بقلمي الدكتورة سميرة فيّاض 🇱🇧
عجبًا كل العجب
كلّما فتقَ الزّمانُ في شجوني العتب
رتقَ الشّوقُ جداولَ الألمِ فكانَ العجب
أتسألُ منْ ثملَ من حبّاتِ عنبٍ واهيةٍ
أن يُبهجَ القلبَ ويراقصَ خيولَ السّهب؟
أتدري كيفَ يبرّرُ الوجدُ غيابًا
يمحو عن دسرِ الشّوق ما انكتب؟
ترى سحائبَ الرّحيلِ تطوفُ ساخرةً
والودّ نابضٌ مشرّعٌ أبوابهُ أمامَ ألفِ سبب
اعذرني يا قلب... عجبًا من هذا الحبّ كلَّ العجب!
أجل... كلّما زادَ الغرامُ أطالَ الهجرُ ليالي السّهر
وأيقظَ عند الدّهشاتِ عجائبَ يرويها القدر
حاصدًا ذاكَ الهيامِ بمناجلِ الزّمن
وطواحين أيامهِ طافت باكيةً بين أضراسِ العدم
أحجارٌ تلوكُ ما تبقّى من ذكريات الجوى
اعذرني يا قلبُ! عجبًا ممّن طبّبَ داءً ما منه نوى
اعذرني... عيني تنظرُ بئسَ شوقٍ
ملَّ أيّامهُ النّظرُ أثقلَ الأثيرَ
ومعاجنُ الحبِّ خمائر
تزهرُ سحر الأفئدةِ وتطربُ غديرًا راقصَ حبّاتِ المطر
ساكبًا على ضفاف القلوبِ إكسيرًا يُذيبُ الوجع
وأنينُ الوداعِ يَثمِلُ الأنفاسَ ويبكي قريحةَ العبق
فتأنُّ القلوبُ ندمًا ولا تكفُّ عن الشّجب
اعذرني وإن تعجّبتَ يا قلبُ
فمذ أنَّ الشّوقُ وتعذّبَ حنّى الودُّ قوافي الشعرَ بالذّهب
Dr Samira Fayad