذَلِكَ، كُلُّ مَا أتَى النَّاسُ بِهِ بَعْدَ المَوْتِ، لَهُوَ (نَبَأٌ) والتَّنَبُوْءُ مِنَ الخَيَالِ المُتَهَافِتِ أمَامَ حَقِيْقَةِ (الخَبَرْ) الذِي يَجِيْىءُ بالحَدَثِ مُفَصَّلٌ كَمَا هُوَ، عَصِيُّ عَلَى الدَّحْضِ والتَكْذِيْبِ والإنْكَارْ!.
ابو الورد الفقيه