تأوّهُ فَراشة
في المساء و أنا على مكتبي
أخطّ خاطرة عن تعبي
تسللت إلى غرفتي فراشة
سُرقت من على محياها البشاشة
اقتربت من مصباحي و شرعت تحوم
ببطء و كأن أجنحتها مثقلة بالهموم
نظراتها تنمّ عن الأسى
عن قلب حزين أمسى
أدركت أنها تود أن تبوح
بما لحقها من كرب و جروح
أخفيت وجعي بابتسامة
سألتها هذا الحزن علامَ؟
قالت بنبرة مبحوحة شجية
كنت داخل شرنقتي هنية
حتى قررت الخروج
لأستكشف البساتين و المروج
آملة أن أجد بستانا
مزروعا حُبا و حنانا
سماؤه زرقاء صافية
ثماره طيبة دانية
أطير باسمة و أرفرف
المسرّات نحو الكل تزحف
على إيقاع النسيم العليل
تتراقص الأغصان و تميل
تهدهد الأطيارَ الغرّيدة
الحياة زاهرة و رغيدة
من عبث بلوحتي الجميلة؟
كيف غدت الأحلام قتيلة؟
من حجب نور الشمس؟
من باع السِّلم بثمن بخس؟
من لوث السماء الزرقاء
بقذائف الدمار و الهيجاء؟
من داس الأزهار الزاهية
و زرع الألغام و الكراهية؟.....
واسيتها و قلبي ينزف
كيف أساعدها؟ لا أعرف
تمنيت لو أني أملك ريشة و ألوانا
لأعيد للوحتها الرونق و الأمانَ
***بقلم أمينة المتوكي***