(مهب الورق)
مِن مِنَّا سيدري
أَن لَيْل الأَحْزَان طَوِيلٌ
وَإِن الْقَلْب يَتَدَاعَى نَبْضا
يَحْتَضِر
ثَانِيَة الْوَحْدَة أَلْفِ عَامٍ
مَا قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَالْمِيلَاد
وَإِن الْجَسَد يَتَأَكَّل يُنْزَف قَهْرًا
وَمَا تَبَقَّى مِنْ سَجَايَاه عَلِيل
يَا هَذَا الرَّاقِد فَوْق كَوْمَة قَشّ وَخَرَق ممزقة
لَن تزهر حِجَارَة دَارِك
أَو يَتَفَجَّر فِي الصَّحْرَاءِ يَنَابِيع
حِمَى فِي الْكَبِدِ وَالزَّاد قَلِيلٌ
سَتَمُوت وَحِيدًا بَيْن شهيقك وزفيرك
الْخَيْل سَقَطَتْ مِنْ كَثُرَ الضِّبْح
لَن تُسْمَعُ بَعْدَ الآنَ صَهِيل
أَشْرَب كأسك قَبْلَ بُلُوغِ الذَّاتِ
تَنْقَطِع اللَّذَّات
وتذوب ألأطياف لِصِدِّيق وَحَبِيب وَخَلِيل
لَا تَسْتَثْنِي نَفْسِك
لَا تَخْلَعُ تَوَّب الْأَوْزَار
الصِّدْق مَعَ النَّفْسِ جَمِيلَ
أَسْأَل تاريخك
هَل دُون سَطْرٌ يَحْمِلُ اسْماً أَوْ فِعْلًا
بَصْمَة بُنَانٌ لَا يُوجَدُ
حطمها جَهْلَك وَهُنَاك أَلْف دَلِيلٌ
انْقَرَض الْحَمَّام الزَّاجِل
لَا رَسَائِل كُتِبَت لَا خَبَرَ
وَلاَ الظِّلُّ ظَلِيل
حَمَل الْعُمْر ونحس الْأَيَّام
قَسْوَة قُلُوب الْخَلْق
الْحَمْل ثَقِيلٌ الْحَمْل ثَقِيلٌ
أَنْهَض قاوَم لَا تستسلم
للسكرات وَتَمُوت ذَلِيلٌ . . ..