هكذا نحن الفتيات.
لا يمكن أن تموت فينا الطفلة ذات الثلاث سنوات، الّتي تغار على أشيائها، ولا تحب مشاركتها.
نصبح شابات، نشع حناناً ونوراً، نطير فرحاً مع أحلامنا ورغباتنا، ونلاحقها كما تلاحق النحلات رحيق الأزهار، أغلبنا يعطي أكثر مما يأخذ.
نحن نخشى أن ينطفئ شغفنا
أن يعجز قلمنا عن رسم صورنا
أو يجف قبل أن يكتب ما ينطق به لساننا
نؤمن بأن الفصول أربعة
وأنّ الحياة متنوعة
يوم تكون شمسنا ساطعة ويوم غائبة
يوم نحمل العالم على أكتافنا
وآخر لا نرغب بتحريك أطرافنا
وكلما راودنا ذاك الشعور نعانق أهدافنا
أما أنا:
عندما أمر بشيء ثقيل، أميل إلى الصمت
وعندما أكون بخير أعود إلى التواصل وكأن شيئاً لم يحدث!
أنا والصبر أصدقاء من زمن بعيد
أقبض على أشيائي بقبضة الزهور لا الحديد
ما كان لي سآخذه بجهدي وقدراتي
اعلم أن القدر عنيد للغاية، لن أبدد معه طاقاتي
لن أشارعه، لن أخاصمه، فالقناعة وجه مرآتي
أنا أعرف كيف أخلد الطفلة في قلبي
أعلم كيف أجدد شغفي، وأولد مجدداً من رمادي
اسامح كثيراً، فالحقد والكبت يلوثان مرآتي
وأنا أحبّها صافية، هادئة، حقيقية گ ذاتي.
رهام غندور.